كل يوم

طرق مصر.. حكاية كبيرة

حمدى مبارز
حمدى مبارز

حمدى مبارز

منذ أيام قليلة كنت قادما بسيارتى أنا وأسرتى من بلدى الوادى الجديد التى تبعد عن العاصمة القاهرة قرابة 860 كيلومترا، ولا أنكر أن هناك بعض الطرق داخل الوادى تحتاج لصيانة فورية وهناك مشروعات طرق عرضية تتم حاليا منها طريق الداخلة -منفلوط والخارجة- سوهاج نأمل الانتهاء منها، وبعد أن قطعت 500 كيلومتر حتى الوصول إلى مفارق طريق أسيوط - القاهرة الغربى والممتد جنوبا إلى سوهاج بجوار مطار أسيوط الدولى وجدت علامة إرشادية تشير إلى أن هناك طريقا دائريا جديدا اسمه طريق الهضبة الغربية لأسيوط ينقل المسافر القادم من الوادى الجديد أو من مطار أسيوط إلى كوبرى أسيوط الجديد ومنه لطريق الجيش الشرقى الممتد للقاهرة دون الحاجة لدخول قلب أسيوط.
وسألت رجل المرور عن هذا الطريق الجديد فأرشدنى، وبالفعل سرت فى الطريق، والميزة ليست فى اختصار الوقت والتخلص من زحام أسيوط ولكن أبهرتنى المواصفات الفنية العالية جدا للطريق.
فهو طريق مزدوج 4 حارات فى كل اتجاه حارتين يفصل بينهما جدار أسمنتى مرتفع به علامات فوسفورية مضاءة، وروعى فيه مواصفات هندسية بالغة الدقة فى الانحناءات والمنازل والمطالع ومستوى الرصف عال جدا ومضاء، والعبقرية الأكثر أن الطريق تم شقه وسط جبل شاهق الارتفاع مما يدل على قوة العزيمة والإرادة رغم ارتفاع التكلفة.
وبما أننا تحدثنا عن تجربة لطريق بمواصفات عالية فى الصعيد، فإننا لازلنا كأهل الصعيد ننتظر المفاجأة بعد اكتمال توسعة طريق الصعيد الغربى وتحويله لطريق حر بثمانى حارات فى الاتجاهين منهما حارتان للنقل الثقيل تم رصفهما بالصبة الخرسانية المسلحة وليس بالأسفلت العادى حتى يتأثرا بالحمولات الثقيلة وحرارة الصيف.
وحتى يكتمل الإنجاز والفرحة نأمل من السيد وزير النقل تلاشى بعض السلبيات البسيطة ممثلة فى معالجة وصيانة بعض الطرق القديمة والقائمة ومنها مدخل طريق الجيش الشرقى القادم من الصعيد عند التبين وحلوان الممتد للأوتوستراد الملىء بالحفر والمطبات العشوائية القاتلة.
وبحق لا يسعنا إلا أن نتوجه ببرقية شكر لصاحب هذه الإنجازات قائد التنمية فى مصر فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى جعل من طرق مصر حكاية وقصة أخرى.