وحى القلم

أين ستشاهد المباراة؟

صالح الصالحى
صالح الصالحى

غدا وفى تمام الساعة التاسعة مساء تتجه أنظار عشاق الدائرة المستديرة فى العالم إلى استاد القاهرة الدولى لمتابعة مباراة كرة القدم بين الاهلى والزمالك فى نهائى كأس أفريقيا للاندية ابطال الدورى.
هذه المباراة التى تحظى باهتمام كبير.. اهتمام تعدى حدود مصر، بل تعدى حدود القارة السمراء.
عشاق الرياضة يترقبون قمة الحضارة والتاريخ.. ينتظرون مشاهدة أفضل ناديين فى مصر وفى أفريقيا.. فدائما ما تحظى مباريات الفريقين باهتمام واسع.. لما لهما من مكانة وقاعدة عريضة من المشجعين تخطت الحدود.. إلا أن هذ اللقاء يختلف عن جميع المباريات السابقة التى جمعت الفريقين.. فهذه مباراة على بطولة القارة.. والتى تجمع لأول مرة فريقين من دولة واحدة فى النهائى..
فى تمام  الساعة التاسعة من مساء غد بتوقيت القاهرة سوف يوجه العالم نظره لمشاهدة المباراة لمدة ٩٠ دقيقة.. ٩٠ دقيقة ومابعدها تعكس للعالم مدى تقدم وتحضر مصر، من خلال تصرفات اللاعبين وأدائهم لمباراة تكتيكية ومهارية على مستوى عال.. مباراة نشاهد فيها كل فنون وجمال الكرة.. فهى واجهة وفاترينة للرياضة المصرية.
٩٠ دقيقة تحبس فيها الأنفاس.. انفاس عشاق ومشجعى الفريقين.. والكل يتمنى فوز فريقه.. فهذه هى الرياضة.
الكل يستعد ويحضر نفسه من الآن لمشاهدة هذه المباراة، بل ويخطط أين سيشاهدها وكأنه ذاهب الى احتفالية او فسحة.. فمنا من يتفق مع اصدقائه سواء كانوا أهلوية أو زملكاوية لمشاهدتها أمام شاشة واحدة.. ومنا من يحجز مكانه على المقهى وسط جمع كبير من مشجعى الفريقين.. ومنا من يرى مشاهدتها فى النادى أو فى تجمع كبير حتى يحظى بشعور متابعة المباراة وكأنه فى الملعب، ويشارك الحضور تشجيعهم وانفعالاتهم وردود افعالهم.. ومنا من يفضل مشاهدتها فى المنزل وسط الاسرة.. ومنا من يشاهدها منفردا.. ومنا من يرفض مشاهدتها ويتابع النتيجة من أى مصدر.. الكل يسأل الكل أين ستشاهد المباراة؟.
 هكذا نفكر جميعا.
أتمنى ان تقدم لنا هذه المباراة المتعة والترفيه وان تكون درساً فى الروح الرياضية وأن تعكس صورة ايجابية عن مصر الحضارة والتاريخ.. وأن تترك فى النفوس ذكرى طيبة يسطرها التاريخ بأحرف من نور.
علينا كمشجعين أن نعلم أن هناك فائزاً، وسوف نصفق له جميعا ونهنئه.. وهناك من لم يوفقه الحظ - ولا أقول خاسر، لأنه لا خاسر فى هذه المباراة - وسوف نصفق له ايضا ونشد من أزره فهو شريك فى هذه الاحتفالية.
أتمنى أن يتحلى جمهور الفريقين فى كل مكان وخاصة على وسائل التواصل الاجتماعى بروح الود، والتشجيع المتزن دون تحفيل أو شماتة.. والبعد عن التعصب الذى يصل الى التراشق والسباب والحط من قدر الآخر.. وأن يحتفل بفريقه الفائز كيفما شاء دون إهانة الفريق الخاسر أو التنمر على مشجعيه.. فكلنا مصريون.