تعتبر محافظة بني سويف، متحفا تاريخيا لكل العصور نظرا لما تحتويه من العديد من كنوز وآثار مصر مرورا بالعصر الفرعوني واليوناني والروماني حتى العصر الإسلامي الحديث، وعلى رأسها هرم ميدوم ثاني أقدم هرم مدرج في العالم، وتمثال سونسرت الثالث، ومنطقة أبو صير الملق، والتي تحتوي علي مجموعة من الجبانات لعصور ما قبل الأسرات ومن الأسرتين الأولي والثانية، ومن الدولة القديمة وبعض مقابر الدولة الحديثة.
وهناك بعض الآثار المنسية، التي لا يعرفها الكثيرون من داخل وخارج المحافظة والتي بمجرد أن تطأ قدمك أرضها تستنشق عبق الحضارة يفوح من بين جنباتها والذي يتجسد في معالم التاريخ بآثاره الفرعونية النادرة وعلى رأسها منطقة آثار دشاشة والتي تحتوي على مقبرتين منحوتتين في الصخر هما "إنتي" و"شدو"، واللتان تعودان للعصر الفرعوني للأسرة الخامسة، وتقعان أعلى الجبل الغربي بمركز سمسطا على ارتفاع 40 متراً من سطح الأرض.
قامت "بوابة أخبار اليوم" بزيارة المكان وطافت داخل "مقبرة أنتي" والتي تبدو كأنها نفق أو كهف، لكونها منقورة في الصخر، وتتكون من صالة عرضية بها 3 أعمدة مربعة وأخرى طولية، بالإضافة إلى حجرة الدفن، وتتضمن المناظر التي تمثل صاحب المقبرة، وأسرته، ومائدة القرابين، بالإضافة إلى مناظر للحياة اليومية، مثل صيد السمك، والإبحار بقوارب الصيد، والزراعة، غير أن أهم مناظر المقبرة تلك التي تمثل جنودا مصريين من حملة السهام، وهم يقتحمون مدينة أجنبية ربما في جنوب فلسطين ومعهم جنود المشاة بأسلحتهم.
أما "مقبرة شدو" فهي أصغر نسبيا من مقبرة أنتي، وتتكون من صالة عرضية صغيرة ثم رواق به 4 درجات سلم، ومنه إلى الصالة الأخرى التي يحمل سقفها ثلاثة أعمدة على حوائطها كتابات ونقوش هيروغليفية تمثل الحياة اليومية للفراعنة، ومناظر لصاحب المقبرة وأسرته يتلقون الهدايا والقرابين وأمامهم الأهالي، وفي النهاية نجد بئر الدفن.
وقال الدكتور محمد هاني محافظ بني سويف، تمتلك المحافظة العديد من المقومات السياحية والأثرية والتاريخية التي تؤهلها لأن تكون من أهم المناطق والمزارات السياحية، لافتا إلى سعى المحافظة بالتنسيق مع وزارتي الآثار والسياحة والجهات المعنية للنهوض بالإمكانات الأثرية والسياحية واستغلال الكنوز الأثرية المكتشفة بها والترويج لها لتكون مقصدا للسياحة الخارجية والداخلية.
وأشار عمر زكي، مدير عام الآثار في بني سويف، إلى موافقة الوزارة على وضع منطقة آثار دشاشة، على الخريطة السياحية في المحافظة لتصبح المنطقة الثانية التي يتم وضعها، بعد هرم ميدوم، لافتا إلى تواصله المستمر مع المحافظ لبحث طرق وأساليب تطوير المنطقة لتصبح مزارا سياحيا يستقطب الزوار من داخل وخارج مصر
شاهد ايضا :- صور| «القدوم والبلطة».. أدوات النجارة في العصر الفرعوني
صور من مقبرتي "أنتي وشدو" تحفة أثرية منسية
