باحث أثري: الفاطميون شاركوا المسيحيين في احتفالات الكريسماس

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

كشف المؤرخ والآثاري سامح الزهار، أن العصر الفاطمي كان أكثر العصور التي شهدت مشاركة من المسلمين فى إحياء أعياد إخوانهم المسيحيين، مؤكدًا أن المسيحيين استمتعوا بالاحتفاء بأعيادهم الدينية بصورة رائعة فى هذا العصر الذى يعد شاهدًا على أن مصر وطن للجميع مسلمين ومسيحيين وأن مصر كانت ولا تزال رمزًا للوحدة الوطنية يقتدي به العالم قديمًا وحديثًا.

وقال الزهار، إن الإعياد القبطية فى عصر الدولة الفاطية كانت أيام عطلات عامة تغلق فيها الأسواق ويوزع الخليفة الكسوة على رجال الدولة ونسائهم وأولادهم ويصرف حوائج الاعياد من بيت المال.

وأضاف أن من بين تلك الاعياد الاحتفال برأس السنة الميلادية حيث كان الفاطميون أنفسهم يحتفلون بعيد رأس السنة فى الأسواق والمنازل والأبواب وفى الطرقات والحوانيت والشوارع مشاركة لإخوانهم المسيحيين .

وأشار إلى أنهم كانوا يوقدون الشموع والمصابيح شاعرين بالفرح والسرور، وكانوا يصنعون فيه الحلوى المبتكرة من سائر الأصناف والمعجنات والزلابية واللارنج والليمون والقصب والأسماك وأشهرها "سمك البوري" ويطوفون بالقناديل فى الأزقة والشوارع من العشاء وحتي الصباح.

وأوضح أن من أبرز مظاهر تلك ال احتفالات أن الأقباط كانوا يوقدون المشاعل ويحملون الشماعد ويزينون الكنائس وكانت الشموع مختلفة الأشكال والألوان فمنها ما هو على شكل تمثال وبعضها على شكل عمود أو قبة و منها ما هو مزخرف ولم يضيئوا الكنائس والمنازل بها فقط بل كانوا يعلقونها فى الأسواق وأمام الحوانيت ( المحلات التجارية).

وأشار إلى أنه من بين مظاهر احتفال المسيحيين بعيد رأس السنة فى العصر الفاطمى أنهم كانوا يخرجون من الكنائس فى مواكب رائعة و يذهبون إلى النيل حيث يسهر المسلمون معهم على ضفافه حتى الفجر، وكان شاطئ النيل يمتلئ بالآف الشموع المشاعل المزخرفة.

وتابع أنه فى بعض الأحيان كان المسيحيون يخرجون من الكنائس حاملين الشموع والصلبان خلف كهنتهم ويسير معهم المسلمون ويطوفون بشوارع القاهرة، لافتًا إلى أن الفاطميين كانوا يضربون خمسمائة دينار "على شكل خراريب" وهى نقود ذهبية تذكارية صغيرة الحجم خفيفة الوزن ويوزعونها على الناس وكان يباع فى أسواق القاهرة البيض المصبوغ بألوان رائعة وكان المسحيون يتبادلون الهدايا من البيض الملون والعدس المصفى ويقدمون منها لإخوانهم المسلمين.

اقرأ أيضا..

فيديو| كيف بدأت صناعة «حلوى المولد النبوي»؟