حكايات| علاقات مُحرمة تقود للانتحار.. العالم السري لمرضى الإيدز

العالم السري لمرضى الإيدز
العالم السري لمرضى الإيدز

يجلس في أحد أركان غرفته، يخبئ وجهه داخل ركبتيه بعدما وصل إلى حالة مُذرية عقب علمه بحقيقة مرضه المؤلمة ألا وهي إصابته بالإيدز والتي لم يجرؤ على الاعتراف بها أمام أسرته أو أقارنه خوفًا من الفضيحة والعار.


أحمد إبراهيم  ـ اسم مستعارـ كان له علاقات متعددة من نفس نوعه، وهم الأفراد المولدون بعيب في التركيبة الهرمونية أو التركيبة الجسدية ظل أحمد سنوات عديدة يمارس علاقات محرمة مع هؤلاء وفي يوم شعر بظهور أعراض غريبة مثل التعرق وظهور بقع بيضاء على اللسان وعند الكشف عليه اتضح إصابته بمرض «الإيدز». 

 

 

الشاب الثلاثيني شعر أن حياته مهددة بالانهيار وأخفى حقيقة مرضه عن أسرته التي تتهمه دائمًا بالفشل والإهمال في حياته بصورة عامة، كل هذه الضغوط جعلته يُصاب بالاكتئاب ويحاول الانتحار أكثر من مرة لكن كل محاولاته باءت بالفشل وكانت بلا جدوى. 

 

اقرأ أيضًا| تجارة الجواري.. سر أول حالة مصابة بالإيدز في العالم 


يشعر أحمد دائمًا بالدونية، واقترحت عليه الطبيبة المعالجة له بالزواج من نفس فئة «الإيدز» لكنه رفض رفضًا قاطعًا آملًا أن يتزوج زيجة صالحة بعيدة عن الشُبهات، ولكنه يعلم جيدًا أن وضعه لم ترض به أي فتاة جميلة وهذا الشعور يجعله يشعر بالإحباط دائمًا.

 


يعيش أحمد حالة من العزلة التامة يفرح بمفرده ويحزن بمفرده لم يحاول الاحتكاك بأفراد أخرى خوفًا من كشف سره ولم يتمكن من الالتحاق بأي عمل خوفًا من طلب صورة الدم. 


يشعر الشاب الثلاثيني باليأس والإحباط طوال الوقت ويتمنى من الله أن يشفي بعد أن ترك كل شهوات الحياة ويتلقي العلاج اللازم من مستشفى الحُميات. 


الشعور بالانتقام يراودني من تلك الفئة التي دمرت مستقبلي، ولكنني دائمًا ما أعتدل عن هذا القرار بالصلاة هكذا اختتم أحمد حديثه.


من جانبه أكد الدكتور جمال فرويز أستاذ علم النفس، أن هناك بعض الأمراض التي تُصيب الشخص بالاكتئاب ثم الانتحار على رأسها مرض الإيدز لأنها تؤثر على عمل المصاب و دراسته وعلاقاته الاجتماعية، ويصيب الفرد في حالة تعرضه إلى ظروف نفسية قاسية، مما تجعل الأفكار السلبية البائسة تسيطر على تفكيره وفي هذه الحالة يكون هذا الشخص خطرًا على نفسه وعلى أفراد أسرته أو من يعيش معه.


وأضاف فرويز في تصريحات لـ«بوابة أخبار اليوم» أن مريض الإيدز يعتقد دائمًا أن حياته تكون محكوم عليها بالفشل من خلال شعوره بالاضطهاد والعزلة. 


ونصح فرويز مرضى الإيدز بضرورة التأقلم مع أمراضهم من خلال البعد عن اليأس والإحباط والعلاقات المحرمة لفتح صفحات جديدة في حياتهم.

 

وفي اليوم الأول من ديسمبر من كل عام، يحتفل العالم باليوم العالمي للإيدز؛ حيث يتحد العالم لإظهار الدعم للأشخاص المصابين والمتأثرين بفيروس نقص المناعة البشرية.

 

اقرأ أيضا| اليوم العالمي للإيدز.. تعرف على نسب المصابين


وبلغة الأرقام، وصل عدد الأشخاص الذين أصيبوا بفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) حول العالم إلى 37.9 مليون شخص.
وبحسب بيانات منظمة الأمم المتحدة فإن 23.3 مليون شخص تلقوا العلاج المضاد للفيروسات العكوسة، بينما وصل عدد المصابين حديثا بفيروس نقص المناعة البشرية إلى 1.7 مليون شخص مصابين.


لكن للأسف فإن الأرقام العالمي الرسمية حتى عام 2020 تتحدث عن الأمراض المرتبطة بالإيدز تسببت في وفاة حوالي 770 ألف شخص.


ولا يزال هناك مئات الآلاف من المصابين بالإيدز في أمس الحاجة إلى العلاج من الإيدز لكن التمييز والعنف والاضطهاد يؤدي إلى عدم حصول الأشخاص المصابين بنقص المناعة البشرية على خدمات الوقاية من المرض التي يحتاجون إليها.


وحتى الآن لا يوجد علاج صريح وفعال للإيدز، فبمجرد الإصابة به يبقى مدى الحياة، لكن يمكن السيطرة على فيروس نقص المناعة البشرية مع الرعاية الطبية المناسبة.


ويمكن للأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية الذين يتلقون أدوية فعّالة أن يعيشوا حياة طويلة وصحية ويحمون شركائهم.