عيد الأنوار | تعرف على الشمعدان السباعي والتساعي عند اليهود

 الشمعدان السباعي و التساعي عند اليهود
الشمعدان السباعي و التساعي عند اليهود

يحتفل اليهود بعيد الأنوار، أو «حانوكا»، وتعني بالعبرية «تدشين»، في الخامس والعشرين من شهر«كيسليف» حسب التقويم العبري.

ومن أهم عادات هذا العيد وتقاليده، إشعال الشموع في الشمعدان الثماني المسمى «حانوكياه» بعد غروب الشمس، بحيث يتم في ليلة العيد الأولى إشعال شمعة واحدة تضاف إليها شمعة واحدة كل ليلة، حتى الليلة الثامنة التي يتم فيها إشعال الشموع الثماني جميعاً، وتتلى صلوات خاصة بالعيد خلال إشعال الشموع، علماً بأن الشمعدان يوضع عند إحدى نوافذ البيت ليمكن مشاهدته من الخارج.

يقول الباحث الأثري د. أحمد محمد على غباشى ، يعد «حانوكا» من الأعياد الدينية عند اليهود، لكنه بمثابة مهرجان للفرح، إذ يجتمعون كل ليلة لتحضير المأكولات التقليدية وأغلبها من المقالي.

اقرأ أيضًا: وزير الخارجية الفرعوني.. كيف قدمت مصر أقدم نموذج حكم للعالم؟

ولهذا العيد جذر تاريخي وآخر ديني، بحسب المعتقدات اليهودية، ففي القرن الثاني قبل الميلاد، قاد اليهود المكابيّون تمرّداً على السلوقيين عام 165 ق. م، بعد محاولة الملك أنطيخوس الرابع فرض الثقافة والتقاليد الهيلينية على اليهود، وفرض عبادة آلهة الإغريق في هيكل سليمان.

وكانت المنارة توضع في الجهة القبلية لخيمة الإجتماع على يسار الداخل، والشمعدان اليهودي على شكل شجرة، تتكون من ثلاث قطع رئيسة هي القاعدة، الساق، والأفرع الست، ويحتوي كل فرع على ثلاث وحدات متكررة هي برعم، وكأس، وزهرة، وفي نهاية كل فرع يوجد سراج يتم إشعاله، وقد صنعت منارة خيمة الاجتماع من كتلة واحدة من الذهب وليس بتثبيت الأجزاء، وكان ارتفاعها 6 أقدام. 

وأضاف غباشي، هناك دلالات متعددة للشمعدان اليهودي ذات الأفرع السبعة الساق في الوسط، وستة أفرع على الجانبين، حيث يرمز إلى شجرة الحياة أو شجرة الخلد ذات الأفنان الموجودة في جنات عدن، لذا وضع اليهود شمعدانان داخل خيمة الاجتماع أسوة بما هو موجود في الجنة.

وهناك رأي أخر، يشير إلى أنها تمثل الكواكب السبعة، كما تشير إلى أعين الرب الحامية، وهي المصابيح السبعة التي أضاءت الطريق لبني إسرائيل في رحلة الخروج من مصر.

 إلا أن التفسير الأكثر منطقية، هو أن الشمعدان يرمز في فروعة الستة إلى أيام الخليقة، أما الفرع المركزي الساق فيرمز إلى يوم السبت، والسبت في اليهودية شابات من الفعل شافت أي استراح وانقطع عن العمل، فقد جاء في الوصية الرابعة من الوصايا العشر "اذكر السبت لتقدسه، ستة أيام تعمل، وتصنع جميع عملك، أما اليوم السابع ففيه سبت للرب إلهك، لا تصنع عملاً، أنت وابنك وابنتك وعبدك وأمتك وبهيمتك، ونزيلك الذي داخل أبوابك" ، وهنا يعني تخصيص يوم السبت للعبادة، بل ألزمتهم الشريعة اليهودية بتقديس السنة السبتية كل سبع سنوات لأنها "سبت للرب".

ولذا، فقد قدس اليهود يوم السبت، وكانوا يحتفلون به بمائدة خاصة، وملابس خاصة بهذا اليوم، وقد حمل يوم السبت أسماء عديدة منها: " شابات شالوم" أي سبت السلام، "شابات هملكا" أي سبت الملكة دليل على مكانة السبت العظيمة.

 "ومن المرجح أن الشمعدان السباعي قد يرمز إلى عناصر اللاهوت اليهودي السبع وهى التوحيد - الإختيار شعب الله المختار - الميعاد أرض الميعاد - الهيكل بيت الرب - الناموس الوصايا العشر - الملك الأحادي لكرسي داوود - الماشيح المسيح المنتظر ".

الشمعدان التساعي

يعتبر الشمعدان السباعي، هو الشمعدان المعروف لدى اليهود والموجود داخل المعابد اليهودية، إلا أن هناك نوع آخر من الشمعدانات، يكون تساعي الأفرع، بحيث تكون شمعة المركز في الوسط، ويتفرع منه ثمانية أفرع، وهذا الشمعدان مرتبط بعيد " الحانوكا" والذي يعرف بعيد الشموع أو عيد الأنوار.

وترجع هذه القصة إلى عام 165 ق.م، عندما كان البطالمة يسيطرون على بلاد الشام في عهد أنتيوخس ايبيفانس، وأرادوا إرغام اليهود على الوثنية، وعبادة الأصنام؛ حتى استطاع الكاهن«متاتيا» وأولاده الثمانية الانتصار عليهم، بواسطة ابنه الأصغر "يهوذا المكابي" وقام بتطهير الهيكل من الأوثان، وأعاد ممارسة الشعائر.

وعند دخوله إلى الهيكل، تحدث معجزة، تتمثل في أنه أراد إشعال الزيت في الحانوكية «القنديل» ، ووجد أن الزيت المقدس الذي يحمل ختم كبير الكهنة لا يكفي إلا ليوم واحد، وكان لابد من مرور ثمانية أيام حسب نص التوارة لإعداد زيت جديد، إلا أن المعجزة حدثت واستمر الزيت لمدة ثمانية أيام بدلاً من يوم واحد.

لذا فقد صمم لهذا الاحتفال مينوراه من تسعة فروع بحيث يتم كل يوم إشعال فرع من الفروع الثمانية، أما الشمعة التاسعة (شمعة المركز) فتعرف باسم (شماس) وهى الشعلة المستمرة التي يتم إشعال الأفرع منها.

ويرى الباحث أن الأفرع التسعة قد تشير إلى الكاهن متاتيا الأب «شمعة المركز»، أما الأفرع الثمانية، فترمز إلى أبناؤه الثمانية الذين نجحوا في تطهير الهيكل.