عاجل

«شحات الغرام» يضرب زوجته بأثاث المنزل

الفنان الراحل محمد فوزي
الفنان الراحل محمد فوزي

ما تشاهده من النجوم على الشاشة من أداء الأدوار الغرامية وما تسمعه منهم من أغنيات رومانسية، يختلف كثيرًا عن الحياة التي يعيشونها في الواقع، فالمطرب والملحن الوديع، قد يتحول في منزله إلى وحش كاسر لا تدرك زوجته ساعتها رد فعله..  

 

ومن بين الفنانين "الفتوات"، مطرب اشتهر بتمثيل الأدوار العاطفية وغناء الألحان الراقصة، وهذا المطرب هو نفسه محمد فوزي ..

 

ويمثل محمد فوزي، في بيته دور الفتوة الحمش الذي يحدد لزوجته موعد عودتها من العمل، فإذا حدث أن تأخرت لأي سبب من الأسباب عن الموعد الذي حدده لها.. انهال عليها بالضرب وهو لا يكتفي باستعمال يديه فقط، وإنما يستعمل أثاث المنزل، وهو ما ذكرته مجلة «آخر ساعة» في عددها رقم 1358 الصادر في 2 نوفمبر 1960.

 

لم تكن حياة المطرب والملحن والممثل والمنتج محمد فوزي حياة مليئة بالسعادة ولكنه تعرض فى بداية حياته  لعدد من الإحباطات حتى حقق نجوميته وشهرته الواسعة واستطاع التربع على عرش السينما الغنائية والاستعراضية، وقام ببطولة عشرات الأفلام، وأسس شركة للانتاج السينمائي، كما أسس شركة مصرفون لإنتاج الإسطوانات، وهى أول شركة اسطوانات مصرية، وكان تأسيسها ضربة قاصمة لشركات الإسطوانات الأجنبية التي كانت تبيع الإسطوانة بتسعين قرشاً، بينما كانت شركة فوزي تبيعها بخمسة وثلاثين قرشاً.

 

وأنتجت شركته أغاني كبار المطربين في ذلك العصر، وكانت الضربة القاصمة التي كتبت نهاية حياته، عندما تم تأميم شركة مصرفون عام 1961، وتعيينه مديراً لها بمرتب 100 جنيه الأمر الذى أصابه باكتئاب حاد كان مقدمة رحلة مرضه الطويلة، حيث أصيب بمرض سرطان العظام الذى لم يكن معروفا وقتها وسمى باسمه  «مرض فوزي»، وعانى معاناة شديدة مع المرض حتى نقص وزنه بشدة من 90 كيلو إلى 37 كيلو.

 

وقبل وفاته بساعات كتب فوزى كلمات يودع فيها جمهوره ومحبيه، وطلب دفنه صباح اليوم التالي الذي كان موافقا يوم جمعة وقال في كلماته الاخيرة: «منذ أكثر من سنة تقريبًا وأنا أشكو من ألم حاد في جسمي لا أعرف سببه، بعض الأطباء يقولون إنه روماتيزم والبعض يقول إنه نتيجة عملية الحالب التي أجريت لي، كل هذا يحدث والألم يزداد شيئا فشيئا، وبدأ النوم يطير من عيني واحتار الأطباء في تشخيص هذا المرض، كل هذا وأنا أحاول إخفاء آلامي عن الأصدقاء إلى أن استبد بي المرض ولم أستطع القيام من الفراش وبدأ وزني ينقص، وفقدت فعلا حوالي 12 كيلو جرامًا، وانسدت نفسي عن الأكل حتى الحقن المسكنة التي كنت أُحْقَن بها لتخفيف الألم بدأ جسمي يأخذ عليها وأصبحت لا تؤثر فيّ، وبدأ الأهل والأصدقاء يشعروني بآلامي وضعفي وأنا حاسس أني أذوب كالشمعة».

 

وقبل موته بساعات كتب وصية قائلًا: «إن الموت علينا حق إذا لم نمت اليوم سنموت غدًا، وأحمد الله أننى مؤمن بربى، فلا أخاف الموت الذى قد يريحنى من هذه الآلام التى أعانيها، فقد أديت واجبى نحو بلدى وكنت أتمنى أن أؤدى الكثير، ولكن إرادة الله فوق كل إرادة والأعمار بيد الله، تحياتى إلى كل إنسان أحبني ورفع يده إلى السماء من أجلى، تحياتى لكل طفل أسعدته ألحاني.. تحياتى لبلدي.. أخيرا تحياتي لأولادي وأسرتي».