على المكشوف

الغردقة تتألق

إبراهيم الشاذلى
إبراهيم الشاذلى

 تتألق.. تتأنق.. لك ما شئت فى استخدام الأوصاف التى تنسحب على الجمال وتشير إليه فى وصف مدينة الغردقة، عروس السياحة المصرية، وبُقعة الجمال المضيئة على ساحل البحر الأحمر، بما تملك من جاذبية المناظر وسحر الطلّة وبهاء الطبيعة.
 كنا ولازلنا فى أوقات متعددة نصف محافظة البحر الأحمر بـ « الاستثنائية » على مستوى الإدارة والمسئولية، محافظة لا تحتاج لعقل إدارى فقط لتسيير أمورها بل تحتاج أيضا إلى لمسة فنان مُبدع، يتفاعل مع زينتها ويُعرف قيمة ما تجلبه المحافظة من خيرٍ وفير وسمعة باقية للسياحة المصرية التى تتوهج فى الأوساط العالمية وتأخذ منحنى تصاعديا نحو الريادة والأفضلية.
 غابت عن مدينة الغردقة لعقود تلتها عقود تلك اللمسة المُبدعة، حتى قرر اللواء عمرو حنفى محافظ البحر الأحمر أن يجعل من الغردقة مشروعا حضاريا يتناسب مع عظمة المدينة وتاريخها السياحى الأنيق.
 المحافظ فى ثورة تجميلية بعقلية ترفض الرجوع، وتأبى التراجع، قرر أن يعيد إلى شوارع الغردقة طبيعتها الساحرة، وأن يزيح الحد الفاصل ما بين البحر والمدينة وإزالة السور أمام الميناء السياحى، فضلا عن مخاطبة الجهات المعنية بنقل الورش من الشارع السكنية ونقلها إلى أماكنها المتخصصة.
 ولأن الجمال لا يكتمل إلا بالتنسيق الحضرى، شدد المحافظ على دهان العقارات فى أسرع وقت وفقاً لقانون الطلاء الموحد، وهو الأمر الذى لطالما نادينا به حتى تتناسق الرؤية وتتحسن المناظر أمام أهل البلد والسائحين، من منطق سلوكى تربوى يفيد بأن الجمال كلما اكتمل أجبر المحيطين على الحفاظ عليه وعدم العبث به، لا بإلقاء المخلفات ولا بتشويه حوائط البنايات.
 الغردقة تحتاج إلى عقلية إدارية مختلفة، تتخذ من الذوق الرفيع مسارا، ومن الفن منهجا، تستنير بالجمال وتهوى الأناقة وتتعاظم لديها الإنجازات بحُسن التخطيط وتمام التنفيذ.
 ومن هذا المنطلق، قد أجبرتنا رؤية المحافظ الجديدة لتهيئة المدينة جماليا على دعمه لما رأينا لديه من سياسات مختلفة ولمسة جمالية ستظهر نتائجها فى قلب المدينة عما قريب.