خاص | أستاذ بـ«دار العلوم»: اللغة العربية تعاني.. ويجب تفعيل قانون حمايتها

دكتور أحمد بلبولة
دكتور أحمد بلبولة

اللغة العربية، لغة القرآن الكريم، والتي يحتفل العالم بعد أيام معدودة بيومها العالمي، ولكن هل الناطقون بالعربية يشعرون بقيمتها، هل استطاعت الشعوب العربية الحفاظ على لغتهم الأم، أم أن حلم التطور والاندماج مع المجتمعات الغربية، جعل الغالبية العظمى تتخلى عن "اللغة العربية".

 

ولاستعراض حال اللغة العربية أجرت «بوابة أخبار اليوم» سلسلة حوارات تنشر تباعًا، مجموعة من المتخصصين في اللغة العربية والمحاربين في الدفاع عنها ومن بينهم رئيس قسم الدراسات الأدبية بكلية دار علوم جامعة القاهرة الدكتور والشاعر أحمد بلبولة.

 

اللغة العربية غريبة بين أهلها

 

وقال دكتور أحمد بلبولة إن اللغة العربية الآن غريبة بين أهلها بالفعل نظراً لانخفاض مستوى التعليم وشيوع المصطلحات الأجنبية.

 

وأضاف أن اللغة العربية أصبحت مرتبطة بالطبقة بالفقيرة أكثر من الطبقة الغنية، فاللغات الأجنبية أصبحت لأبناء الأغنياء والعربية لأبناء الفقراء، وهذا الأمر تحول إلى عقيدة في المجتمع المصري الآن وصارت النظرة لمدرس اللغة العربية هي نظرة أقل من مدرس اللغة الانجليزية والفرنسية أو حتى الرياضيات وهذا على المستوى الاجتماعي.

 

اقرأ أيضا| وداد نبى: حاربت كى لا أكون نسخة من كتابى المفضلين

 

دور الاعلام

 

واستكمل بلبولة : "أما على المستوى الاقتصادي للأسف الشديد تراجع استخدام اللغة العربية حتى في دراسات الجدوى والتقارير، وتراجع الحديث باللغة العربية حتى لدى الإعلاميين، فالقليل من الإعلاميين يجيدون الحديث باللغة العربية أو محاورة الضيوف باللغة العربية، وإذا تصادف أن فتحت التلفاز وسمعت قارئ الأخبار أُصاب بحزن شديد جدا، فمخارج الألفاظ غير منضبطة، حيث تختلط الكاف بالقاف والصاد بالسين، ناهيك عن الجرائم الإعرابية التي ترتكب، ولكن إذا تحدثنا عن الإذاعة فهي لا تزال بخير، ولكن من يستمع إلى الإذاعة الآن.

 

روايات وأشعار العامية خطر

 

وعلى المستوى الفني والإبداعي قال بلبولة : "تكتب الروايات بلغة مزدوجة فصيحة وعامية، وللأسف الشديد هناك كتاب يحققون رواج شديد جدا لا يستطيعون كتابة رواية كاملة بالفصحة، بالإضافة إلى الاحتفاء الكبير بشعراء العامية، فصار الشاعر الآن لدى مجتمع عريض هو فقط  شاعر العامية، وهذه العامية الآن تنحدر بكلمات ركيكة لا نعرف من أين جاءت".

 

ودعا "بلبولة" الإعلام المصري أن يحافظ قدر المستطاع على اللغة العربية، فإن لم يستطع بالمستوى المعياري للغة فعلى الأقل بفصحى المثقفين حتى نرقى بالذوق العام.

 

وأشار إلى المحافل الرسمية قائلًا: "لابد أن نحافظ على الحديث خلالها باللغة العربية ولماذا لا تعرض الأفلام التسجيلية في تلك المحافل باللغة العربية الفصحى، فمن يخطب باللغة العربية له جلال واحترام أكبر".

 

"الفرانكو" ..موضة

 

وأكد بلبولة أن "الفرانكوا" كانت موضة ولكنها بدأت تنحسر الآن وهي كانت خطيرة جدا، ولكن المشكلة أن اللغات التي تهيمن على الإنترنت هي اللغات الكبرى مثل الفرنسية والانجليزية، لذلك فيوجد على المبرمجين دور كبير.

 

وقال أحمد بلبولة إن المسؤل عن هذه الظاهرة هي مدارس اللغات، فالأطفال يعرفون قيمة النقود بالانجليزية ولا يعرفونها بالعربية، ولكي نتصدى إلى هذه المسألة لابد أن تعود المدرسة مرة آخرى إلى حضن الدولة، ويؤدي كل مسؤول دوره بالشكل السليم.

 

وأنهى دكتور أحمد بلبولة حواره بأنه "مع هذا التشاؤم الشديد لن أصل لمرحلة اليأس لأن اللغة العربية محفوظة بالقرآن الكريم، وستظل محفوظة ولكن ما كنا نتمناه أن تصبح لغتنا التي نفرح بها ونبكي بها ونخاطب بها العالم.

 

كما طالب "بلبولة" أن يتم التعجيل بإصدار قانون للغة العربية ويفرض على أصحاب المحلات أن يكتبوا اسماء المحلات باللغة العربية ولا يكتفوا فقط بالانجليزية، وتشجيع الدراما التليفزيونة الفصيحة والمسرح الشعري الفصيح مرة آخرى.

 

يذكر أن العالم يحتفل باليوم العالمي للغة العربية في 18 ديسمبر من كل عام، وذلك في ذكرى اعتماد العربية بين اللغات الرسمية في العمل بالأمم المتحدة، كما أنها اللغة الرسمية في كل دول الوطن العربي، إضافة إلى كونها لغة رسمية في تشاد وإريتريا.