«فتاة سيشن الأهرامات».. اعتراف بـ«دفع إكراميات» في مواجهة مدافع الانتقادات

فتاة سيشن الأهرامات
فتاة سيشن الأهرامات

◄ مدير المنطقة: الواقعة تمت خلسة ونحقق مع المسؤولين.. وحواس: المنظر وحش ونحتاج كاميرات مراقبة

 

محمد طاهر


أعربت الموديل سلمى الشيمي صاحبة واقعة «السيشن الفرعوني» بسقارة في تصريح خاص لـ«الأخبار المسائي» عن صدمتها واندهاشها بسبب هجوم مواقع التواصل الاجتماعي والصحف والفتيات على السيشن الفرعوني الخاص بها بمنطقة آثار سقارة والذي لم يأت على حد قولها من الشباب.

 

ولفتت إلى أن الغرض من السيشن هو الترويج للسياحة خاصة أن لها متابعين من الكويت والعراق والإمارات، فضلا عن متابعين أجانب كثيرين يسألونها عن الموقع لأنه أعجبهم كثيراً وعندما شاهدوا الصور أكدوا لها أنهم سيأتون لزيارة هرم زوسر المدرج بسقارة.

 

وأوضحت الشيمي أنها الزيارة الأولى لها في منطقة آثار سقارة، مشيرة إلى أنها تعمل موديل منذ 12 عاماً، مدافعة عن نفسها بأن الزي الفرعوني الذي ارتدته ليس بهذا الشكل المبتذل الذي وصفه الكثيرون في مصر على مواقع التواصل الاجتماعي بينما الكل من العرب والأجانب والشباب يشيد به.

 

اقرأ أيضًا| بعد «الفوتوسيشن المستفز».. القصة الكاملة لـ«موديل هرم سقارة»

 

سلمى أكدت أنها قطعت تذكرتين بمائة جنيه ودخلت من البوابة الرئيسية لسقارة أمام الجميع ومرت من جهاز الإكس راي بزيها الفرعوني إلا أن الأمن طلب منها ارتداء العباءة حتى لا تتعرض لمضايقات الحراس فقامت بتغيير ملابسها في الحمام داخل منطقة سقارة.

 

 وزعمت أن «حراس الأمن طلبوا منها مبالغ مالية حتى يسمحوا لها بالتصوير بالمنطقة ولم يقدموا لها تصريح أو تذكرة بالمبلغ وطلبوا منها مبلغ آخر بعد التصوير كإكرامية للحراس»، على حد قولها.

 

وأشارت إلى أن زوار المنطقة تجمعوا حولها أثناء التصوير الذي كان أمام أعين الأمن والجميع ومن بينهم فوج روسي وأوكراني وقاموا بالتقاط الصور معها أمام أفراد الأمن.

 

وكانت حالة من الاستياء الشديد شهدتها مواقع التواصل الاجتماعي وفيسبوك عقب انتشار عدد من الصور لفتاة موديل تدعى سلمى الشيمي ترتدي زيًا فرعونيًا عاريًا وقد أجرت جلسة تصوير «فوتوسيشن» أمام هرم زوسر المدرج أقدم بناء حجري في التاريخ وكذلك أمام عدد من المقابر بمنطقة سقارة الأثرية وهو ما كان محل استياء المصريين وعشاق الحضارة المصرية والأثريين على حد سواء خاصة أن الأمر تكرر كثيراً خلال السنوات الأخيرة الماضية.

 

اقرأ أيضًا| صور| جميلات العالم يقعن في غرام الآثار المصرية

 

الدكتور زاهي حواس عالم الآثار الكبير ووزير الآثار الأسبق أوضح أن الفتاة دخلت المنطقة الأثرية بعباءة عنوة وغصب عنهم ثم خلعتها خلسة وهو أمر ممكن أن يقوم به أي شخص.

 

 

وأشار إلى أن دكتور صبري فرج مدير عام سقارة قام باتخاذ الإجراءات القانونية وتحرير محضر بالواقعة لأن ما حدث عملية صعبة جداً والمنظر سيئ ولا يليق بمنطقة أثرية ولابد أن تقوم وزارة الآثار باتخاذ إجراءات لتعيين المزيد من الحراس لمنع تكرار مثل هذه الوقائع، منبها على أنه لم يتم تعيين أي حراس منذ عام 2010. 

 

ويرى الدكتور حواس أن الفتاة أساءت لنفسها بقيامها بهذا الأمر غير الطبيعي خاصة أن شكلها وحش، مشيرا إلى أن الزى الذي ترتديه غير فرعوني.

 

الدكتور محمد يوسف عويان مدير منطقة سقارة الأثرية يؤكد لـ"الأخبار المسائي" أن ما حدث هو قيام هذه السيدة ترتدي عباءة سوداء قبيل عصر يوم الأربعاء الموافق 25 نوفمبر الماضي بقطع تذكرة كضيفة مصرية مع صديقها الذي رافقها ومعه كاميرا صغيرة وقامت بخلع العباءة خلسة في منطقة التصوير الحرة المسموح بالتصوير المجاني فيها وهي بانوراما هرم زوسر المدرج بسقارة وكذلك خارج بعض المقابر والتقط صديقها صورا لها بهذا الزي الذي ظهرت به على وسائل التواصل الاجتماعي.

 

ومضى في حديثه: «لا نستطيع بوجه عام أن نطلب من سائحة الدخول بزى محتشم .. ولا شك لا يجوز أن تقوم هذه السيدة بتصوير نفسها في قلب الآثار بهذا الشكل الذي يمثل ازدراء للحضارة».

 

ويشير دكتور عويان إلى أن هناك عجزًا شديدًا في الحراسة والتأمين بالمناطق الأثرية خاصة أن بالموقع فردًا أمنيًا واحدًا مسؤولًا ولم ير الواقعة أحد من رجال شرطة السياحة والآثار ولا مفتشو الآثار أو فرد الأمن، موضحاً عدم رضاه عما حدث لأنه يسيء للحضارة المصرية أما الجمالة الذين كانوا متواجدين فاعتبروا أن الوضع عادٍ وأنه لا يوجد شيئا خليعا فلم يقم أحدهم بإبلاغ شرطة السياحة والآثار، مشددًا على أنه خطأ من فرد أمن الآثار ومفتش الآثار وهو ما دفعه بتحويلهم للتحقيق.

 

الدكتور محمد عبد المقصود الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للآثار يرى أن مثل هذه المناظر غير لائقة بأهم الأماكن الأثرية في مصر خاصة أنها كانت موقع اكتشاف قريب، مشيراً إلى أن هذه الصور تسيء إلى المنطقة الأثرية على الأقل في ذاكرة أبنائنا المصريين.

 

وطالب بضرورة مراقبة المنطقة الأثرية المهمة مثل سقارة ووادي الملوك ووادي الملكات والبر الغربي والكرنك والهرم بالكاميرات لأنها مناطق مهمة ولا يمكن الاستغناء عن الحارس البشري لكنه يشهد عجزًا شديدًا في حراسة الآثار في كل المناطق الأثرية في مصر بسبب خروج الكثيرين على المعاش ووفاة آخرين وعدم تعيين حراس جدد والآثار اشتكت من ذلك الأمر كثيرا.