أجندة «بايدن» في أول 100 يوم.. أقوال وأحلام ونزع فتيل ألغام «ترامب»

جو بايدن
جو بايدن

تتبلور أجندة جو بايدن في أول 100 يوم له في منصب رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، على طريقتين رئيسيتين للعمل والتي تهدف إلى الوفاء بوعود الحملة.

 تبدأ أولها بتمرير حزمة مساعدات اقتصادية واسعة النطاق، واحتواء جائحة كوفيد 19، وإطلاق الانتعاش الاقتصادي ومعالجة عدم المساواة العرقية والتي تشكل أولوياته الأكثر إلحاحًا. 

ويتولى فريقه مهمة قيادة واحدة من أكثر حملات التطعيم الجماعية تعقيدًا ومشحونة سياسياً في التاريخ الأمريكي، وذلك وفقا لـ"سي إن إن".

 

يتمتع بايدن، وفريقه بخبرة كبيرة في تنفيذ القرارات، حيث استعد فريقه للخطوات التي يمكن أن يتخذها بايدن فور دخوله البيت الأبيض، وأشار مسؤولًا انتقاليًا بقوله إن بايدن سوف يفكر في استخدام "العتلات الموجودة تحت تصرفه".

 

من المرجح أن يتضح نطاق التشريع التحفيزي على نتائج الجولات الإعادة لمجلس الشيوخ في جورجيا في أوائل شهر يناير، قبل أكثر من أسبوعين بقليل من تنصيب بايدن، إذ أن فشل أي من الديمقراطيين في إزاحة منافسيه الحاليين من الحزب الجمهور، وبقيت الهيئة تحت سيطرة زعيم الأغلبية ميتش ماكونيل، جمهوري كنتاكي، فسيتم وضع العراقيل أمام طموحات بايدن منذ البداية. 

 

ومن أولويات بايدن، قانون الهجرة، الذي أكد على إنه يخطط لإرساله إلى الكونجرس خلال الأيام المائة الأولى له، وشددت على أن السيطرة على أزمة فيروس كورونا المتصاعدة هي الضرورة الأكثر أهمية.

 

ويري البعض أنه قد يتراجع جدول الأعمال التشريعي الأوسع للرئيس المنتخب، حيث إن الوضع الراهن في واشنطن ملخصة الانقسام، إذا يمتلك فيها الديمقراطيون أغلبية ضئيلة في الكونجرس، وتبني أن أي مبادرة تشريعية كبيرة ستحتاج إما إلى بعض الدعم من الحزبين أو المطالبة بدعم ديمقراطي موحد، مما يزيد من تعقيد الطريق.


وتسعى إدارة ترامب، إلى زرع حقل ألغام في طريق خليفتها، حيث طالب وزير الخزانة ستيف منوتشين، مجلس الاحتياطي الفيدرالي بإعادة الأموال غير المستخدمة من برنامج الإقراض الطارئ إلى الكونجرس، مما دفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى إصدار احتجاج عام نادر ما يحدث.

 

وأوضح بايدن الأسبوع الماضي، أن حزمة التحفيز تستهدف المجتمعات الأكثر ضعفاً وتشمل المساعدات لحكومات الولايات والحكومات المحلية التي تعاني من ضائقة مالية.

 

وفي نفس الوقت يتحرك بايدن بسرعة لبناء الإدارة المتنوعة التي يؤكد على أنها الشيء الأكثر أهمية، بوصفهم الأشخاص، الذين يكونون دائمًا، عندما تضرب الأزمة. وأضاف أن العاملين في مجال الرعاية الصحية وأول المستجيبين يجب أن يكونوا أول من يأخذ لقاح الكوفيد، بمجرد أن يُسمح باستخدامه.

 

وعول بايدن، على قدرًا كبيرًا من جدول أعماله على نوع التعاون الذي يمكن أو لا يمكن الحصول عليه من كونجرس الولايات المتحدة. وأشار إلى التزامه بإرسال تشريعات مع مسار للحصول على الجنسية لـ 11 مليون مهاجر غير شرعي إلى مجلس الشيوخ، لكنه قال أيضًا إنه على وشك التراجع على الفور عن بعض الإجراءات التنفيذية "الضارة للغاية" لا سيما تلك المتعلقة بالمناخ التي من شأنها خفض الانبعاثات وزيادة الاستثمار العام في الطاقة النظيفة وتحفيز الابتكار الخاص.

 

تتطلب تلك الأجندة تشريعات، لا سيما فيما يتعلق بالمناخ، التي من الممكن أن تيسر كثيرا على خطط الرئيس المنتخب إذا أنها تتوقف على النتيجة الانتخابات في جورجيا في يناير القادم.

 

وهناك أيضًا ضغط متزايد للإدارة الجديدة للقيام باستخدام السلطة التنفيذية للتنازل عن ديون قروض الطلاب، ويري البعض أن بإمكان "بايدن"، إلغاء ما يصل إلى 50000 دولار لكل شخص بعيدا عن الكونجرس.

 

قائمة المهام طويلة حيث تعهد بايدن خلال الحملة بجعل إعادة إقرار قانون العنف ضد المرأة أولوية مبكرة، وتعهد بتوجيه الموارد الفيدرالية لمكافحة العنف ضد النساء المتحولات جنسيًا، مع التركيز على النساء المتحولات جنسيًا ذوات البشرة الملونة، وأكد على الحركة العمالية وأنه سيعيد الانخراط مع نقابات العمال الحكومية.

 وعد بايدن خلال الحملة بإحياء الحواجز بين كبار المسؤولين المنتخبين والموظفين وكبار المدعين العامين.

وقالت حملته، إن الخطوة الأولى ستأتي من خلال إصدار أمر تنفيذي "يأمر بعدم جواز قيام أي من موظفي البيت الأبيض أو أي عضو في إدارته ببدء أو تشجيع أو عرقلة أو التأثير بشكل غير لائق على تحقيقات أو محاكمات محددة من وزارة العدل لأي سبب من الأسباب، وأكد على إنه سيتم طرد أي شخص من الإدارة يتبين أنه ينتهك هذا الرمز.

أما فيما يتعلق بالمسرح العالمي تتضمن أجندة "اليوم الأول" وعدًا بالانضمام على الفور إلى اتفاق باريس للمناخ ومنظمة الصحة العالمية وكلاهما ألغاه ترامب، وذلك بعقد "قمة عالمية" يمكن أن تبني وتسعى إلى أرضية أكثر طموحًا مما تم الاتفاق عليه في باريس، وإحياء الاتفاق النووي الإيراني، الذي بات أكثر تعقيدا بعد اغتيال كبير العلماء النوويين في البلاد مؤخرًا. 

الأقوال كثيرة وبراقة، ويبقى أن نري تطبيقها على أرض الواقع، تري هل ينجح "بايدن" وفريقه الاحترافي في نزع فتيل المرحلة وتحقيق الأحلام بعد مرارة السنوات الماضية.