«المسجد العمري».. تحفة معمارية عمرها 400 سنة في انتظار الترميم | صور

 المسجد العمري
المسجد العمري

يعد المسجد العمري بقرية "هو"، التابعة لمركز نجع حمادي، من أقدم المساجد التاريخية في محافظة قنا، والذي تعرض منذ قرابة 5 سنوات، لحريق مدمر، مما أصاب الأهالي بحالة من الغضب وقتها، وطالبوا بسرعة ترميمه، إلا أن مطالبهم لم يُنظر إليها حتى الآن.

تحديدًا في الرابع من سبتمبر لعام 2014، تعرض المسجد العمري بقرية هو، لحريق ، التهم محتوياته ، بالكامل، فلقد محت النيران تاريخ هذا المسجد الكبير، والذي يحمل في كل ركن من أركانه، عبادات وذكريات لا تنسى على مدار التاريخ.

اقرأ أيضا| وزير الآثار ومحافظ قنا يتفقدان معبد دندرة والمسجد العمري

منذ نشوب الحريق، سارع العديد من الأهالي، بتقديم طلبات متكررة، لجميع المسؤولين، بسرعة ترميم هذا المسجد، الذي يعد من علامات القرية التاريخية، ولكن حتى الآن لم يتم البدء في الترميم، وسط حالة من الحزن تسيطر على أبناء القرية، منذ تاريخ الحريق.

وزار المسجد، عدد كبير من المسؤولين منهم وزير الآثار، ومحافظ قنا، ومسؤولين بمنطقة أثار مصر العليا، ووافقت اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية  بجلستها المنعقدة في 3 يناير 2018  على مشروع إحلال المسجد وتجديده على نفقة المكتب الكويتي للمشروعات الخيرية تحت إشراف مباشر من وزارة الآثار ومن خلال وزارة الأوقاف.

 

والمسجد العمري تم بناؤه سنة 1049هـ / 1639 م، و يقع فوق تل ترابي يصل ارتفاعه الى 12مترا في منطقة السوق الحالية بقرية هو والتي بها بقايا معبد حتحور بالقرب من النيل.

 وللمسجد أربع واجهات تطل على منطقة مسورة بسور بنائي حديث من جميع الجهات وهى تعتبر الحرم الأثري للمسجد.

بني المسجد العمرى بقرية هو مع بداية دخول الإسلام لتلك القرية أيام الفتح العربي لمصر، فلقد كان بموقع المسجد الجامع جامع أقدم منه أسماه محمود أفندى أحمد مهندس لجنة لحفظ الآثار العربية سنة 1909م باسم جامع السقطي وقد اندثر هذا المسجد وتخلفت عنه المئذنة الحالية والتي ترجع إلى العصر الفاطمي، ويؤكد ذلك أنه في الفضاء الخارجي توجد أساسات مباني قديمة من الطوب اللبن والطين وبعضها من الطوب الأحمر يبدوا أنها كانت أساسات المسجد القديم .

ويوجد أعلى المدخل الشرقي للمسجد، عتب خشبي مسطح نقش عليه بالحفر البارز كتابة بخط الثلث تنتهى بما نصه " جدد هذا المسجد المعمور بذكر الله شيخ العرب الشيخ على ابن الشيخ محمد بن احمد وقصد بذلك السواب من الله سنة 1639 م كما يوجد على احد الأبواب في خارج المسجد من الناحية الشمالية نص تجديد نقش بالحفر الغائر في سطرين نصهما : ان المساجد لله فلا تدعوا مع الله احد جدد هذا المسجد العتيق في غرة محرم سنة 1310هـ.

 وكان بالمسجد منبر خشبي دقيق الصنع به نص كتابي منفذ بالحفر البارز في ستة أسطر من الكتابات تنتهى بما نصه ( تحريرا في غرة شهر رمضان من شهور سنة خمس واربعين ومايه والف سنة 1145هـ ) .

ولقد بني الجامع العمرى بهو من الطوب اللبن بمونه من الطين والتبن، مضافا إليهما قليل من الرماد وذلك في كل جدران المسجد ما عدا كتلة المدخل الشرقي فقد بنيت من الطوب الأحمر " الأجر " بمونة من الحمرة والجير والقصرمل ، وقد بنى المسجد بالطريقة المعروفة بالطريقة المصرية القديمة .

و يتكون تخطيط الجامع العمري، بهو من صحن أوسط مكشوف تحيط به أربعة أروقة أكبرها وأعمقها راوق القبلة ، وهو أنسب التخطيطات للمساجد التي تشغل مساحة كبيرة حيث تتسع بحورها فيحتاج معها الى بائكات تحمل السقف، وهذا التخطيط هو استمرار لتخطيطات المساجد الجامعة من قبل العصر المملوكي.

ويلاحظ في هذا التخطيط، أن مداخل المسجد تؤدى مباشرة إلى أروقة المسجد الشمالية والغربية وذلك عن طريق استطراق أرضى يؤدي إلى صحن المسجد بحيث تقتصر المسافات وتخصص للمرور لعدم مضايقة المصلين أو تخطى رقابهم في الأروقة أثناء الصلاة .

والأروقة في هذا التخطيط تكون معدة لاستقبال المصلين وهى مسقفة حتى تحميهم من أشعة الشمس أثناء الصلاة ، كذلك يلاحظ استخدام الأعمدة بدلا من الدعامات الضخمة مما يساعد على توفير اكبر مساحة خالية لإقامة الصلاة بها .

ويلاحظ في هذا المسجد استخدام 12 عامودا من الجرانيت تعلوها تيجان فرعونية ورومانية في صفين يتقدمان المحراب الرئيسي، وهى ظاهرة وجدت من قبل حيث نقل العرب كثيرا من الأعمدة من المعابد والكنائس الخربة الى مساجدهم ولأول مرة شوهدت فى أطلال قصر الخليفة المعتصم بسامراء المعروف بالجوسق الخاقانى أعمدة تيجانها ناقوسيه ورمانية الشكل ، وشوهدت بعد ذلك لأول مرة في مصر فى مقياس النيل بالروضة ثم في الجامع الطولوني.

 وتتمتع الأروقة في هذا التخطيط بإضاءة طبيعية كافية نهارا عن طريق صحن المسجد وصفوف النوافذ العلوية بحيث تسمح هذه النوافذ بمرور الضوء والهواء إلى داخل المسجد ، ودرجة الإضاءة بهذه الأروقة ليست مطلوبة فقط لعرض الرؤية العادية ولكنها مطلوبة بصفة ضرورية لقراءة المصحف للذين يقرؤون القرآن من مصاحفهم فى هذه الأروقة من الدارسين والمتصوفة.

 وتقع مئذنة الجامع العمرى بهو بالبلاطة الثانية جهة الصحن بالرواق الغربى للمسجد، وهي مبنية بالطوب المحروق ومبلطة بطبقة من البياض من الطوب اللبن وهذه المئذنة أقدم من المسجد حيث يرى بعض الباحثين إنها ترجع إلى العصر الفاطمي ويصل ارتفاع المئذنة إلى 17.50 متر.