خواطر

الفشــل مصيـر مخططـات نظامى الملالى والعثمانلى

جلال دويدار
جلال دويدار

من المؤكد أن مشاكل الخليج العربى وكل المنطقة العربية حاليا وعلى مدى سنوات تعود بشكل أساسى إلى السياسات العدوانية التى تتبعها كل من ايران وتركيا. ان الأطماع بالاضافة إلى أوهام الماضى تعد الدافع لهذا التوجه من جانب الحكام الناشذين لهذين البلدين.
بالنسبة لإيران فإن نظامها الحاكم يسعى للسيطرة والهيمنة مدفوعا بوهم الامبراطورية الفارسية. فى نفس السياق وجد اردوغان تركيا فريسة لوهم الدولة العثمانية.
سعيا وراء هذه الأوهام سعت دولة الملالى إلى التآمر وتبنى الممارسات الارهابية واشعال الصراعات التى كان ابرزها تحريضها ودعمها لجماعة الحوثيين لتحويل اليمن إلى ساحة للحرب الأهلية. استهدف الملالى من وراء هذه الحرب تهديد امن واستقرار المملكة العربية السعودية باعتبارها القائدة والشقيقة الكبرى لدول الخليج.
 يأتى بعد ذلك دور أردوغان العثمانلى. إن أوهامه وأطماعه كانت دافعة للتدخل فى شئون الدول العربية. كانت البداية تدخله فى الأزمة السورية من خلال احتلال الارض واحتضان الجماعات الارهابية. استندت اطماعه فى امكانية تمزيق هذه الدولة العربية وضم اجزاء من اراضيها إلى تركيا. ارتباطاً عمل على تأجيج الصراع فى منطقة الخليج بالتحالف مع المتآمرين رعاة الإرهاب حكام قطر.
وفى اطار هذا المخطط يبرز تحالفه العثمانلى وتعاونه مع جماعة الإرهاب الإخوانى فى مصر. أعتقد أن ذلك سوف يساعده فى تنفيذ مخططه القائم على الاوهام فى احياء الدولة العثمانية. هذا الأمل الوهمى ضاع وتلاشى بإسقاط دولة ٣٠ يونيو للحكم الاخوانى فى مصر.
هذه الصدمة دفعته إلى محاولة استغلال الأوضاع بليبيا لتعويض ما فقده من خلال عقد الاتفاقات مع فايز السراج رئيس ما يسمى بحكومة الوفاق. وضع نصب عينيه جيرة هذه الدولة العربية الليبية لدولة ٣٠ يونيو المصرية. أعتقد أن هذا التحرك قد يساعده فى هز أمن واستقرار الدولة المصرية التى قضت على احلامة لإنهاء سطو حليفته جماعة الإرهاب الإخوانى على حكم مصر. كان ضمن حسبان العثمانلى أيضا الاستيلاء على ثروة ليبيا البترولية لحل مشاكل تركيا الاقتصادية.
لم يقتصر الأمر على ذلك بالنسبة لمخطط تدخل العثمانلى فى ليبيا. انه كان يأمل من وراء عقد اتفاقات الحدود البحرية المناهضة للقانون الدولى مع السراج أن يكون له نصيب فى ثروات دولتى قبرص واليونان من الغاز المكتشف داخل حدودهما البحرية.
اذن وعلى ضوء ما يجرى فإن دولة الملالى الايرانية تتحمل مسئولية التوتر والقلاقل فى الشرق العربى بينما تضطلع تركيا العثمانية بهذه المهمة فى الجانب الآخر العربى بشرق البحر المتوسط حيث مصر وليبيا. المخططات العثمانية اصطدمت بالمواجهة المصرية الصلبة وبمساندة الدول الاوربية لكل من  قبرص واليونان.