سر بكاء ابن بيرم التونسي أمام أم كلثوم

كوكب الشرق أم كلثوم
كوكب الشرق أم كلثوم

أحمد صبحي

محمود محمد بيرم الحريري شاعر عربي كبير اشتهر بـ"بيرم التونسي"، حيث ولد بالإسكندرية في 3 مارس 1893، وسمي التونسي لأن جده لأبيه كان تونسياً، وقد عاش طفولته في حي "السيالة"، والتحق بكتاب الشيخ جاد الله الذى لم يمكث فيه طويلا بسبب قسوة الشيخ، فأرسله والده إلى المعهد الديني وكان مقره مسجد أبي العباس.

كان محمود بيرم التونسي ذكياً يحب مطالعه كل ما هو جديد وساعده ذلك ذاكرته القوية، فهو يقرأ ويهضم ما يقرؤه في قدرة عجيبة، وبدأت شهرته عندما كتب قصيدته "بائع الفجل" التي ينتقد فيها المجلس البلدي في الإسكندرية عندما فرض الضرائب الباهظة وأثقل كاهل السكان بحجة النهوض بالعمران، وبعد هذه القصيدة انفتحت أمامه الأبواب ودخل عالم الفن والتقى بأشهر الملحنين والمطربين في ذلك الوقت.

وعندما ذهب بيرم التونسي لأداء مناسك العمرة تأثر كثيرا بروحانيات أطهر بقعة على سطح الأرض، وعندما عاد من العمرة قام بكتابة أغنية "القلب يعشق كل جميل" وجلس مع الملحن زكريا أحمد وقام بتلحنيها وتم عرض الأغنية على كوكب الشرق السيدة أم كلثوم فاعترضت على ألحان بعض الجمل.

ظلت الأغنية حبيسة طوال عشر سنوات، وعندما توفي زكريا أحمد أعطت الأغنية للملحن رياض السنباطي الذي أعاد لحنها بطريقة جديدة غير المعتاد عليها وأضاف إليها لونا جديدا يختلف تماما عن الأغاني الدينية المعتادة حيث حرص على وضع لحنا خالدا لكل الأوقات وليس لزمنه فقط؛ بل راعى أن تظل الأغنية تناسب كل الأوقات ودمج فيها بين الفرح والشجن والمحبة الإلهية حتى رسخت الأغنية في أذن المستمع حتى الآن.

وأثناء غناء كوكب الشرق أم كلثوم الأغنية لأول مرة كان من بين الجالسين في الصفوف الأولى شاب يستمع إلى الأغنية ودموعه تنسال على خديه وتزيد في اندفاعها، وخصوصا عندما رددت أم كلثوم آخر أبيات الأغنية الدينية والتي تقول "دعاني لبيته لحد باب بيته وأما تجلى لي .. بالدمع ناجيته".

ولم يكن هذا الشاب سوى "أيمن" ابن مؤلف الأغنية الشاعر بيرم التونسي؛ حيث وجهت أم كلثوم إليه دعوة لحضور الحفل وسماع الأغنية وهي تقدم لأول مرة على مسرح دار قصر النيل حسب ما نشرته جريدة أخبار اليوم عام 1972.

وقد قامت أم كلثوم قبل بداية الأغنية بإجراء بروفة موسيقية على مقدمة اللحن وبالذات على آلة البزق التي يعزف عليها عمر خورشيد، وعندما اطمأنت خرجت لتجري بروفة سريعة أخرى مع باقى الموسيقيين وقبل رفع الستار بلحظات طلبت من أفراد فرقتها الموسيقية قراءة الفاتحة.

اقرأ أيضًا| مريم فخر الدين: حظي في الزواج زي «البطيخة»