عودة «الجمال» لميادين وسط العاصمة

التطوير يعيد لـ«وسط البلد» بريقها المفقود

ميادين وسط العاصمة
ميادين وسط العاصمة

توحيد اللافتات.. وألوان واجهات المبانى والعمارات.. رفع كفاءة الشوارع والطرق

رئيس جهاز التنسيق الحضارى: الانتهاء من ميدان التحرير بالكامل.. و50% حجم الإنجاز بـ«مصطفى كامل»

ريم حمادة

منطقة وسط العاصمة، هي ليست فقط قلب القاهرة، وإنما هى جزء أصيل من تراث وثقافة وذاكرة مصر، لذا تعمل الأجهزة المعينة على قدم وساق للانتهاء من تجميل ميادين وسط العاصمة في محاولة لاستعادة رونقها، لتبدو بشكل جديد يعيد إلى الأذهان جمال القاهرة الخديوية وعراقتها وذلك من خلال إضفاء طابع معماري خاص وسياق تاريخى يميز تلك المنطقة النابضة، يأتى ذلك بالتوزاى مع خطة الحكومة لنقل مقار الوزارات والهيئات الحكومية إلى العاصمة الإدارية الجديدة، لتعود ميادين قلب القاهرة للتنفس مجدداً.

وقامت «الأخبار المسائي»، بجولة في عدد من ميادين العاصمة لرصد التغييرات التى حدثت بها مؤخرًا  سواء من حيث توحيد اللافتات، وألوان واجهات المبانى والعمارات،وكذلك رفع كفاءة الميادين والشوارع.

وتقول «م. ا» إحدى العاملات بأحد المحال التجارية بميدان مصطفى كامل، إن العمل بالميدان بدأ منذ عام تقريباً وتم تركيب هذه اللافتات منذ شهرين، مؤكدة أن الشكل العام للميدان أصبح أكثر جمالاً وتنسيقاً.

وتابعت، عن تفاصيل التغيرات التى تمت: زجاج الواجهات تم تغييره، وأيضًا تمت إزالة اللافتات الضخمة المكتوبة بالبنط العريض، والتى كانت تتراص بشكل عشوائي أمام المحلات، ليحل محلها اللافتات الموجودة حالياً والتى تتميز بتصميم متشابه وطابع مميز بها، أيضًا المبانى من الخارج تم تغيير ألوانها وتوحيدها، وتمت إزاحة البروز الخاصة بعدد من المحلات  للداخل نصف متر، لتكون بمستوى واحد.

ويقول «ع. ب» صاحب محال أيضًا بنفس المنطقة أن المنطقة، أصبحت أجمل كثيرًا عما كانت عليها قبل عام تقريبًا  مضيفاً أن الأعمال مازالت مستمرة حيث يتم تجريب بعض الإضافات الخاصة بالشكل المعماري للعمارات، متابعًا معظم المحلات أغلقت لمدة شهرين اثناء تركيب السقالات، واستأنفنا نشاطنا منذ شهر تقريبًا، تابع عدد من أصحاب المحلات قائلين: «كل هذه المحال نحن مستأجرينها  من شركة مصر للتأمين، والشركة طلبت من كل محل دفع 162 ألف للتطوير وتوحيد الافتات  بالإضافة أن كل يافطة دفعنا فيها 2000 جنيه.

وأضاف أن هذه المبالغ واجبة الدفع وستكون بالتقسيط، وأبدوا دهشتهم أن كل المحال، وحتى الشقق ستدفع نفس المبلغ بالتساوى بغض النظر عن المساحات المختلفة، كما طالبوا بعمل تندات للحماية من أشعة الشمس، وأن تكون أيضًا ذات خامة وألوان وطبيعة مميزة.

أما عن آراء المواطنين، فعبرت دعاء محمد، عن إعجابها بالشكل الجديد لميداني التحرير ومصطفى كامل، قائلة: «تنظيم اللافتات وتوحيد الألوان جعل الشكل مختلف جداً وغير المكان للأفضل وحاسة إنى عايشة في أيام زمان، أيضًا الألوان بسيطة وجميلة ومريحة للعين، وأتمنى وسط البلد كلها تتغير وتترمم وتبقى لون واحد، بحيث يكون لمنطقة وسط البلد خصوصيتها».

وقالت شاهندا مصطفى إنها سعيدة بتوحيد لافتات وألوان مباني ومحلات منطقة وسط البلد، لأنه محاولة لا سترجاع شكل المكان كما كان عليه قديمًا، أيضًا هذه التصميمات تعيد  المكان إلى شكله القديم متابعة :”يمكن مش بنفس مظهره زمان بس على الأقل هترجع شكل المباني تانى حلو.

وقال طارق أحمد إن ما تشهده ميادين وسط القاهرة يعد نقلة نوعية مضيفاً أن الأجواء تكون ليلاً أجمل بكثير خاصة وان الإضاءة تعمل بشكل يظهر جمال تلك المباني والتصميمات فتبدو بشكل أكثر جاذبية.

من جانبه، قال المهندس محمد أبوسعدة رئيس الجهاز القومي للتنسيق الحضاري: «بدأنا في مشروع تحسين الصورة البصرية في الميادين وانتهيا فعليًا بميدان التحرير الذى تتميز كل عماراته بطابع معماري متميز، فطورنا واجهات كل المحلات وأعدنا اليها العناصر المفقودة منها، ومحافظة القاهرة، أزالت جميع التعديات، والإعلانات الموجودة على المبانى ويافطات المكاتب والعيادات، وبالنسبة لمحلات ميدان التحرير وهو اول شىء يقع عين المواطن عليه، فوجدنا اللوحات وألغينا البروز، وبدأنا نعمل ايضًا على توحيد الألوان، وبعد انتهاء تجربة ميدان التحرير.

وأضاف أن الدكتور مصطفى مدبولي وجه بالعمل بميادين أخري، لذلك بدأنا في واجهات ميدان طلعت حرب وميدان مصطفى كامل بالإضافة إلى ميادين أخرى تم وضع السقالات بها لبدء التنفيذ، وايضًا ميادين الأوبرا والعتبة أيضًا.

واستكمل قائلا، ويضاف إلى ذلك  تحويل عدد من الممرات والشوارع  وأصبح للمشاة فقط مثل شارع الشريفين، وشارع الشواربي الذى تمت تغطيته باللاند سكيب، وأيضًا ممر بهلر، وتابع: «كل هذا تم بالتعاون مع عدة جهات منها المحافظة وزارة الإسكان وشركة الصوت والضوء التى تقوم بإضاءة المحلات والواجهات ليلا»، متابعاً: «أن مهمة جهاز التنسيق الحضاري مهمة فنية بحتة وهو وضع التصميمات للأشكال وتحديد الرسومات المختلفة والرؤية والإشراف على التنفيذ، مؤكداً أن كل التصميمات الفنية تمت بأيادى استشاريين مصريين».

أما عن نسبة الإنجاز فقال أبوسعدة أن كل ميدان له نسبة إنجاز مختلفة فمثلا انتهينا من 100% من ميدان التحرير، ومن حوالى 50% من ميدان مصطفى كامل، ومثلًا شارع قصر النيل انتهينا من 30% منه، وهذ كله خطة لاستعادة جمال وسط البلد وتنفسها مجدداً وعودتها إلى الحقبة التاريخية التي تنتمي لها، خاصة مع خروج المباني الحكومية من هذه الميادين.

شاهد ايضا :- صور| القمامة تحاصر ميدان الزعيم أنور السادات بشبين الكوم