فى الصميم

على أثرياء العالم أن يعيدوا حساباتهم

جـلال عـارف
جـلال عـارف

تحول الكلب «تيجور» إلى أشهر كلاب العالم بعد أن تسبب اللهو معه فى إصابة الرئيس الأمريكى المنتخب «بايدن» بكسر بسيط فى قدمه كما قالت التقارير الطبية. ولا ينتظر أن تعوق الإصابة «بايدن» من المضى قدماً فى الاستعداد لتولى الرئاسة حيث بدأ فى تلقى التقارير الاستخباراتية الهامة وباقى التقارير التى يطلبها من الادارة الحالية التى تلقت الأوامر بالتعاون لنقل السلطة رغم الكلام المكرر من الرئيس ترامب عن تزوير الانتخابات وعدم اعترافه بنتائجها حتى الآن!!
وتتوالى  قرارات الرئيس المنتخب حول اختياراته للمناصب الأساسية فى إدارته وإذا كانت القوائم الأولى قد ركزت على من سيتولون المسئوليات عن السياسة الخارجية والأمن القومي، فإن ما يشغل الأمريكيين فى الداخل أساساً هو اختيار الطواقم التى ستكون مسئولة مع الرئيس بايدن عن السياسات الاقتصادية.
كان الحال كذلك دائماً، لكن الأوضاع التى تمر بها الولايات المتحدة الآن تجعل من تنشيط الاقتصاد هو المهمة الأساسية التى سيواجهها بايدن، بالاضافة الى التعامل مع وباء كورونا وانهاء خطره - فى بداية عهده - يظل اقتصاد أمريكا هو الاقتصاد عالميا حتى الآن، لكن المشاكل التى يواجهها عاتية. سواء من حيث المنافسة مع الخارج وخاصة من الصين، أو التراجع فى سباق التجارة العالمية، أو كيفية التعامل مع قضية الديون باعتباره المديون الأكبر فى العالم. ثم الكارثة التى ستتركها «كورونا» وراءها والتى جعلت «بايدن» يدعو الجميع للتكاتف فى مواجهة وضع اقتصادى يكفى فيه  ما قاله «بايدن» لرؤساء الشركات الكبرى قبل أيام من أن عليهم أن يتحملوا مسئوليتهم مع وضع يجد فيه أكثر من ٢٠مليون أمريكى أنفسهم أمام خطر الطرد من منازلهم خلال بضعة أسابيع!!
المهم هنا أن «بايدن» يعلن عن سياسة اقتصادية معاكسة تماما لسياسة ترامب الذى كان يعتمد سياسة التخفيض المستمر على ضرائب الأثرياء.
بايدن ملتزم ببرنامج الحزب الديمقراطى الذى اعتمده قبل الانتخابات والذى يعتمد على فرض ضرائب أعلى على الأثرياء، وعلى رفع الحد الادنى للأجور وهى سياسة لخصها «بايدن» قبل أيام بالتأكيد على أن «الوقت قد حان لمكافأة العمل - وليس الثروة فقط - فى أمريكا»!!
المعركة هنا ليست سهلة، والانقلاب ليس فقط على سياسات ترامب الاقتصادية، بل على ما حكم الاقتصاد الأمريكى لعشرات السنين. وما صدره للعالم من نظريات اقتصادية لم تعد قابلة للحياة.
أمريكا تتحدث الآن عن نصيب العمال من «الكعكة الاقتصادية» ورئيسها المنتخب يبحث عن طريق لإنقاذ الوضع الاقتصادي. ويستخرج شهادة الوفاة لما كان سائدا من «رأسمالية متوحشة» وكانت كذلك!!