نبض السطور

الاقتصاد ينطلق بعد نجاح القمة

خـالد مـيرى  يكتب من باريس
خـالد مـيرى يكتب من باريس

لليوم الثالث تواصلت أمس وقائع الزيارة الناجحة للزعيم المصرى عبدالفتاح السيسى لفرنسا، بدأ اليوم بعزف السلام الوطنى المصرى فى قلب باريس والرئيس يضع إكليلا من الزهور على قبر الجندى المجهول بميدان قوس النصر.. الميدان الذى يحمل روح فرنسا، الدولة الكبرى عالميا وأوروبيا.
من الميدان الشهير رأينا باريس قلب أوروبا التى تقاوم كورونا وتتشبث بالأمل والحياة، فى انتظار رفع كامل لقيود الإغلاق قبل أعياد الميلاد إذا نجح الشعب الفرنسى فى خفض أعداد الإصابات اليومية إلى خمسة آلاف، هنا يتمسكون بالامل رغم الجائحة ويرفضون الاستسلام للفيروس اللعين.
بعدها تواصل العمل الذى لم يتوقف لزعيم مصر فى مدينة النور، بلقاء جمعه برئيس الوزراء الفرنسى جان كاستيكس بمقر رئاسة الوزراء، لقاء شهد انطلاقة قوية جديدة للعلاقات الاقتصادية بين البلدين.. فبرغم أن فرنسا من أهم الشركاء الأوروبيين لمصر اقتصاديا وتجاريا إلا إن مستوى العلاقات الاقتصادية ما زال بعيدا عن المستوى الرفيع لعلاقات سياسية قوية تشهد تنسيقا حول كل الملفات.
اللقاء ناقش بالتفصيل كل جوانب العلاقات الثنائية من المشروعات التنموية الكبرى التى تجرى فوق كل شبر من أرض المحروسة، إلى العلاقات فى مجالات الخدمات والطاقة والنقل والتعليم والصحة والثقافة والآثار والسياحة وكذلك التعاون الأمنى والعسكرى، وكان الاتفاق بين رئيس مصر ورئيس الوزراء الفرنسى كاملا حول ضرورة ضخ المزيد من الاستثمارات الفرنسية فى المشروعات الضخمة بمصر، خاصة بعد النجاح الكبير الذى حققته مصر بقيادة الرئيس السيسى فى كل المجالات ونجاحها فى تجاوز الآثار المدمرة لأزمة كورونا على الاقتصاد العالمى.
كاستيكس أكد أن ما تحقق فى مصر من إنجازات- داخليا وخارجيا فى زمن قياسى هو قصة نجاح متكاملة، خاصة وأن مصر عادت من جديد محور الاتزان ورمانة الميزان فى منطقة الشرق الاوسط والبحر المتوسط، وأكد على التقدير الرسمى والشعبى الفرنسى لمصر وزعيمها عبدالفتاح السيسى، وأن العلاقات التاريخية الوثيقة بين البلدين تحولت إلى حاضر يحمل علاقات تعاون وتكامل وتنسيق فى كل المجالات وحول كل القضايا.
مباحثات القمة أكدت بعد مناقشة أزمات ليبيا وسوريا وفلسطين على اتفاق فرنسا مع الموقف المصرى الواضح والمعلن بضرورة حل الأزمات سياسيا، ودعم المؤسسات الوطنية فى هذه الدول بما يضمن نهاية معاناة الشعوب الشقيقة واستفادتها الكاملة من ثروات بلادها، وبما يغلق أبواب الشر التى تتسلل منها جماعات الإرهاب والتطرف لتنشر إرهابها الخبيث فى منطقتنا والعالم أجمع.
وكان ختام اليوم الطويل من العمل الشاق فى حب مصر وشعبها لقاء بمقر مجلس الشيوخ الفرنسى جمع زعيم مصر برئيس المجلس وعدد من قياداته، ليتواصل التنسيق بين القاهرة وباريس على كل المستويات السياسية.
وما زالت أصداء لقاء القمة الناجح الذى جمع الرئيسين السيسى وماكرون أول أمس تتردد فى الصحافة ووسائل الإعلام الفرنسية، التى أكدت أن القمة كشفت عن الصداقة التى تجمع بين الزعيمين والحرص على التنسيق والتشاور فى كل القضايا، والتوافق بين البلدين حول طرق معالجة الأزمات الملتهبة فى الشرق الأوسط وشرق المتوسط، والتعاون الكامل لمحاربة الإرهاب على كل المستويات.
منذ وصول الرئيس السيسى إلى باريس والعمل لم يتوقف لحظة واحدة، والهدف واحد وواضح وهو تحقيق كل ما يخدم مصر وشعبها، والحفاظ على علاقات قوية ومتوازنة مع كل القوى فى العالم، علاقات أساسها الاحترام المتبادل وتحقيق المصالح المشتركة لكل الأطراف، ومن لقاء إلى لقاء تترسخ حقيقة النجاح الباهر والكبير للزيارة المهمة فى توقيت مهم.
القاهرة استعادت مكانتها العالمية والإقليمية، ومصر - السيسى تسير بخطوات ناجحة وواثقة على طريق المستقبل الذى تستحقه مصر وشعبها.