موكب المومياوات الملكية| أمنحتب الأول.. موسع إمبراطورية مصر من ليبيا للعراق

أمنحتب الأول.. موسع إمبراطورية مصر من ليبيا للعراق
أمنحتب الأول.. موسع إمبراطورية مصر من ليبيا للعراق

حدث عالمي فريد من نوعه، ينتظره العالم بأكمله يرتبط بنقل 22 مومياء ملكية فرعونية من المتحف المصري بالتحرير إلى المتحف القومي للحضارة ، إذ تتحرك عربات متلاحقة تحمل كل واحد اسم ملك فرعوني، وسط تغطية إعلامية دولية ومحلية عدد كبير من الوزراء والسفراء لدى مصر.

ولا يختلف اثنان على أن نقل موكب المومياوات الملكية أخد أهم المشروعات الأثرية والترويجية للسياحة المصرية المرتبطة بالعام 2020، ولعل إحدى مومياوات الملوك الذين سيتم نقلهم هي مومياء الملك «أمنحتب الأول»، حيث قدم الدكتور حسين عبدالبصير، مدير متحف آثار مكتبة الإسكندرية، عرضًا موسعًا له :
 
والملك أمنحتب الأول ابن الملك العظيم أحمس الأول من زوجته الشهيرة الملكة أحمس نفرتاري التي ساعدته وتولت الوصاية عليه عندما كان صغيرًا، وأول الملوك الذين يحملون هذا الاسم في الأسرة الثامنة عشرة، ويعني اسمه "آمون راضٍ أو "آمون سعيد".

وقد ورث صفات جده وأبيه وقام بأخذ نفس السياسة في الداخل والخارج، فخرج في حملة عسكرية في بلاد الشام وراء حدود مصر الشمالية الشرقية.

وفي بداية فترة حكم خليفته الملك تحتمس الأول يذكر أن نطاق حكمه يمتد إلى نهر الفرات على الرغم من عدم بدء قيام تحتمس الأول بأية حملات عسكرية بعد. 

 بالغ المصريون في تصوير قوة هذا الملك البدنية، فيبدو مصورًا ممسكًا بأسد من ذيله، ثم يرفعه في سرعة خاطفة، ويقضي عليه، وعلى الرغم من عدم حقيقة هذا التصوير الفني المبالغ فيه، فالأمر يعكس مدى فخر المصريين بقوة ملكهم البدنية الخارقة والتغنى بشجاعته وبسالته القتالية.

وظل عمال منطقة دير المدينة، في البر الغربي لمدينة الأقصر، لقرون عديدة يقيمون المقاصير لعبادة أمنحتب الأول ويقدمون له القرابين، بل كان هناك تقليد خاص وهو أن كهنة معبده كانوا من العمال أنفسهم، ويأتي تقديس العمال له، نظرًا لاهتمام هذا الملك بطوائف العمال ووضع نظام خاص بالعمل لهم، وقدم لهم أرزاقهم، ومن ثم جاء تقديرهم لهذا الملك، محبوب العمال.

وأطلق المصريون على أحد شهور السنة والذي كان يقع فيه الاحتفال بذكراه، وهو شهر برمهات في التقويم القبطي، ولم يقف تقديسه عند طوائف العمال فقط، وإنما امتد تقديسه إلى عدد كبير من النبلاء، وهناك أثر لأحد الكهنة، ويعرف باسم "حوى"، يقدس فيه أمنحتب الأول وأمه أحمس نفرتارى وأباه أحمس الأول.

عسكريًا امتاز أمنحتب الأول بالسير على نهج أبيه مع اختلافه عنه في أنه قام  بإعادة حدود مصر إلى أصلها، وإنما شرع في توسيع الحدود المصرية، فقام ببعض الأعمال الحربية كما تتحدث السيرة الذاتية للقائدين العسكريين أحمس ابن إبانه وأحمس ابن نخبت، ووصلت جيوش مصر الباسلة إلى القرب من نهر الفرات.

 

 

قام أمنحتب الأول بمحاربة الليبيين كما يذكر أحمس ابن نخبت في سيرته الذاتية، وذلك نظرًا لقيام الليبيين باغتنام فرصة احتلال الهكسوس لأرض مصر، قاموا بغزو الدلتا المصرية، مما دفع أمنحتب الأول للقضاء عليهم، ونجح في إخضاع بلاد النوبة وتوسيع حدود مصر الجنوبية ونشر الأمن هناك، وفي هذا الشأن، يذكر أحمس ابن إبانه في سيرته الذاتية أنه سافر مع أمنحتب الأول عندما اتجه جنوبًا إلى كوش لتوسيع حدود مصر. 

وفي سيرته الذاتية، يفتخر أحمس ابن إبانه بأنه نقل أمنحتب الأول في سفينة من الجندل الثاني إلى مصر في يومين، ولم يستمر أمنحتب الأول في حروبه طويلاً وتفرغ للبناء والتعمير، ومات دون ولد يخلفه على عرش مصر. 
 
ورغم عدم تحديد موعد حتى الآن للموكب الملكي، بات العالم على موعد مع الحدث الاستثنائي الذي يُنتظر أن تشهده القاهرة قريباً بنقل 22 مومياء ملكية من المتحف المصري إلى المتحف القومي للحضارة، في مسار تم إعداده بعناية لتكون الرحلة آمنة من التحرير إلى الفسطاط.

 

 

 

ومن المنتظر أن تعيد عملية النقل إلى الأذهان ذكريات نقل تمثال رمسيس قبل سنوات إلى المتحف المصري الكبير، وسهر أهالي القاهرة حتى الصباح ليتابعوا موكبه، مع ملايين شاهدوه عبر الشاشات على مستوى العالم.

 

استعدادات وإجراءات مُكثفة شهدتها القاهرة، لتليق بعظمة ملوك وملكات الفراعنة، ومومياواتهم التي ترجع إلى عصر الأسر الـ17، و18، و19، و20، و22، من بينها 18 مومياء لملوك و4 مومياوات لملكات، هم: «سقنن رع، مريت آمون، امنحتب الأول، تحتمس الأول، الملكة تي، تحتمس الثاني، تحتمس الثالث، أمنحتب الثاني، أمنحتب الثالث، حتشبسوت، أحمس، نفرتاري، ست كامس، سبتاح، رمسيس الثاني، سيتي الأول، سيتي الثاني، رمسيس الثالث، والرابع، والخامس، والسادس، والتاسع».

 وكان متحف الحضارة قد استقبل 17 تابوتاً ملكياً في يوليو الماضي، لترميمها وتجهيزها للعرض، استعداداً لاستقبال هذه المومياوات، فيما أكد الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار الانتهاء من تجهيز قاعة «المومياوات الملكية» بمتحف الحضارة . 

اقرأ ايضا || رمسيس الثاني وحتشبسوت و19 ملكا فرعونيا في رحلتهم الأخيرة لمتحف الحضارة