«الدين بيقول إيه»| هل تجوز «سجدة التلاوة» عند قراءة القرآن دون وضوء؟

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

سؤال متكرر، طرحه أحد متابعي صفحة الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي لفضيلة مفتي الجمهورية، حول حكم سجدة التلاوة عند قراءة القرآن الكريم بدون وضوء.

وأوضح الدكتور عاشور، أن جمهور الفقهاء ذهبوا إلى أنه يشترط لصحة سجود التلاوة طهارة بدن الساجد وثوبه ومكانه من النجاسة؛ لأنه يشترط لها ما يشترط للصلاة.

وأضاف أن الإمام البخاري ذكر في الصحيح أن الصحابي عبد الله بن عمر رضي الله عنهما كان يسجد للتلاوة بدون وضوء.

وأشار إلى أن الشافعيَّة ذهبوا إلى أن غير المتطهر يجوز له أن يقول : «سبحان الله، والحمد لله ، ولا إله إلا الله، والله أكبر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم» أربع مرات؛ لأنها تقوم مقام السجود للتلاوة.

وقال إن العلامة ابن عابدين نقل من الحنفية أنه يستحب للتالي أو السامع إذا لم يمكنه السجود أن يقول : «سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير».

وانتهى الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي للمفتي، بأن الأحوط ألا يسجد غير المتوضئ سجود التلاوة أو الشكر، وإن كان على غير وضوء يقول: « سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم» أربع مرات، فإنها تقوم مقامها، كما وردت السُّنَّة النبوية بذلك.

هل يعاقب الشخص على تركها؟
وأوضحت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، أن سجود التلاوة سنة مؤكدة على الراجح المفتى به من أقوال الفقهاء، فإذا فعلها الإنسان أثيب عليها، وإن تركها لا يعاقب؛ لأنه ثبت عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنه قرأ السجدة التى فى سورة النحل على المنبر، فنزل وسجد، ثم قرأها في الجمعة الأخرى فلم يسجد، ثم قال {إن الله لم يفرض علينا السجود إلا أن نشاء}، وذلك بحضور الصحابة - رضي الله عنهم.

وذكرت لجنة الفتوى أنه إن تيسر لك السجود فاسجد، وإن لم يتيسر لك فلا حرج عليك إن تركته، وقد استحب بعض الفقهاء إن لم يتيسر لك السجود للمواصلات أو كنت على غير طهارة أن تقول: «سُبْحَانَ الله، وَالْحَمْد لله، وَلَا إِلَه إِلَّا الله، وَالله أكبر، وَلَا حول، وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه الْعلى الْعَظِيم»، قال البُجَيْرَمِى الشافعي: «فَإِنْ لَمْ يَتَمَكَّنْ مِنْ التَّطْهِيرِ لِلسَّجْدَةِ أَوْ مِنْ فِعْلِهَا لِشُغْلٍ قَالَ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وَاَللَّهُ أَكْبَرُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بِاَللَّهِ الْعَلِي الْعَظِيمِ».


وماذا يقال في سجود التلاوة؟
أما ما يقال في سجود التلاوة فإنه يقال فيها مثل ما يقال في سجود الصلاة «سبحان ربي الأعلى» ثلاثًا، ويدعو فيه ويقول: «اللهم لك سجدت، وبك آمنت، ولك أسلمت، سجد وجهى للذى خلقه وصوره وشق سمعه وبصره، تبارك الله أحسن الخالقين» رواه مسلم، ويستحب في سجود التلاوة كذلك أن يقال فيه: «اللهم اكتب لي بها عندك أجرًا، وامح عني بها وزرًا، واجعلها لي عندك ذخرًا، وتقبلها مني كما تقبلتها من عبدك داود - عليه السلام». فهذا وارد عن النبي – صلى الله عليه وسلم.

 

اقرأ ايضا :مفتي الجمهورية يطالب جماهير الرياضة بنبذ التعصب