اتهامات متبادلة بين البيطريين والفلاحين حول أسباب نفوق الماشية

ثروة مصر الحيوانية فى خطر

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

خريجو كليات الطب البيطرى.. مندوبو مبيعات فى شركات الأدوية
نقيب البيطريين: عدد الأطباء فى القاهرة 8 وفى الجيزة 6.. وجميعهم من كبار السن

الفلاحون يتهمون الأطباء باستخدام أدوية مغشوشة.. والبيطريون ممنوعون من الكشف على المواشى

كتب| رحاب اسامة 
تبادل أصحاب المزارع والأطباء البيطريون الاتهامات حول أسباب انتشار الأوبئة والأمراض بالماشية والدواجن ونفوق عدد كبير منها بالفترة الأخيرة بالإضافة لانتشار الأغذية الفاسدة.

وأعلن الدكتور خالد العامري نقيب البيطريين السابق أنه يوجد كثير من الأمراض الوافدة على مصر ورغم ذلك لا يوجد إشراف بيطرى على المزارع. 
واتهم الأطباء البيطريون أصحاب المزارع بأنهم يرفضون مراقبة الأطباء البيطريين لحيوانات مزارعهم بينما أكد الفلاحون أن الأطباء البيطريين لايمرون يوميًا ولا دوريًا على المزارع وتسبب ذلك فى إصابة الماشية بأمراض الحمى القلاعية والجدري وغيرهما من الأمراض ونفوقها مما أدى لخسارة الفلاحين لأموال كثيرة. 

اقرأ أيضا| مباحث تموين المنوفية: ضبط مصنع للمواد الغذائية وأخر للأعلاف بدون ترخيص

ويقول الدكتور مصطفى عبدالعزيز أمين عام نقابة الأطباء البيطريين الأسبق إنه لا توجد رقابة بيطرية على ماشية مزارع الفلاحين ولا يوجد قانون يلزم الفلاحين بتوفير هذه الرقابة البيطرية بمزارعه، ولذلك يواجه الفلاح مشاكل كثيرة فى تخزين ماشيته، واستخدام الأدوية البيطرية واللقاحات العلاجية بالإضافة لمشاكل مرضية تصيب الفلاح نفسه مثل مرض الحمى القلاعية والذي أصبح مرضًا متوطنًا بمصر وأصبح ينتقل للانسان عبر ألبان الأبقار فيصيب الأطفال والكبار عند تناولهم لهذه الألبان وإذا توافرت رقابة على الأبقار المصابة لن تصل هذه الألبان للإنسان وتضره.
وأضاف عبدالعزيز أنه رغم صدور قرار وجود طبيب بيطرى يشرف على تربية الحيوانات إلا أن صاحب المزرعة يرفض هذا الإشراف مما أدى لانتشرت الحمى القلاعية وأصابت عددًا كبيرًا جدا ولا يقتل إلا العجول الصغيرة والتى تكون أساسًا لتجديد أجيال المزرعة، ولن يتوقف انتشار هذا الوباء إلا بالرقابة البيطرية. 
وأكد عبدالعزيز أن انتشار هذه الأوبئة بالماشية هو العجز الشديد فى أعداد الأطباء البيطريين ففى محافظة القاهرة لا يزيد عدد الأطباء البيطريين على 8 وبالجيزة 6 أطباء وكلهم أصبحوا كبارًا بالسن لذا لا يقدرون على المرور على المزارع لاعطاء تحصينات للماشية فرغم أن عدد خريجى كليات الطب البيطري يصل 74 ألف خريج منهم 60 ألف طبيب بيطرى ويعمل منهم 12 ألف طبيب بيطري ونصفهم خارج مصر لذا يعمل بالهيئة العامة للخدمات البيطرية 6 آلاف طبيب بيطرى وباقى الـ60 ألف طبيب يعملون صيادلة ومندوبي بيع أدوية وليس لهم علاقة بالطب البيطري. 
وتقول الدكتورة كوثر إبراهيم مدير مديرية الطب البيطرى بإدارة جنوب القاهرة، إن غياب الرقابة البيطرية يؤثر أيضاً على الثروة الحيوانية والداجنة بل يؤثر على كفاءة الأغذية بالمطاعم والفنادق ورغم ذلك يلجأون للمهندس الزراعى أكثر من الأطباء البيطريين كما لا يوجد اهتمام بأوضاع الأطباء البيطريين فراتب المدير العام بالطب البيطرى بالحكومة يبلغ 3100 جنيه كما تتسبب غياب الرقابة البيطرية فى إصابة الحيوان والإنسان بأمراض خطيرة مثل مرض الببروسيلا الذى يصيب الانسان بالعقم، والماشية بالإجهاض فالطبيب البيطرى هو خط دفاع الثروة الحيوانية ورغم ذلك الفلاحون يرفضون التعاون مع الأطباء البيطريين حتى لا يدفعون لهم أى أجر ولا إنفاق أى أموال على أدوية لحيواناتهم وماشيتهم رغم أن لو مزرعة بها 3  آلاف رأس وأصابها مرض البروسيلا أى اجهاض الحيوان يحدث إبادة للمزرعة بالكامل وذلك لأن التكلفة الاقتصادية لغياب الرقابة البيطرية ضخمة للغاية لذا لابد من وجود طبيب بيطرى لكل مزرعة ويراقب الذبح وتخزين اللحوم وتعبئتها ويتابع الالتزام بشروط الحفظ. 
وتابعت كوثر قائلة: «لو تواجد تفتيش دورى على الفنادق والمزارع والمراكز التجارية الكبيرة لن تباع لحوم الحمير»
أما فتحى عامر أحد المزارعين بمحافظة القليوبية فإتهم الأطباء البيطريين بأنهم لا يبحثون إلا عن أجورهم فقط لأن الأمصال واللقاحات التى يعالجون بها المواشي مغشوشة لأنها لا تعالج المواشى بل تقتلها. 
وأوضح عامر أن وباء الجدري أصاب ماشيته وتسبب فى وفاة 10 رؤوس منها ورغم ذلك حصل الأطباء البيطريون على أتعابهم كاملة وهو ما اضطر لإلقاء المواشى النافقة فى مياه الصرف الصحي. 
وطالب عامر الأطباء البيطريين بأن يراعوا الفلاح ويعالجوا المواشى بأدويتها الصحيحة ولا تكون الأدوية عبارة عن حقن معبأة بالماء وليست أدوية سليمة كما أنهم لا يتابعون حالة المواشى المريضة بعد اعطائها العلاج ولا يمرون بشكل دوري على المزارع كما أنهم يستغلون جهل الفلاحين ويعالجون الماشية المريضة بأى علاج ولا أحد من الفلاحين يقدر على محاسبتهم. 
وأوضح عامر أنه بوحدة "الفحلة" البيطرية يوجد طبيب بيطري واحد فقط ويجب أن يمر على كل المزارع وليس صحيحًا أن الفلاحين أو أصحاب المزارع يمنعون الأطباء البيطريين من علاج المواشى أو فحصها ولكن الأطباء البيطريين يبررون ذلك لأنهم لا يمرون على المزارع ولا يفحصون أى مواشٍ من الأساس.