«الدين بيقول إيه»| هل المتوفي بالسرطان شهيدًا؟

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

ورد سؤال لدار الإفتاء، عبر الموقع الإلكتروني، نصه: «كثير من الناس يموتون الآن بسبب مرض السرطان، فهل الذي يموت بسبب هذا المرض الخطير يُعَدُّ شهيدًا؟».

وأجابت دار الإفتاء المصرية، بأن الموت بسبب مرض السرطان تشمله أسباب الشهادة الواردة في الشرع الشريف، بناءً على أن هذه الأسباب يجمعها معنى الألم لتحقق الموت بسبب خارجي.

وأضافت: «فليست هذه الأسباب مسوقة على سبيل الحصر، بل هي منبهة على ما في معناها مما قد يطرأ على الناس من أمراض، وبناءً على أن مرض السرطان داخل في عموم المعنى اللغوي لبعض الأمراض، ومشارك لبعضها في بعض الأعراض، وشامل لبعضها الآخر خطرا وشدة ضرر، فمن مات بسببه يرجى له أجر الشهادة في الآخرة، رحمةً من الله سبحانه وتعالى به، غير أنه تجري عليه أحكام الميت العادي، من تغسيلٍ، وتكفينٍ، وصلاةٍ عليه، ودفنٍ».

من جانبه، أجاب الشيخ أحمد وسام، أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء، على السؤال مستشهدا بقول النبي-صلى الله عليه وسلم-: «الشُّهَدَاءُ خَمسَةٌ: المَطعُونُ، وَالمبْطُونُ، والغَرِيقُ، وَصَاحبُ الهَدْم وَالشَّهيدُ في سبيل الله» متفقٌ عليهِ.

وأوضح الشيخ أحمد وسام، أن للشهادة من حيث الدنيا والآخرة أنواع منها: أولًا: شهيد الدنيا والآخرة، وهو المقتول من المسلمين في الحرب، وكان يبتغى بذلك وجه الله سبحانه وتعالى، مشيرًا إلى أن شهيد الدنيا يٌغسَّل ولا يصلى عليه، وأن مقتضى الشهادة في الآخرة أن له الأجر العظيم الذي قال الله فيه «وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ» (سورة آل عمران: 169).

ولفت إلى أن شهيد الدنيا فقط، وهو المقتول في الحرب المذكورة ولم يقصد بذلك وجه الله تعالى، فإنه لا يغسل ولا يصلى عليه، ولكن يحرم من ثواب الآخرة، لافتًا إلى الحديث الذي رواه البخاري ومسلم أن أعرابيًا قال للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله، الرجل يقاتل للمغنم، والرجل يقاتل ليذكر-أي للشهرة-والرجل يقاتل ليرى مكانه - فمن في سبيل الله ؟ فقال: «من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله».

وأضاف أن شهيد الآخرة فقط: وهو الذي لم يمت في الحرب المذكورة، كالغريق والمبطون، فهو يعامل في الدنيا معاملة أي ميت آخر من وجوب غسله والصلاة عليه، ولكن الله يعطيه في الآخرة ثواب الشهداء، لحديث «ما تعدون الشهداء فيكم؟ قالوا: يا رسول الله من قتل فى سبيل الله فهو شهيد، قال: إن شهداء أمتى إذًا لقليل، قالوا: فمن يا رسول الله؟ قال: من قتل في سبيل الله فهو شهيد، ومن مات في سبيل الله فهو شهيد، ومن مات في الطاعون فهو شهيد، ومن مات من البطن فهو شهيد» رواه مسلم.

وأفاد بأن من هؤلاء من يقتل دفاعا عن نفسه، فقد روى الترمذي بسند حسن صحيح «من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد»، وكل ذلك في موت المسلم، أما غيره فلا نصيب له من الشهادة عند الله

اقرأ أيضاً: الإفتاء عن التنمر: سلوك مشين «مذموم شرعًا ومجرم قانونًا»