«البحيرة المقدسة» بالأقصر.. سحر فرعوني عمره 3 آلاف سنة

البحيرة المقدسة
البحيرة المقدسة

تحتضن مدينة الأقصر الكثير من الآثار التي ترتبط بحضارة قدماء المصريين قبل آلاف السنين، وتضم الأقصر العديد من الآثار الفرعونية، ومن أهمها معابد الكرنك حيث تقع "البحيرة المقدسة"، إحدى أسرار الحضارة الفرعونية القديمة. 

وتقع "البحيرة المقدسة" خارج البهو الرئيسي لمعبد الكرنك، حيث يوجد تمثال كبير لجعران من عهد الملك امنحتب الثالث، وتحيط بالمعبد من جهة الشرق، والجنوب، والغرب، وفقاً لموقع الهيئة العامة للاستعلامات، حسبما ذكر موقع CNN بالعربية.  

وفي مقابلة مع موقع CNN بالعربية، يقول المصور محمد ورداني، الذي وثق زوايا البحيرة المقدسة خلال جولته الأخيرة بمعابد الكرنك، إنه يهدف لاستكمال مشروعه لإعادة رؤية حضارة مصر وتاريخها من خلال أعماله الفوتوغرافية عن أهم الوجهات السياحية والتراثية في البلاد.

ويرى ورداني أن البحيرة المقدسة تعد "وجهة عظيمة لا تقل أهمية عن عظمة أهرامات الجيزة"، مشيراً إلى أنها تستحق أن تلقب بإحدى عجائب الزمن، بحسب اعتقاده.

ويوضح ورداني، بحسب ما قيل له خلال الجولة الرسمية، أن تاريخ "البحيرة المقدسة" يعود إلى عهد الملك تحتمس الثالث، سادس فراعنة الأسرة الثامنة عشر خلال 1481 إلى 1425 قبل الميلاد. 
 ويشرح ورداني لموقع CNN بالعربية أن البحيرة كانت تستخدم في التطهير والاغتسال والتنظيف على الأرجح خلال مراسم الاحتفالات، مضيفاً أن الملك والكاهن الأكبر كانوا يغتسلون في مياهها قبل دخول غرفة قدس الأقداس، التي تعد أهم غرفة بالمعبد، وتعرف كذلك باسم غرفة "الرب الأسطوري الخاص بالمعبد"

أما عن سر تسميتها، يوضح ورداني أن الكهنة كانوا يغتسلون بمياه البحيرة المقدسة قبل بدء المراسم أو الاحتفالات الدينية.

ويتمثل عنصر الإعجاز في البحيرة المقدسة أن مياهها لا تجف نهائياً، وأنها موجودة طوال العام منذ أكثر من 3000 عام، كما أن منسوب المياه فيها ثابت لا يتغير دون زيادة أو نقصاناً، وفقاً لما قاله ورداني. 
ويقول: "رغم عوامل الزمن بأكثر من 3000 عام، وعوامل التبخر، إلا أن مياه البحيرة لم تجف ولم يظهر بها أي طحالب أو روائح".

و يشير ورداني إلى أنه من المفارقات، كانت بعض النساء تأتي إلى البحيرة المقدسة للتبارك بها، إذ يعتقدن أن مياهها تساعد في علاج الأمراض المستعصية وعلاج العقم حتى فترة الثمانينات في العصر الحالي. 

ويصف المصور المصري، الحائز على العديد من الجوائز، الوقوف أمام البحيرة المقدسة قائلاً: يتملكني إحساس بالفخر واستشعر عبقرية المهندس المصري القديم  الذي صمم بحيرة طولها 80 متراً وعرضها 40 متراً، وتحتفظ بمياهها رغم مرور كل هذا الزمن".

ومن وجهة نظر ورداني، تتمثل أهم معادلة تركها لنا قدماء المصريين في اجتماع العلم والعمل والإيمان لإنشاء حضارةً عظيمة.