فى الصميم

هل نستوعب الدرس؟!

جـلال عـارف
جـلال عـارف

فى تعليق على عملية التجديد الشامل لقطارات السكة الحديد، قال وزير النقل كامل الوزير ملاحظة شديدة الأهمية: لو كنا لقينا شركاء مصريين لإنتاج ١٣٠٠ عربة قطار للسكة الحديد، ما كنا لجأنا لاستيرادها من روسيا والمجر!!
الملاحظة تثير الأسى والأمل معا!!
أما الأسى.. فلاننا كنا نملك أساسا لتصنيع عربات السكة الحديد ومع بدء  الانفتاح الذى تم بطريقة خاطئة كان هذا القطاع يحتاج للتحديث. لكن بدلا من ذلك تم إهماله ولجأنا للاستيراد، وأهملنا التطوير الحقيقى للصناعة لتكون النتيجة إغلاق العديد من قلاع الصناعة الوطنية لصالح الاستيراد بسماسرته وعمولاته وسياساته لإغراق الاسواق على حساب الصناعة الوطنية  وهى السياسة التى عانى منها القطاع الخاص الصناعى كما عانى القطاع العام.
وأما الأمل فيأتى من أننا نرى  مع تطوير السكة الحديد ــ مثالا لعودة الإدراك بأهمية التصنيع ، ولبداية التحرك الفعلى لتوطين الصناعات الاساسية كأولوية لابد منها لصنع التقدم.
مصنع القطاع العام الذى كان على وشك التصفية رغم أنه كان الوحيد الذى ينتج عربات السكة الحديد.. عاد للإنتاج مع بدء  عملية تطويره وتحديثه. والأهم هو الخطوات التى تتم لكى تكون المنطقة الاقتصادية لقناة السويس الموقع الذى يحتضن صناعة قطارات وعربات السكة الحديد ومترو الأنفاق والصناعات المغذية لها بشراكة كاملة بين القطاع العام مع القطاع الخاص المحلى والأجنبى. لنكون قادرين على توفير كل الاحتياجات المحلية مع التصدير للخارج وخاصة للأسواق القريبة فى أفريقيا.
ما يحدث هنا ينبغى أن يكون نموذجا إلى حجم طموحاتنا لنهضة حقيقية تقوم على أسس ثابتة، كما تشير الى حجم ثقتنا فى أننا قادرون على التعامل مع كل التحديات واستيعاب كل الدروس والنتائج التى تحمناها بسبب السياسات الخاطئة التى انجازت للسمسرة والعمولات على حساب الصناعة الوطنية. يصف وزير النقل ما يحدث فى هذا القطاع بالقول «خلصنا وقت الفرجة، وجاء وقت التصنيع المحلي».. للأسف لم يكن فقط وقتا للفرجة، بل كان تآمراً على الصناعة الوطنية التى تستحق الآن كل جهود الدولة لدعمها لتكون قاطرة التنمية والتقدم. نعرف ان طريق الصناعة أولا طريق صعب لكن فلنتذكر دائما الحصاد المر لسنوات السمسرة والفهلوة و«خد الفلوس واجري» التى أورثتنا كل ما نعانيه الآن!!