بالصور|«بيار الجميل».. حلم لبناني لم يكتمل وثورة لم يُكتب لها الانفجار

بيار الجميل
بيار الجميل

«اغتيال وزير الصناعة اللبناني بيار الجميل في هجوم على موكبه».. كان ذلك العنوان هو الأبرز ضمن عناوين الصحافة اللبنانية والعربية منذ 14 عامًا، وتحديدا عشية الـ21 نوفمبر عام 2006.

ينتمي لعائلة من أعرق العائلات بلبنان، دفعت أثمان باهظة وقدمت أبناءها فداءا للدفاع عن مبادئهم، فوالده وجده وعمه حكموا البلاد وأسسوا مبادئها السياسية، لينضم لهم الحفيد عضوًا بحزب الكتائب اللبنانية ومن ثم وزيرًا شابًا بحكومة فؤاد السنيورة، وحتى اغتياله برصاص مجهولين ليسوا بمجهولين بالنسبة للكثيرين من المتابعين للمشهد السياسي بلبنان واختلاف الطبقات والطوائف التي أوجدت تنوعا وشرخا في الوقت ذاته.

ولد بيار أمين بيار الجميل في عام ١٩٧٢، ببكفيا في لبنان، درس القانون وحصل على مؤهله من جامعة الحكمة ببيروت.

بداية المسيرة السياسية لتلك الأسرة بدأت في ثلاثينيات القرن الماضي، حين بدأ بيار الجميل الجد العمل السياسي، وكان من بين رجالات الاستقلال الذين سجنوا عام 1943، بعدما أسس حزب الكتائب مع مجموعة من الشباب الذين رافقوه حتى وفاته.

انتُخب بيار الجميل الجد نائبًا وعيّن وزيرًا مرات عدة. ورغم انشغاله في العملين الوزاري والنيابي لأعوام طويلة، تمكن الشيخ بيار من توسيع رقعة انتشار حزب الكتائب ليصبح في أوج مجده وشهرته في السبعينات، من حيث عدد المنتسبين والتنظيم.

وعلى خطى الأب سار نجلاه أمين وبشير، اللذان تمكنا من الوصول لحكم لبنان فحكم أمين لعدة أعوام بينما اُغتيل بشير قبل حلفه لليمين وهو ابن الـ٣٤ عامًا. 

استمرت مسيرة عائلة الجميل لتصل سدة الأمور للأحفاد حيث عين  بيار الجميل الحفيد في النيابة وكان ابن الثامنة والعشرين، وثاني أصغر النواب سنا. 

انتخب الشيخ بيار نائبًا عام 2005، في معركة لم تكن بالهينة، ثم عُين رئيسًا لمجلس المحافظات والأقاليم في الحزب، بعدما كان عضوًا في المكتب السياسي، كما تمكن خلال شهرين من عقد 112 اجتماعًا حزبيًا في أقسام بيروت وكل المناطق.

عُين وزيرًا للصناعة في حكومة الرئيس فؤاد السنيورة في 2005، وظل في المنصب حتى تلقيه العشرات من طلقات الرصاص أثناء تواجده داخل سيارته.

ذهب الجميل تاركًا خلفه أم وأب وشقيق أصغر صار زعيمًا لحزب الكتائب حاليًا، وزوجة شابة وطفلين أصبحا شابين يافعين يفتخران بمسيرة والدهم، رحل وقد وصفه المقربين بكونه حلم لم يكتمل وثورة لم يكتب لها الانفجار وتحقيق أهدافها.