عين على الحدث

كورونا.. وحرب اللقاحات

آمال المغربى
آمال المغربى

رغم الأخبار السارة حول اللقاحات والعلاجات للحد من وباء فيروس كورونا المستجد، فإن معظم خبراء الأوبئة والمسئولين عن الملف الصحى فى دول العالم يجمعون على ضرورة عدم الذهاب بالتفاؤل بعيداً والإبقاء على الالتزام بالاشتراطات الطبية للحد من التفشى السريع للوباء، حتى يبدأ التطعيم، خاصة أن الوباء اصبح ينتشر اليوم 10 مرات أسرع من ذلك الذى عرفه العالم فى الربيع. وكشفت دراسة طبية حديثة أن الوباء قد تحور بشكل خطير ليتحول إلى الشكل الذى يتفشى فيه حالياً فى أوروبا والولايات المتحدة ودول اخرى. اكدت الدراسة التى أعدت بالتعاون بين جامعة نورث كارولينا الأمريكية ومعهد العلوم الطبية فى جامعة طوكيو اليابانية بأن الفيروس الآن أكثر عدوى بكثير من سلالة ووهان، التى يسميها العلماء السلالة الأصلية، لذا فهو ينتشر 10 مرات أسرع.

ومع ذلك فالايام القادمة تحمل بوادر انفراجة كبيرة فى مكافحة الوباء، فبعد تسعة أشهر أصيب فيها العالم بأسره بالشلل بسبب فيروس كورونا، ظهر طريق الخلاص أخيرا فى الأفق من خلال اكثر من لقاح لكوفيد 19.. وتأكيد الباحثين أن اللقاحات قيد التطوير او التى تم اقرارها ستظل فعالة ضد الطفرات. وتظهر استجابة مناعية بنسب تفوق الـ٩٠٪.

حتى الان توجد ثلاثة لقاحات أظهرت نتائج واعدة وهى لقاح شركة فايزر بالتعاون مع بيونتيك، ولقاح شركة مودرنا، ولقاح جامعة أكسفورد مع شركة أسترازينيكا.

المؤكد حتى الان ان لقاحى فايزر ومودرنا يعملان وفقا لتقنية جديدة كانت تستخدم لفحص لقاحات السرطان قبل فيروس كورونا. وتعتمد تقنية اللقاح على تقديم تسلسل جينى للحمض الموجود فى خلايا الجسم، ويوجه الخلايا لإنتاج البروتين الخاص بفيروس ∩سارس كوف 2∪ المسبب لكوفيد 19، ثم يبدأ جهاز المناعة فى العمل لمحاربة ما يعتبره دخيلا معاديا. هذه العملية تترك وراءها ذاكرة واقية تمكن الجسم من معالجة العدوى الحقيقية.

لا يمنع هذا وجود تخوف لدى الكثيرون من الأعراض الجانبية نتيجة التطعيم، خصوصا أن لقاحات كوفيد19 تستخدم لأول مرة. هذه الهواجس مبررة مع عدم وجود دراسات مستفيضة توضح الأعراض الجانبية التى تحصل بعد التطعيم على المستوى القريب والبعيد، يقابلها وجهة نظر اخرى ترى ان وجود أعراض جانبية بسبب اللقاح أو وجود مخاطر نادرة الحدوث، لا تبررعدم أخذ اللقاح فى الوقت الحاضر أو الانتظار.

ومع ذلك يبقى السؤال الأهم وهو متى يمكننا الحصول على اللقاح؟ فبسبب غلاء تكلفة اللقاح، والحاجة لأكثر من جرعة بدأت الدول تتسابق للحصول على اللقاح وظهرت مخاوف لدى الشعوب الفقيرة ألا يكون اللقاح فى متناولها قريبا. ومطالب أن تكون هناك سياسة دولية عادلة فى توزيعها، فكما كان الوباء متاحا للجميع، كذلك يجب أن يكون اللقاح متاحا للجميع من دون تمييز، آملا فى إنهاء هذا الكابوس المخيف والعودة إلى الحياة الطبيعية دون خوف أو حزن وألم على فراق الأحبة.