إنها مصر

كورونا.. أرجوكم انتبهوا!

كرم جبر
كرم جبر

عادت كورونا تكشر عن أنيابها، ونسمع كل يوم عن حكايات حقيقية لأصحاء وأقوياء، قضت على حياتهم فى أيام قليلة، وبينهم شباب فى مقتبل العمر.
رغم الخطر القادم إلا أننا فى حالة استرخاء شعبى عام، قليلاً ما تجد من يرتدى الكمامة، وتزدحم الأسواق والمولات والأماكن العامة بالناس، دون أدنى إجراءات احترازية.
نرفع أيدينا بالدعاء أن يحفظ الله مصر وشعبها، وأن يقيهم شر الفيروس اللعين، ولكن ليس بالتساهل والبلهنية، بل بأن نعود من جديد للإجراءات التى ساعدت فى اجتياز الموجة الأولى.
كنت رئيساً للهيئة الوطنية للصحافة وشاهدت بنفسى قدر الألم والعذاب، عندما يحمل الأهالى أحد أبنائهم العاملين فى الصحافة، ويذهبون إلى المؤسسات ويفترشون الأرض، وهم يصرخون ويتألمون، بحثاً عن سرير فى مستشفى.
تعاقدنا يومها مع بعض المستشفيات مثل المقاولون العرب وعين شمس التخصصى والسكة الحديد، لتوفير أماكن فى الرعاية لمن تسوء حالتهم، وعشنا أياما عصيبة ـ لا أرجعها الله ـ بسبب زيادة الأعداد.
كانت تكلفة العلاج للشخص الواحد الذى يدخل الرعاية تتجاوز 100 ألف جنيه، وكان الحجز يتطلب جهوداً مضنية لزيادة أعداد المصابين، والحمد لله مضت الأزمة بسلام وبأقل قدر من الخسائر.
شاهدنا الاستعدادات الضخمة ونحن فى صحبة الرئيس عبد الفتاح السيسى، وهو يفتتح فى يونيو الماضى المستشفى الميدانى فى أرض المعارض خلف مسجد المشير طنطاوى، على أحدث النظم العالمية وتمتد مساحته آلاف الأمتار، ويضم أربعة آلاف سرير، متنوعة الخدمة، من الكشف العادى حتى الحجز فى الرعاية المشددة.
والجهد الكبير الذى قامت به وزارة الصحة يستحق الإشادة، فالعالم كله كان يصرخ من إيطاليا حتى الولايات المتحدة، والمرضى لا يجدون مكاناً إلا فى الشوارع والطرقات، ولكن استطاعت مصر أن توفر إمكانيات عجزت عنها أغنى الدول.
عادت كورونا تكشر عن أنيابها.
من الدروس المستفادة تفعيل منظومة أونلاين فى المدارس والجامعات وكثير من الأماكن، وأصبحت لدينا منظومة ينبغى استمرارها والحفاظ عليها.
ومن أحسن الأمور أن تمضى الحكومة فى تحديد مواعيد صارمة لإغلاق وفتح المحلات والأماكن العامة، فليس معقولاً ولا مقبولاً أن تظل مفتوحة طوال الأربع وعشرين ساعة، وإقرار هذا النظام يصحح كثيراً من السلبيات.
وأصبح الناس على وعى تام بالإجراءات الاحترازية والصحية، وكيفية التصرف عند الإصابة والأدوية التى يجب تناولها، وبروتوكولات العلاج، والسلبية هى قيام الصيدليات باستغلال الأزمة أسوأ استغلال.
والشكر الدائم للقوات المسلحة ووزارة الإنتاج الحربى ووزارة الداخلية لقيامهم بتوفير المواد المعقمة وتوزيعها فى الميادين والأماكن العامة، ولولا ذلك لضربت أسعارها أرقاماً قياسية.
والإعلام كان بطلاً فى المعركة، ولم يتوان فى تخصيص البرامج والفقرات للتوعية والنصح والإرشاد، بجانب سوشيال ميديا التى لو أحسن استغلالها لرفعت كثيراً من الوعى.
عادت كورونا تكشر عن أنيابها، وواجبنا جميعاً أن نعلن حالة «اليقظة التامة».