الكثير من الجُمل تكتب على ظهر «التوكتوك»، تتحدث عن الرزق و«الشقا» وهموم الحياة، ورغم قوتها وتأثيرها في نفوس البسطاء، لكنها بالتأكيد لن تعبر عن حال «سواقة» التوكتوك «سعيدة» التي لم تأخذ من اسمها نصيب.
من بين كل التكاتك لابد أن تلفت «سعيدة» نظرك ليس لكونها سيدة تقود هذه الماكينة ثلاثية العجلات، إنما لأنها «أم» تحمل رضيعها بذراع وتمسك المقود بالآخر، إذ تخرج كل يوم بحثًا عن الرزق فلا حيلة لها غير قيادة التوكتوك.
الزوج هرب
ما تواجهه الأم السائقة «سعيدة» في البيت لا يقل عما تقابله من معاناة في الشارع بعد أن تركها زوجها وتخلى عنها هي وأبنائها الأربعة، إذ تجاهل ما سوف تعانيه من ظروف قاسية بمفردها، أزمتها ليست فقط في أولادها بل في حملها لأمها الضريرة التي تعاني الشيخوخة ويعيشون جميعا في منزل صغير يفتقر كل معاني الحياة.
تروي «سعيدة» لـ «بوابة أخبار اليوم» عن معاناتها، قائلة إنها تعيش مع والدتها المسنة «الضريرة» والتي تعاني من الشيخوخة، وأبنائها الأربعة، حيث كانت تكسب رزقها من العمل في «مخزن أنابيب»، لكنها لم تتحمل مشقة العمل إلى أن قررت العمل كسائقة «توكتوك» لكسب لقمة العيش.
تقود «سعيدة» التوكتوك، وهي تحمل رضيعتها «ذكرى» طوال الوقت، وكثيرًا ما أرضعتها أثناء العمل على التوكتوك، فتقول: «ساعات أضطر أرضعها وأن سايقة، دي طفلة مالهاش ذنب، وأوقات لما تنام أضعها في الكرسي الخلفي والتوكتوك متوقف.. صعب على الطفلة لكن ما باليد حيلة».
كشك لكسب الرزق
وتوضح «سعيدة» أنها دائمًا ما تتعرض للمضايقات من بعض سائقي «التوكتوك» لإقصائها من العمل بينهم، ويستخدمون معها جميع الأساليب لذلك، إلا أن حاجتها للعمل من أجل إيجاد ما يسد جوع أبنائها، وشراء دواء والدتها المريضة والتي تعاني من العمىن يدفعها دائما للمقاومة.
وترى «سعيدة» أن شقلئها قد ينتهي باستلام «كشك» من محافظة الجيزة، يساعدها في تدابير متطلبات الحياة اليومية، في ظل ظروفها الصعبة، وحلول فصل الشتاء والذي ينشط فيه فيروس كورونا المستجد، مطالبة أي مسؤول بالاستماع لمطلبها.
