قريباً من السياسة

اختفاء ظاهرة!

محمد الشماع
محمد الشماع

محمد الشماع

اختفت ظاهرة جلوس العمال القرفصاء على أرصفة بعض الشوارع الرئيسية بالقاهرة الكبرى بأعداد كثيرة- تذكرنا بظاهرة عمال التراحيل قبل نهاية الخمسينيات من القرن الماضي- يحتضنون «عدة الشغل»، من الصباح الباكر انتظارا لزبون يطلب تنفيذ شغلانة مثل هدم حائط أو تكسير أرضيات أو نقل مخلفات أو رفع أو تنزيل مواد البناء أو أى عملية من هذا القبيل. بمجرد توقف سيارة أو عميل كان العمال يتجمعون حوله ويتوددون إليه فى منافسة سعرية للقيام بأداء هذا العمل.. وكان الكثير منهم يظل طوال النهار جالسا على الرصيف دون عمل!
الآن أصبح العثور على عامل أو فنى فى مجال المعمار مشكلة إذا أردت بناء أو إصلاح أو تنفيذ نقل مخلفات فى مكان عملك أو منزلك، فقد اختفت تلك الطوابير من العمال الجالسين على الأرصفة لأن المشروعات القومية الكبرى ومشروعات التطوير فى المحافظات والمدن وشق الطرق السريعة وإقامة الكبارى وفتح شرايين جديدة وتحديث مداخل ومخارج المحافظات والمدن لتيسير حركة المواطنين والتجارة والاقتصاد قد استوعب كل هؤلاء العمال الذين ارتفعت كفاءتهم واكتسبوا خبرات جديدة لم يكن لديهم أى فكرة عنها. الدور الكبير للهيئة الهندسية للقوات المسلحة التى اشرفت على المشروعات القومية الكبرى بالتعاون والتنسيق مع آلاف الشركات الوطنية والخاصة التى حققت كل هذه الانجازات وأهمها استيعاب ملايين العمال والفنيين وغيرت ثقافتهم العملية.
يؤكد ذلك انخفاض معدل البطالة إلى ٧٫٣٪ من اجمالى قوة العمل خلال الربع الثالث من العام الحالى ٢٠٢٠ مقابل ٩٫٦٪ فى الربع الثانى من نفس العام، طبقا لدراسة الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء التى أكدت أن عودة الأنشطة اليومية المعتادة لطبيعتها بعد التخفيف التدريجى للمقررات الاحترازية التى اتخذتها الدولة للحد من انتشار فيروس الكورونا خلال الربع السابق من العام الحالي. وان حجم قوة العمل فى مصر ٢٨٫١٧١ مليون فرد مقابل ٢٦٫٦٨٩ مليون خلال الربع السابق من العام بنسبة ارتفاع ٥٫٦٪ ويبقى عدد المتعطلين ٢٫٠٦١ مليون متعطل من اجمالى قوة العمل. لأن الاقتصاد لم يظهر التعافى الكامل بسبب أن قطاع السياحة والأنشطة المرتبطة به لم تعاود العمل بكامل طاقتها.