«الحيود المرجانية».. شعاب صناعية بديلة تتحمل رياضة الغوص

هواة الغطس يتمتعون بجمال الشعب المرجانية بالبحر الأحمر
هواة الغطس يتمتعون بجمال الشعب المرجانية بالبحر الأحمر

الشعاب المرجانية.. هبة الله للطبيعة الساحرة فى البحر الأحمر.. وحفاظا عليها من الأضرار البيئية تقرر الاستعانة بما يعرف بـ"الحيود المرجانية" وهي شعاب صناعية بديلة يمكنها تحمل رياضة "الغوص" ومحبي هذه الرياضة والاستخدام المفرط لها ترويجا للسياحة المصرية التى يعد الغوص أهم أنشطتها.

زوار البحر الأحمر يقومون بنحو "9 ملايين غوصة" سنويا ويأتى الاستعانة بالشعاب المرجانية الصناعية "منقذا" لتلك الطبيعة التى تمثل معلما سياحيا مهما فى أعماق البحر الأحمر.

يقول د.محمد حنفى أستاذ البيئة البحرية والمستشار البيئي لجمعية الحفاظ على البيئة "هيبكا"، أن البحر الأحمر يمتلك ما لا يزيد عن 250 موقعا مناسبا لممارسة أنشطة الغوص بطول ساحل محافظة البحر الأحمر والذى يصل إلى أكثر من 1000 كم، وبالمقارنة فإنه وطبقاً للبيانات الرسمية فإن معدلات الغوص فى المواسم السابقة لإزمة انخفاض معدلات التدفق السياحي قد وصلت إلى ما بين 6 إلى 9 ملايين غوصة سنوياً على هذه المواقع.



الشعب المرجانية الطبيعية عرضة للتلف

وكشف حنفي طبقاً للدراسات العلمية والتي أجريت في مواقع عديدة بمختلف أنحاء العالم معدلات الغوص في مواقع الغوص في مصر في المواسم السابقة لأزمة انخفاض معدلات التدفق السياحي تعدت الحدود الآمنة لمعدلات الغوص والتي تتراوح بين 5 إلى 22 ألف غوصة سنوياً للموقع الواحد ( الحيد المرجاني الواحد )

ويضيف أن "الحيود المرجانية" تعد العمود الفقري لصناعة الغوص بل والسياحة الراقية بالبحر الأحمر ومع الاستخدام المفرط وخاصة في الغردقة التي تخطت فيها بعض المواقع ما يزيد عن 200 ألف غوصة للموقع سنوياً، كما يحدث بمواقع الغوص في جزيرة الجفتون الصغير وأبورماد فإن الحلول المنطقية لهذه المشكلة تتمثل في تخفيض الضغوط الناتجة عن أنشطة الغوص على مواقع الغوص المختلفة (الحيود المرجانية) وخصوصاً في منطقة الغردقه، وهذا لن يأتى إلا من خلال طريقتين إيجاد مواقع غوص جديدة وإنشاء حيود مرجانية صناعية.

وأوضح المستشار العلمي لجمعية المحافظة على البيئة "هيبكا" ان ايجاد مواقع غوص جديدة أصبح أمرا غاية في الصعوبة وإذا تم ايجادها فأغلبها لن يتناسب بسبب الرياح والتيارات المائية وسيكون فرص ايجاده محدودة أما الحل الثاني وهو إنشاء حيود مرجانية صناعية وهو من الأساليب التي استخدمها اليابانيون لتنمية الثروة السمكية وخلق مناطق تسكن فيها الأسماك.

وأشار حنفى إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية سباقة في هذا المجال فقد أنشات أكبر حيود مرجانية من مخلفات المعدات العسكرية باستخدام دبابات وسيارات بل وطائرات قديمة على شواطئ ولاية كاليفورنيا  وولاية كارولينا وعلى مسافات شاسعة بطول شواطئ الولايتين لغرض تنشيط السياحة وزيادة الثروة السمكية وقد مثلت المعدات العسكرية القديمة والمكهنة الجزء الأساسي لتكوين هذه الحيود.

ويؤكد أن إغراق معدات عسكرية قديمة من أفضل وأسهل الطرق لانشاء حيود مرجانية جديدة حيث ستستخدم كمواقع غوص جديدة بمجرد اغراقها لن يتم انتظار نموالحيود المرجانية وستصبح قطعة ثابتة في خلال سنوات قليلة. كما تزيد من روح المغامرة والتى يبحث عنها الغواصون.