ليلة عانق فيها الأهلي «الأميرة».. هديتها 2.5 مليون دولار والبقية تأتي

الأهلي
الأهلي

متابعة: طـارق نــور

كان النهائي الأفريقي بين الأهلي والزمالك «مولد كبير».. مولد وصاحبه حاضر.. وأصحابه كثيرون.. الأهلي البطل والزمالك الرائع والجمهور الواعي والجهات الإدارية والأمنية المسئولة والمنظمة للحدث التاريخي الكبير.. واللاعبون الملتزمون الذين حملوا على عاتقهم إنجاح المباراة والتركيز فقط في الملعب.. فلم نشاهد شيئا خارج النص بما جعل مهمة الحكم سهلة والأهم أنهم قدموا كل ما عندهم ولم يبخلوا على الجمهور بالمتعة.. وإذا كان قد حدث بعض الاحتكاك بعد نهاية المباراة فهذا أمر طبيعي من فرط المشاعر التي ربما تكون متناقضة وسخونة الأحلام التي عند الطرفين قبل المباراة.. جاءت المباراة على مستوى التوقعات قبل اقامتها وقدمت الاثارة والمتعة والمفاجأة والنجوم.. كان واقعها طبقا الأصل من أحلامها.

القاهرة تعاود سهراتها التاريخية وتحتضن الجماهير حتى الصباح

عادت الأميرة السمراء مجددا إلى أحضان الأهلى عاشقته الأولى والتاريخية بعد أن تمنعت عليه لفترة دامت سبع سنوات من العجاف والضياع فى اللمسات الأخيرة بعد أن خسر الأهلى لقبين فى النهائى مرة أمام الوداد وأخرى أمام الترجى.. ولكن فى النهاية عادت البطولة لدولاب القلعة الحمراء من جديد بعد أن أثبت الأهلى جدارته وسيادته للقارة الأفريقية وتتويجه بالنجمة التاسعة فى تاريخه ليبتعد بالصدارة الافريقية أكثر وأكثر.

وبعد فترة ليست بالقصيرة بسبب عدة أحداث كان آخرها فيروس كورونا.. عادت القاهرة لتتجمل من جديد بلقبها الشهير «المدينة التى لا تنام» وذلك بعد السهرة الجميلة التى عايشها لنا الأهلى والزمالك فى نهائى دورى أبطال أفريقيا وأكملها جمهور القلعة الحمراء بالاحتفالات والاهازيج والاغانى والرقص حتى الساعات الأولى من صباح الأمس.

المباراة كانت مثالا رائعا لقمة القرن بين اكبر فريقين فى مصر وفى أفريقيا بأكلمها وتقاسم الأهلى والزمالك زمام المباراة والخطورة على أوقات متفارقة وإن كانت الغلبة فى الأداء تميل نسبيا إلى كفة القلعة البيضاء ولكن خبرات الأهلى والتفاصيل الصغيرة حسمت اللقب القارى لصالحه. وبعيدا عن الفنيات إلا أن اللقاء كان نموذجا للقمة وللروح الرياضية بغض النظر عن بعض اللقطات العابرة التى لم تعكر صفو اللقاء.. خاصة أنه منذ اللحظة الأولى لوصول الفريقين الملعب وظهرت عليهم روحهم الجميلة. وشهد استاد القاهرة عددا قليلا من الجماهير التى أضفت جمالا إضافيا للقمة وتناول تشجيع فريقهما بشكل حضارى دون أى خروج عن النص.

ويستعد الأهلي ونجومه لغزارة المكافات والهدايا ويعد أول الغيث هو مكافاة الكاف التى تعد قيمتها 2.5 مليون دولار..والباقية تأتى

عبد الحفيظ: ولادة متعثرة

أبدى سيد عبد الحفيظ مدير الكرة بالأهلى فرحته بالتتويج بلقب دورى أبطال أفريقيا للمرة التاسعة فى تاريخه.. مؤكدا أن ناديه ت جاوز موسم صعب للغاية، ونجح فى الفوز بلقب الاميرة السمراء بعد عناء وضغوط كثيرة..  وقال عبد الحفيظ واصفا البطولة هذا الموسم بأنه : ولادة متعثرة».

وأضاف أن فريقه أدى بطولة على أعلى مستوى وكان الأجدر والأحق بالتتويج.. موجهاً التحية لنادى الزمالك بعد أن قدم مستوى طيبا خلال أحداث المباراة النهائية وكذلك على مدار البطولة. قال سيد عبد الحفيظ مدير الكرة بالأهلى إن كرة القدم «غدارة» لكن من عدالتها أنها تمنحك الفرصة للانتقام وهو ما تحقق فى النسخة الحالية من بطولة دورى الأبطال.

وأضاف عبد الحفيظ: صنداونز هزمنا بنتيجة كبيرة العام الماضى وفزنا عليه النسخة الحالية، الوداد هزمنا فى نهائى 2017 ثم أقصناه وفى النهاية حققنا الفوز على الزمالك.. واختتم: الزمالك قدم مباراة كبيرة على جماهيره أن تسعد بالأداء الذى قدمه أمامنا.

فيستيفال أفريقي

على أنغام المزيكا الأفريقية والابتسامة السمراء الجميلة أشعل الجهاز الفنى للأهلى الاحتفالات داخل غرف الملابس حيث دخل موسيمانى وموكوينا المدرب المساعد، وكابيلو رانجوانا مدرب الأحمال، وموسى ماتلابا محلل الاداء فى حالة هيستيرية وجنونية احتفالا بالكاس الأفريقى وشارك لاعبو الأهلى مدربيهم هذا الاحتفال المختلف.

آخر المغادرين

كان بيتسو موسيمانى حريصا على ان يكون اخر من يغادر أرضية استاد القاهرة فبع وصلة طويلة من الاحتفالات والتصوير بعد الحصول على اللقب تناوب أعضاء فريق الاهلى على الدخول لغرف الملابس واحدا تلو الاخر وكان موسيمانى آخر شخص تغادر قدمه ارضية الاستاد.

تيشرت بادجي

حرصت الجماهير القليلة او بمعنى أدق الافراد القليلة الذين حضروا المباراة فى الاستاد على تحية لاعبيهم أثناء خروجهم من الملعب وباركوا لهم على الفوز مع العديد من العبارات التحفيزية والمباركات.. وكان طلب الجماهير من كل لاعب بإهداء التيشرت الخاص به لهم ولم يلب احد من اللاعبين نداء الجماهير الا اليو بادجى الذى حرص على «قذف» قميصه اكثر من مرة حتى يصل المدرجات.

الشحات في «نص نقل»

بعد الخروج من ستاد القاهرة عقب المباراة استقل الفريقان اتوبيسات النادى للرحيل ولكن هناك بعض اللاعبين الذين حرصوا على الذهاب وحدهم حيث استقل حسين الشحات نجم الأهلى سيارة نص نقل مع بعض زملائه وشقيقه محمد الشحات.. فيما خرج محمود وحيد من الاستاد وظل يبحث عن «تاكسى».. واثناء هذه اللحظات لاحظ الجماهير الاهلوية نجمى الفريق وحرصوا على الاحتفال معهما.

ساسي الجابر: ارفع راسك

بعد انتهاء المباراة وأثناء خروج فريق الزمالك فى الملعب وسط حالة من الحزن الشديد قام النجم التونسى فرجانى ساسى بشد أزر ورفع معنويات زميله الشاب اسلام جابر الذى ظهرت عليه علامات الأسى وقال له حاسما «ارفع راسك فوق».

الاحتفاء بمارادونا

حرص ستاد القاهرة على الاحتفاء وتأبين النجم الارجنتينى والاسطورة العالمية دييجو ارماندو مارادونا الذى توفى منذ يومين.. وقام مسئولو الاستاد بعرض صورة للنجم الارجنتينى على شاشة الاستاد كما تم الوقوف دقيقة حدادا على روحه قبل انطلاق المباراة.