إنها مصر

الإعلام ومعركة إسقاط الأقنعة !

كرم جبر
كرم جبر

الغيبوبة أن تبحث فى الأشياء الجميلة عن قبح، وفى الحسنات عن سيئات، وفى الخير عن شر، وأن يُضبط العقل على موجات سلبية، وتخلق شكوكاً وفقدان ثقة فى كل شيء.
لماذا لم تذهب عيون المشككين -مثلا- إلى المساكن الأنيقة التى كانت خرابات تعشش فيها الثعابين بجوار الإنسان، وأن الدولة التى تبنى المساجد لإعلاء صوت الأذان، هى نفسها التى تتخلص نهائياً من العشوائيات، لتعيد الإنسانية إلى الإنسان؟
صناع الغيبوبة أساتذة فى الكذب، وتنجح بضاعتهم إذا صدقهم بعض الناس، وعمليا: الوعى هو علاج الغيبوبة، لحماية عقول الناس من هيمنة الإنسان على الإنسان، وإحياء «العقل»، وهو الميزة الكبرى التى يميزه بها الله عن سائر الكائنات الحية الأخرى.
وبعد تحرير البلاد من قبضة الجماعة الإرهابية، انسحب جيش الفساد الإعلامى الإخوانى الذى كان يسيطر على الداخل، وانتقلت العمليات إلى الخارج، وأصبحت الحملات العدائية تتخذ الأشكال التالية:
>> ضخ الأكاذيب والشائعات التى تمس الأمور الحياتية للناس مثل الأسعار والخدمات والتموين والمعاشات، والتشكيك فى الإجراءات التى تتخذها الدولة لتحسين الأحوال المعيشية.
>> ابتداع أشكال كاريكاتورية للنشطاء الجدد، مثل المقاول الهارب وبهلوانات الجزيرة والشرق ومكملين، أملاً فى استقطاب مجموعات من الخارجين على القانون والمجرمين والهاربين من الأحكام، تساعدهم فى استعادة الفوضى والخراب.
>> محاولات ضرب الثقة بين الدولة والمواطنين ببث أكاذيب عن المشروعات الكبرى وبناء المساجد والكنائس والطرق والكباري، والزعم بأن هناك مشروعات لها أولوية عنها.
>> إثارة الادعاءات القديمة المتعلقة بحقوق الإنسان، بنفس المفردات الكاذبة والأساليب المرسلة، التى تفتقد السند والدليل، واستقطاب أجهزة وجماعات أجنبية مدفوعة الأجر.
الجماعة الإرهابية مستمرة فى الصعود إلى الهاوية، وكلما تحقق إنجاز وانفرجت أزمة، أصيبوا بالهوس والجنون وازداد سعارهم.
الإعلام هو خط الدفاع الأول لتحصين الرأى العام بالوعى واليقظة، بالحقائق والمعلومات والأدلة والأسانيد، خصوصاً أن الناس يشاهدون بأعينهم إنجازات على أرض الواقع يوماً بعد يوم.
شحن الناس بالطاقة الإيجابية، لمقاومة محاولات بث اليأس والإحباط، ليس بالكلام والشعارات، وإنما بالمصداقية، وتدعيم الثقة بين الدولة والمواطنين، وكشف محاولات المساس بها.
غرف الأكاذيب الإخوانية، يجب أن تواجهها غرف حقائق وطنية، فى معركة إسقاط الأقنعة، فلن يهدأ لهم بال ولن يغمض جفن، طالما مصر تتعافى وتقف على أرض صلبة.. فلا تعلو قامتهم بالبناء وإنما بالوقوف فوق الأنقاض.
وبماذا تفسر انتشار الكذب والخداع والزيف، وسطوع الشائعات وإضعاف الهوية الإنسانية، واستحلال ما ليس لك، وغروب شمس القيم وأفول الأخلاق والضمير؟
كتبت هذه المعانى مرات كثيرة، وضربت مثلا بأن من ينظر للملتحى على انه أكثر إيماناً من غيره، أو المنتقبة طريقها مفروش إلى الجنة، أو أن الأديان لا تعترف بقدسية الأوطان.. فمعناه ضعف الوعى.