انهيار «الكوماندوز» وانتشار الإرهاب .. خطر يهدد «الصومال»

تدريب عسكرى لحركة الشباب الصومالية
تدريب عسكرى لحركة الشباب الصومالية

مرام عماد المصرى

مع توقع سحب القوات الأمريكية من الصومال ازدادت المخاوف من انهيار قوة الكوماندوز الصومالية التى تدربها القوات الأمريكية مما يجعل البلاد أكثر عرضة لحركة الشباب والجماعات الإرهابية الأخرى، فعادة ما يتم نشر قوة الكوماندوز الصومالية المعروفة باسم «داناب»، لمواجهة حركة الشباب المرتبطة بالقاعدة وتحرير المناطق التى تسيطر عليها، وإنهاء هجماتها على المكاتب الحكومية والمطاعم الواقعة على الشاطئ، واستهداف كبار عناصر الشباب.

 

لكن قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب المتوقع بسحب القوات الأمريكية من الصومال، قال مسئولون ومراقبون إن من شأنه أن يجعل القوة الصومالية عالية التدريب فى طى النسيان ويعرض المكاسب الأمنية التى ساعدت على تحقيقها فى السنوات الأخيرة للخطر.

 

وكان الوجود العسكرى الأمريكى يركز بشكل كبير على تدريب وتجهيز ودعم وحدة النخبة الصومالية المكونة من 850 جنديًا.

 

وعقب إعلان البنتاجون الرسمى بعزم الولايات المتحدة تقليص وجودها العسكرى فى أفغانستان والعراق، من المتوقع أيضًا أن يوافق القائم بأعمال وزير الدفاع كريستوفر سى ميللر، وهو مسئول كبير فى مكافحة الإرهاب، فى الأيام المقبلة على قرار بانسحاب معظم أو كل القوة الأمريكية المؤلفة من 700 جندي من الصومال، يقومون بمهام التدريب ومكافحة الإرهاب.`

 

وقد قام كريستوفر ميللر القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكى بأول زيارة يقوم بها وزير دفاع أمريكى يوم الجمعة الماضىة فى زيارة مفاجئة الي الصومال، وأكد ميللر خلال هذه الزيارة «عزم الولايات المتحدة علي رؤية نهاية المنظمات المتطرفة العنيفة التي تهدد مصالح الولايات المتحدة وشركائها وحلفائها فى المنطقة وأهمية استمرار جهود المجتمع الدولى على هذه الجبهة».

 

ويأتى الخفض المتوقع فى عدد القوات الأمريكية فى الصومال فى وقت دقيق، حيث تستعد الصومال لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية فى الأشهر المقبلة لكن التصويت تقوض بسبب الخلاف بين السلطات الفيدرالية والإقليمية.

 

ووسط تصاعد التوترات بشأن الانتخابات، يستمر الصراع القبلي، ومشكلة الجوع واسعة الانتشار، وتتنافس القوى الإقليمية والدولية على النفوذ فى الصومال، وهى دولة ذات أهمية استراتيجية فى القرن الأفريقي.

 

يشار إلى أنه حتى فى مواجهة الضربات القاسية للطائرات الأمريكية دون طيار، فإن حركة الشباب كانت تستعيد قوتها، وتتحول إلى تنظيم يسيطر على مساحات شاسعة من الأراضى الصومالية الداخلية.

 

وتواصل الجماعة توسيع عملياتها لصنع القنابل، والتسلل إلى المؤسسات الحكومية وتنفيذ هجمات ضد أهداف مدنية وأمنية فى كل من كينيا والصومال ولديها أموال حيث تجمع ملايين الدولارات من الرسوم الجمركية والمكافآت وتستثمر فى العقارات والشركات، وفقًا لتقرير حديث للأمم المتحدة.

 

ويؤكد الخبراء، أنه إذا انسحبت الولايات المتحدة من الصومال الآن، فسوف تشكل تحديًا كبيرًا آخر للحكومة الصومالية وضغوطًا إضافية على قدرة الأجهزة الأمنية على التعامل مع تهديد حركة الشباب.. ورفض ناثان سيلز منسق مكافحة الإرهاب بوزارة الخارجية التعليق على خطط سحب القوات.

 

وتأتى خطط سحب القوات الأمريكية مع اشتداد الصراع العسكرى فى إثيوبيا وامتداده إلى الدول المجاورة مما يهدد باندلاع معركة إقليمية أوسع يمكن أن تزعزع استقرار القرن الأفريقي.

كما قامت إثيوبيا، التى تتمتع بنفوذ كبير على التطورات الأمنية الصومالية، بسحب الآلاف من قواتها مؤخرًا من الصومال، مما خلق فراغًا أمنيًا يمكن للجماعات المتطرفة الاستفادة منه.

 

ويقول راشد عبدي، الباحث والمحلل فى القرن الأفريقي، إن انسحاب الولايات المتحدة من الصومال سيكون إشارة سيئة لدول أخرى فى المنطقة، التى تعانى من مشاكل اقتصادية بسبب جائحة فيروس كورونا وتؤكد استمرار العنف.

وبسبب التوترات السياسية التى تختمر فى تنزانيا وأوغندا.. قال الميجور جنرال ماركوس هيكس، القائد المتقاعد لقوات العمليات الخاصة الأمريكية فى إفريقيا، إن الانسحاب الأمريكى المفاجئ من الصومال وغيرها من النقاط الساخنة «سيقوض أمننا، ويعزز مصالح دول مثل روسيا والصين وإيران، والتى وسعت مصالحها العسكرية والدبلوماسية والتجارية فى إفريقيا على حساب المصالح الأمريكية».