«نفرتيتي» الملكة التي حيرت العلماء بسبب مقبرتها السرية

«نفرتيتى»
«نفرتيتى»

تعتبر جميلة الجميلات، الملكة، «نفرتيتى»، أكثر الملكات المصريات شهرة فى العالم كله، وهى الزوجة الكبرى للملك إخناتون، وهى سيدة عصر العمارنة بلا منافس، ورحبت نفرتيتى بالدعوة الدينية الجديدة وصارت من أقوى المناصرين لإخناتون ودعوته، ولعبت نفرتيتى دورًا مهمًا فى دعم زوجها، يتحدث عنها الدكتور حسين عبد البصير، مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية.


ما زالت الملكة الفرعونية الجميلة «نفرتيتي» لغزاً يحير علماء المصريات، يحاولون فك طلاسمه بحثا عن مقبرتها السرية، أو حتى موميائها، وكل فترة يخرج أحد علماء الآثار بنظرية جديدة حول مكان مقبرة أو مومياء الملكة الجميلة، لكن أحداً منهم لم يستطع إثبات نظريته حتى الآن، لتظل «نفرتيتي» لغزاً محيرا يعجز العلماء عن حله، وتسعى مصر الآن لفك هذا اللغز عبر استخدام تحليل الحمض النووي الـDNA، على أمل أن تكون مومياء نفرتيتي هي واحدة من المومياوات المجهولة من المقبرة K21.

وأعتقد البعض أن نفرتيتى قد تكون شاركت أخناتون فى الحكم، وأنها اختفت فى حوالى العام 12 من حكمه، غير أن الاكتشافات الحديثة أكدت أنها ذُكرت على بعض آثار زوجها بعد العام 12، وأن زوجها حكم منفردًا، وربما حكمت نفرتيتى، بعد وفاة إخناتون، قبل توت عنخ آمون.

واعتقد بعض العلماء أن نفرتيتى كانت من أصل أجنبى، ابنة الملك متيانى،غير أن معظم العلماء يؤكدون أنها مصرية.

وقامت نفرتيتى بتغيير أسمها عدة مرات، وكتبت اسمها مثل الملوك داخل خرطوشين موازيين بعضهما البعض، وكانت هناك رسالة بعثتها ملكة مصرية إلى ملك الحيثيين تطلب منه أن يرسل لها أحدًا من أبنائه كى تتزوجه، واعتقد بعض العلماء أن نفرتيتى قد تكون هى من أرسلت هذه الرسالة، ولكن البعض الآخر يعتقد أن من أرسلت هذه الرسالة هى عنخ إس إن آمون أرملة توت عنخ آمون.


وهناك أسئلة كثيرة حولها ما تزال دون إجابة مثل تاريخ وفاتها ومكان موميائها، وظهرت نظريتان حديثتان بخصوص مومياء نفرتيتى، النظرية الأولى هى العثور على مومياء الملكة فى المقبرة رقم 63 فى وادى الملوك، والثانية هى ما أعلنته الإنجليزية جوان فليتشر نفرتيتى من أن مومياء السيدة الشابة فى المقبرة 35 فى وادى الملوك هى مومياء نفرتيتى.

وأعطى المجلس الأعلى للآثار إذنًا لجامعة يورك للقيام بالأشعة السينية على مومياوات النساء فى الغرفة الجانبية بجوار غرفة دفن المومياء فى المقبرة رقم 35 فى وادى الملوك.

 وكانت مومياء السيدة الشابة فى حالة سيئة، وكانت ذراعها اليمنى ممزقة بالكامل، وتوفيت صاحبة هذه المومياء فى عمر ما بين الخامسة والعشرين والخامسة والثلاثين عامًا، وثبت أنه ليس هناك سبب مقنع بأن مومياء السيدة الشابة لنفرتيتى،ثم اتضح بعد ذلك كذب هذا الادعاء، وتم رفض النظرية الثانية وهى أن مومياء الشابة لنفرتيتى.

وتم اكتشاف أم المومياء السيدة الشابة، وهى ابنة الملك أمنحتب الثالث والملكة تي، وفى هذه الحالة لا يمكن أن تكون هذه المومياء لنفرتيتى؛ لأن نفرتيتى ليست ابنة أمنحتب الثالث وتى.

وقام الفريق المصرى لدراسة المومياوات الملكية برئاسة الدكتور زاهى حواس بالبحث عن مومياء الملكة نفرتيتى، ودراسة المومياوين الموجودتين داخل المقبرة رقم 21 بوادى الملوك، وهى المومياوات التى قام بدراستها وترميمها دونالد راين، وهى مومياء بدون رأس وأخرى بالرأس؟ 

وقام فريق الدكتور حواس عن طريق دراسة الحامض النووى بعمل مقارنات مع الأجنة التى عُثر عليها داخل مقبرة توت عنخ آمون، واتضح للفريق المصرى وجود صلة بينها مما يشير إلى أن المومياء بدون الرأس تخص الملكة عنخ إس إن آمون زوجة توت عنخ آمون.

ويعتقد الدكتور زاهي حواس عالم الآثار ، أن المومياء الأخرى قد تخص الملكة نفرتيتي؛ نظرًا لأن الكهنة فى عصر الأسرتين الواحدة والعشرين والثانية والعشرين كانوا يضعون المومياوات العائلية بجوار بعضها البعض.

وإلى الآن لم يتم العثور على مومياء الملكة نفرتيتى،وسوف تظل الملكة نفرتيتى تثير الدهشة والاهتمام والأسئلة والغموض من حولها رغم مرور السنين.

 

اقرأ أيضا

في ذكرى اكتشافها الـ108.. من يفوز بـ«تمثال نفرتيتي »؟