«الحب والاحتواء» نصائح للتغلب علي اضطرابات المسنين النفسية والزهايمر

الحب والاحتواء علي الاضطرابات النفسية في المسنين والزهايمر
الحب والاحتواء علي الاضطرابات النفسية في المسنين والزهايمر

كتبت دينا درويش:

يحتاج الإنسان للشعور بالحب والاحتواء خاصة مع تقدمه في العمر، والتي يكون معها مرشحا جدا أن يشعر بالوحدة، وخاصة في حالة إنشغال المقربين منه بحيواتهم الخاصة، مما يزيد من معاناته والأصعب أنها ستكون صامتة دون أن يبوح عنها، وهو ما يجعل التواصل الدائم مع الأهل والأقارب الذين تقدموا في العمر أمر حتمي حتى لا يشعرون بالوحدة ويعانون من العديد من الاضطرابات التي تصيب المسنين، والمسن هو كل من تخطي الأ ٦٥ من عمره، لكنه أيضا تواصل يجب أن يتم عبر قواعد محددة. 

ويقول دكتور أحمد البحيري إستشاري الطب النفسي بالأمانة العامة للصحة النفسية، أن هناك فرع هام من أفرع الطب وهو طب نفس المسنين، وهو معني بعلاج و تشخيص الاضطرابات النفسية لدي المسنين ويهتم أيضا بتحسين شعور الإنسان وتكيفه خلال تقدمه في العمر بدون أي اضطرابات نفسية.

ويضيف أنه من الاضطرابات النفسية الخاصة بالمسنين أمراض خرف الشيخوخة والإكتئاب والاضطراب الوجداني والفصام والقلق واضطرابات نفس الجسمانية والاعتماد علي بعض المهدئات ومشكلات النوم.

ويوضح أن أمراض خرف الشيخوخة هي أمراض ناتجة عن تآكل و ضمور في خلايا المخ وغالبا ما تكون بطريقة متزايدة وتؤدي إلي مشاكل في وظائف المخ المعرفية مثل الانتباه والتركيز فنجد المرضي يتشتتون ويفقدون قدراتهم ذات الطابع العقلي، وأيضا يتاثر فهم المريض في المطلوب منه من الأخرين والقدرة علي التخطيط أو التعبير بالكتابة و قد تتأثر الذاكرة خاصة بالنسبة للاحداث القريبة ،و يتأثر الشخص ايضا في قدراته اللغوية حيث ينسي الكلمات.
 

ويوضح  إستشاري الطب النفسي بالأمانة العامة للصحة النفسية أن الأعراض تظهر بصورة تدريجية  ويصاحبها أعراض سلوكية في شكل قلق وتوتر وإنفعال زائد والتجوال في البيت أو خارجه بلا هدف مما قد يعرض المريض للتغيب عن المنزل، و قد يصاحب هذا تغيرات نفسية من اكتئاب وصوت مرتفع وظهور شكوك غير مبررة، وقد تتدهور اعراض خرف الشيخوخة لتمتد لعدم القدرة علي التخطيط للحياة وممارسة الانشطة اليومية العادية من شراء متطلبات الحياة اليومية او الاعتناء بالنظافة الشخصية وينسي المريض اقرب المقربين مما يودي الي اعاقة تامة رغم حالته الصحية الجيدة نسبيا مما يؤدي في النهاية إلي تدهور حالته الصحية لعدم قدرته علي الاعتناء بذاته.

ويشير إلي أن أحد أشهر أسباب أمراض خرف الشيخوخة هو الزهايمر و الذي قد يبدا في عمر صغير لا يتعدي ال٥٠ عاما و لكن معظم المرضي يعانون منه في سن ٨٥ عاما ،و قد يظهر المرض مصاحب لمرض الشلل الرعاش او الجلطات الدماغية او مرض هنتجتون.

وحول كيفية التعامل مع مرضي اضطراب خرف الشيخوخة أو الزهايمر يقول :" عند إخبار المريض بالتشخيص الخاص به ( إن لديه خرف الشيخوخة ) يجب الكلام مع المريض بحرص علي إنسانيته وكذلك إظهار إننا معه وأنه عزيز علينا و أنها ليست أخر الحياة و إنها مجرد تغير في شكل الحياة، ويجب مساعدة المريض عند تعامله مع تشخيصه في وضع الخطط مستقبلية له و لأسرته". 

 

ويتابع أنه من الضروري تنظيم حالته الصحية العامة والتعامل مع الاحباط الناتج عن معرفته لطبيعة مرضه والتاكيد البعد الديني والروحاني يساعد في تكيف المريض، ويظل المريض في حاجة إلي المرح و عدم الانتقاد و الدفء في العلاقة رغم فقدانه للقدرات العقلية للتواصل ، وفي بداية المرض يجب وضع برنامج أنشطة يومية ( في المطبخ – المشي– الرياضة – ألعاب مثل الكلمات المتقاطعة و سودوكو – ألعاب ورق – قراءة أو سماع قران - سماع الموسيقي و الأغاني ذات الذكريات للمريض). 

 

ويضيف أنه في التعامل اليومي مع المريض حاول أن تتم الأنشطة والبرنامج اليومي ولا تركز علي النتائج مثل التذكرأو أفضل عمل، ويساعد دائما الاندماج مع المريض و البعد عن الإنعزالية و ذلك في إطار الأصدقاء والعائلة والنادي علي تماسك المريض أطول فترة ممكنة، ويجب أن ننتبه دائما للأمراض الجسمانية ( تنظيم السكر و الضغط و تجنب درجة الحرارة العالية و الإمساك او الإسهال ) والنفسية المصاحبة لمريض الزهايمر لان علاجها له أهمية كبيرة في تماسك حالته و أيضا تحسنه، ولا يجب تحدي المريض أو الإسهاب في المجادلة لأنها لن تفيد بل تساعد الكلمة الطيبة وتحقيق ما يريد طالما أنه مطلب أمن، ويجب مساعدة المريض في التذكر بعلاجه في بيته قدر المكان وكتابة أسماء الأشياء عليها مثل الحجرات ( حمام – مطبخ و هكذا ) ومثل ( الملح – السكر)،

 

أما عن التجوال و الحركة غير المنتظمة للمريض يرى استشاري الطب النفسي أنه يمكن ترويضها عن طريق إعادة توجيهه لحركة مفيدة مثل أن يدور حول السفرة ونأخذه ونقف معه في أحد الأنشطة المنزلية، وفي حالة هياج أو غضب المريض لا تأخذ الأمر بمحمل شخصي و حاول ترك المريض حتى تنتهي نوبة غضبه و لا تحاول مجادلته و أو التلامس الجسدي أو -"الطبطبة"- عليه مثلا أثناء غضبه لأن هذا قد يزيد من غضبه، وحاول أن يكون البيت بدون صور أو ستائر ملونة و كذلك الإضاءة تكون جيدة بالبيت مع البعد عن الأصوات المزعجة كل هذا يساعد المريض علي التركيز، وفي حالة رفض المريض للنوم حاول تهدئه الجو المحيط و أن يأخذ المريض حمام دافئ و ألا ينام المريض أثناء النهار حتى لا يتأثر النوم الليلي له، ولتسهيل التعامل مع المريض استخدم جمل قصيرة لتوجيهه وحاول أن تكررها عند عدم استجابته و يمكنك تذكر معه الأوقات السعيدة و مشاهدة ألبوم صوره او هواياته السابقة من تجميع طوابع و خلافه ،وعند رفض المريض للأكل يجب مراجعة العلاج الدوائي لان منه ما يغير الشهية كما انه يجب اختيار الاوقات في الاكل التي يحبها المريض و تشجيعه علي المضغ مع اختيار طعام سهل المضغ .

ويقول دكتور احمد البحيري استشاري الطب النفسي بالامانة العامة للصحة النفسية أنه يمكن تسهيل للمريض طريقة لبسه واهتمامه بنفسه من خلال وضع هذا ضمن البرنامج اليومي له، كما أن الاختيارات للملابس يجب أن تكون بسيطة ألا تحتوي خزانته علي ملابس كصيرة ليحفظأنواعها مثل سترة وسروال أو فستان بالنسبة للسيدات دون أنواع اخري لها كلمات لفظية أخرى. 

 

ويختتم أنه يجب  إنتباه أسرة المريض أن بعض مرضي الزهايمر يعانون من عدم قدرة علي التحكم في التبول و هنا يجب العرض علي طبيب المسنين او أخصائي الباطنية لمعرفة الاسباب الطبيه لعدم التحكم من أمراض أو أدوية و لكن إذا كان التبول اللارادي من مرض الزهايمر نفسه يجب أن نتبع بعض الخطوات منها دخول المري للحمام كل ساعتين و أن يلبس ملابس سهلة التعامل معها للتبول و أن نسهل علي المريض الطريق للحمام و أن يكن بابه مفتوح و النور مضاء دائما و يجب أن يكون الطريق للحمام آمن حتي لا يحدث تزحلق، كما يجب إعداد المنزل بطريقة أمنة ( فيجب ازالة أقفال الابواب داخل الحجرات و الحمام وإعداد إضاءة مناسبة في البيت و خاصة ليلا و تثبيت أطراف السجاجيد ووضع أدوات للإسناد ومانعة للتزحلق داخل الحمام وغلق باب المنزل وعزل الادوات الكهربية أو جعلها صعبة الوصول لها. 

اقرأ أيضًا: «فتاة خارقة».. طفلة 7 سنوات ترفع أوزاناً تصل إلى 80 كيلوجراماً