حوار | «العلايلي»: تكريمي جاء في ظروف خاصة.. وأعود للمسرح بـ«هولاكو»

الفنان الكبير عزت العلايلي
الفنان الكبير عزت العلايلي

كتبت: مرفت عمر

- احتفى به مهرجان الإسكندرية وأهداه علم الدورة 36 
- العلايلي: تكريمي في ظروف خاصة جعلته حدثاً استثنائياً وشخصية «هولاكو» تعيدني للمسرح 
- نجوم الجيل الحالي يلهثون وراء التريندات.. والاحتكار مع التكتلات سيدمر الفن


رحلة عطاء فنية كبيرة شملت السينما والتليفزيون والمسرح والإذاعة على مدى ستين عاماً للنجم الكبير عزت العلايلي، كرمه مهرجان الإسكندرية السينمائي في دورته المنقضية منذ أيام، وتم إهداؤه الدورة 36 وعلم المهرجان في حضور نخبة من نجوم السينما، كما تم إصدار كتاب عنه شمل عرض لأعماله والعراقيل التي واجهها وتصدى لها، عدد من الأعمال السينمائية التي شارك فيها تم اختيارها في قائمة الأفضل لمئوية السينما المصرية.

حاضر دائماً حينما يتناول الحوار أفلاماً مثل "الأرض والاختيار وإسكندرية كمان وكمان والطريق إلى إيلات،" قدم الشر والكوميديا بنفس تميزه في الاجتماعي والرومانسي، ملامحه هي الأقرب للمصريين وقامته جعلته في مقدمة الترشيحات للبطولات السينمائية والتليفزيونية، تجربته على المسرح من خلال «هولاكو» جعلته يحلم بإعادة تقديمها من جديد، أعماله السينمائية تتخطى الثمانين والتليفزيونية الستين ولا زال عطاؤه مستمراً، ساند ودعم أجيالاً لم يبخل عليهم بالمشاركة الشرفية والنصيحة المخلصة، الفنان عزت العلايلى يتحدث عن التكريم وما وصلت إليه الحالة الفنية في الحوار التالي. 

- تكريمك جاء في ظروف خاصة فهل خرج بصورة تناسب تاريخك أم لديك ملاحظات عليها؟ 

الظروف الخاصة جعلت من التكريم حالة خاصة أيضاً، فقد قوبلت بحفاوة بالغة ورفض منظمو المهرجان مغادرتي عقب ندوة تكريمي بإصرار شديد أخجلني، وأحاطوني بكل الرعاية والاهتمام حتى أني شعرت أنى بين عائلتي وارتبطت بهم جداً وحزنت عند انتهاء الفعاليات، عملوا بكل جهد وتفاني في أصعب الظروف لتظل منارة الثقافة والفن مضاءة، لا يقف أمامها فيروس أو اجراءات وقائية، حتى التقلبات الجوية التى صاحبت نوة المكنسة لم تفتر عزيمتهم وتحايلوا لإتمام ما بدأوه فكل التحية والاحترام لفريق عمل المهرجان، وحرص زملائي على الحضور زاد سعادتي لأنهم حضروا وأجلوا ارتباطاتهم وواجهوا كل المعوقات السالفة ليكونوا بجواري، كما كانت مبادرة الأكاديمية البحرية للعلوم والتكنولوجيا لتكريمي فرصة كبيرة للتعرف على منبر تعليمي هام والالتقاء بأبنائي من طلابه وأساتذته، فهو التكريم الأهم في مشواري وكلي فخر وإعزاز بمحبة الناس لي، وغلبني شعور بأن ما قدمته أسعدهم وكان مردوده إيجابى أكثر من توقعاتى. 

- تعددت أدوارك بين المثقف والجاهل والطيب والشرير فكيف استطعت التعامل مع شخصياتك بتلك الحرفية؟ 

لا أنكر أن مشواري الفني لم يكن سهلاً ولم أجرؤ على اختيار أدواري بسهولة، فقد عملت سنوات على إبراز إمكانياتي مع كل دور يعرض على، حتى اقتنع بمهاراتى مخرجين ومنتجين وبدأوا فى إسناد أدوار كبيرة ومهمة إلى، وحينما وصلت لتلك المرحلة وعرفني الجمهور قررت أن أقدم نفسي بشخصيات جديدة فى كل عمل، واكتشفت قدرتي على تقديم أدوار كوميدية بالصدفة، وتحول شغفي بالتمثيل إلى بوابة للمصالحة مع نفسى أكثر وخوض التحديات، والعمل مع مخرجين متميزين فنياً إلا أن أفلامهم ليست تجارية، حاولت المزج بين تقديم أعمال تخاطب فئات معينة وأخرى تخاطب البسطاء، وحتى الآن أرى أنى على استعداد دائم للتلون والتشكل وإذا وجدت ذلك فى شخصية جديدة فلن أتردد في قبولها ولو من خلال الظهور الشرفي بمشهد أو اثنين. 

- هل ترى أن الأجيال الحالية تؤمن برسالتها ودورها البارز في تحديد ذائقة الجمهور؟ 
الجيل الحالى يختلف تماماً عن جيلنا، فمنهم من يصعد بسرعة الصاروخ فلا يبالى سوى بنجوميته، وأن يظل حديث العامة طوال الوقت، ومن وجهة نظرى مفيش حد نمبر وان كما أن البعض الآخر  يلهث حتى يحصل على أي دور بالرغم من أنه يعمل منذ عشرين سنة مثلاً أو أكثر، والنوعين أرى أنهم في حاجة للمساعدة حتى يكون بإمكاننا الحكم عليهم بشكل أفضل، يوجد نوع ثالث يقاوم لتقديم أعمال جيدة وأدوار مميزة أسعد بمتابعتها، إلا أن الحالة الفنية بشكل عام غير مرضية، التكتلات تصدرت المشهد والاحتكار فرض على الكثيرين البقاء في منازلهم دون عمل وتحطمت أحلام الكثيرين فاستبدلوها بمجالات أخرى بعيدة كل البعد عن الفن، وبالتالي فاللوم ليس على الممثل بقدر ما هو ضرورة ألقت ظلالها على الجميع، والفاتورة يدفعها من لا يد له، مجرد الاستمرار في ظل ذلك المناخ هو بطولة تستحق الثناء والدعم. 

- هل ترى ما يقدم على الشاشة الصغيرة يرضي جميع الأذواق؟ 
لا طبعا فالأعمال الدينية والتاريخية شبه معدومة كأنها ألغيت من جدول أعمالهم برغم أهميتها وقيمتها الفنية العالية، كما سيطرت أعمال ارتبطت بتصدير الخرافات والغيبيات وأخرى تسهم في هدم ثقافتنا ومبادئنا، إلى جانب التجاوزات اللفظية التي لا تمثل الغالبية، بينما لاحظت أن المنصات الإلكترونية تنتهج أنماط من الدراما ذات الحلقات القصيرة والمحتوى الجيد وهي ما أتابعها بسعادة، ونسب متابعتها تزيد يوماً بعد الآخر ما يؤكد تميزها وتصديها للردئ، ولو عرض علي المشاركة فيها ووجدت شخصية تناسبنى سأوافق فوراً، فليس المهم أن تعرض على قنوات كثيرة بقدر ما يكون متابعيها يتمتعون بذوق ورقى. 

- قدمت في فيلم «تراب الماس» شخصية البرلماني الفاسد بعيداً عن البطولة المطلقة فهل هذا نهجك؟ 

الشخصية هى التي تعنيني وليس مساحتها في العمل وكثيراً من الأعمال وافقت عليها لهذا السبب، البطولات في حياتي كثيرة ومتعتي في العمل لا أجدها في شيء آخر، تدب الحياة في أوصالي بمجرد وقوفي أمام الكاميرا، حتى إن البعض ينصحونني بتجنب تقديم العرض المسرحي «هولاكو» خوفاً على صحتي من إجهاد الوقوف على الخشبة أيام متتالية، إلا أن متعتي بالعودة للمسرح قد تفند مخاوفهم لذا أتمنى أن تتحقق تلك الأمنية، فقد سعدت عند تقديمه منذ سنوات لدرجة تجعلني في انتظار تنفيذه، وكان فاروق الفيشاوي رحمه الله نموذجاً لذلك حينما رفض النصائح بعدم العمل فى المسرح وأصر هو وقدم دوراً عظيماً، وظل يعمل حتى آخر نفس، أتمنى أن أسير على خطاه فقد كان فناناً وإنساناً بمعنى الكلمة.

اقرأ أيضا| تكريم عزت العلايلي فى ختام مهرجان الإسكندرية السينمائي.. صور