بدون تردد

السد الإثيوبى!!

محمد بركات
محمد بركات

رغم كل المساعى المستمرة والمحاولات المضنية والمتكررة، التى بذلتها ولاتزال تبذلها الوفود المصرية والسودانية، المشاركة فى المفاوضات مع إثيوبيا حول القضايا المختلف عليها فى قضية سد النهضة،..، إلا أن الوصول إلى توافق على حل للخلافات مازال بعيد المنال، نتيجة التعنت الإثيوبى المستمر  والدائم.
وطوال السنوات الماضية التى استغرقتها المفاوضات، اتخذت إثيوبيا أسلوب المراوغة وإضاعة الوقت ورفض كل المقترحات الإيجابية منهجاً دائماً ومستمراً لوفدها فى المحادثات وهو ما أدى إلى فشل كل الجهود الهادفة للحل حتى الآن.
وفى مواجهة التعنت الإثيوبى المستمر، كان ولايزال الموقف المصرى المعلن والواضح للكل، يقوم على عدة أركان أساسية،..، أولها أن مياه النيل هى قضية حياة ووجود بالنسبة لمصر، وأن الدولة المصرية لا يمكنها التفريط فى ذلك على الإطلاق، ولا يمكن أن تسمح بالمساس بحصة مصر المشروعة والتاريخية فى مياه النيل.
وأن هذه الحصة وهذا الحق التاريخى المبنى على أساس الاتفاقيات الدولية بين مصر والسودان وإثيوبيا، يقدر بخمسة وخمسين مليارا ونصف المليار متر مكعب من المياه، وأن مصر ملتزمة بذلك ولن تفرط فى حقها المشروع. وثانيها.. أن مصر تتفهم وتدعم حق الدول الشقيقة، فى أفريقيا عموما وفى حوض النيل على وجه الخصوص، فى التنمية وحاجتها إلى الطاقة الكهربائية سواء من السدود أو غيرها، وهو ما يعنى أن مصر تقدر وتتفهم حاجة إثيوبيا للكهرباء.
وثالثا.. أن مصر ليست ضد بناء السد فى حد ذاته، ولكنها تؤكد على ضرورة الحرص على ألا يؤثر السد على حصة مصر، المشروعة والمقررة تاريخيا من مياه النيل،..، وهو ما يتطلب الاتفاق على قواعد ملء خزان وبحيرة السد وعملية التشغيل بما لا يؤثر على حق مصر.