حديث وشجون

بحر بين التسول والتعفف

إيمان راشد
إيمان راشد

اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعى الاسبوع الماضى فيما أسمته بسيدة المطر التى حظيت بترند وتعاطف كبير من المواطنين كونها تجلس تحت سيول المطر لتبيع الترمس.
والحق أصدقكم القول فأنا لم اتعاطف معها ولو للحظة واحدة وداخلى غضب وصوت يؤكد عدم تصديقها ولست بعالمة أرواح وانما المنطق يقول: من يبيع أو يشترى تسالى باردة مع هطول المطر؟! ثم فوجئت بالقنوات الفضائية وعلى رأسهم زميلنا المحترم عمرو اديب يصعد القصة ويطلب لها المعونة وبالتالى تفاعلت وزيرة التضامن لبحث حالتها متأثرة بما اذاعه الاعلامى القدير فهو صوت مؤثر ومسموع.. ولم يتغير احساسى ولسان حالى يقول: ارزاق.. فكم من سيدات مصر العظيمات تتحمل فوق طاقتها ولا تشتكى.. ثم اصابتنى كريزة ضحك هستيرية وأنا أسمع زوجها المصون يطلب شقة.. وتساءلت: أين أنت يا رجل من زوجتك سيدة المطر وانت تنعم بالدفء فى بيتك؟
لن أطيل.. فقد تبين أن هذه السيدة تملك منزلا وأرضا وحصلت قبل ذلك على قرض لإنشاء مشروع وعندما ظهرت الحقيقة بكل جرأة طلبت من التضامن تشطيب الدور الثانى بالمنزل ليتسنى لها تزويج نجلها.
من هنا اقول: لا تتسرعوا فى أحكامكم ورحم الله الاستاذين عبدالسلام داود ومصطفى أمين فقد كانا يفتحان بابهما للخير وتلقى الاموال من أهلها ليتم تقديمها لمن يحتاجها ولكن لتحقيق ذلك كان يتم الاستعانة بأغلب محررى الجريده للسفر إلى النجوع والكفور والقرى التى كانت تصلهما الرسائل وطلبات المعونة منها والتى غالبا كان الراسل فاعل خير لان الفقراء كان حياؤهم يمنعهم... وتحسبهم اغنياء من التعفف.. وكنا نعود بعد بحث الحالة وتصوير المكان واقتراح منا بكيفية المساعدة والتى غالبا تحترم من العظيمين عبد السلام داود ومصطفى أمين لكوننا لا ناقة لنا ولا جمل فقد كنا رغم صغر عمرنا وتواضع مرتبنا نرفض الحصول على بدل سفر أو أى مكافأة مقابل سفرنا وجهدنا.
واستمر هذا النهج إلى الآن بدار اخبار اليوم تحت مسميات.. لست وحدك... نفسى.. أسبوع الشفاء.. ليلة القدر وصندوق الكوارث ويشرف عليها الاساتذة نوال مصطفى وهبة عمر ثم الآن مع حفظ الالقاب صفية مصطفى أمين وصفاء نوار وبمساعدة اغلب صغار وكبار الصحفيين..
فى النهاية ارجوكم توخوا الصدقة والاقربون أولى بالمعروف.