بسم الله

وقسا ليزدجروا!

محمد حسن البنا
محمد حسن البنا

أمر عجيب مازال قائما بيننا، عداوة الكمامة فى ظل انتشار فيروس «كوفيدـ19» الشهير بـ «كورونا» ورغم غرامة الـ 4000 جنيه التى يبدو أنها صعبة التطبيق. رغم قسوة العقوبة إلا أنها لم تنفذ بالشكل الرادع للمخالفين. وهو ما دفع القارئ العزيز المهندس هانى صيام ليعقب على مقالتى السابقة بقوله: «طالعت باهتمام ما جاء بعمودكم المتميز بعنوان ( الاستهتار بـ «كورونا). فإنه برغم إعلان الحكومة تفعيل تحصيل غرامة عدم ارتداء الكمامة فإن المشهد العام لم يرصد أى تحسن ملحوظ أو تغير إيجابى.
لاتزال الغالبية العظمى من المواطنين على عنادها وتعنتها وكأن بينها وبين الكمامة عداوة متأججة، أو خصومة ثأرية، أو أنهم بمنأى عن الفيروس اللعين!!. يرجع هذا-فى تقديرى المتواضع-لعدم الحصول على النتائج المرجوة من التلويح بتفعيل الغرامة. وقد غاب عن الحكومة أمران مهمان، أولهما أن رجل الشارع قد بات على بينة تامة ودراية كاملة برد فعلها إزاء تقاعسه، أو تلكؤه أو مماطلته فى الاستجابة لنداءات الحكومة المتكررة، فيما يرتبط بأمور التحصيل. إذ درجت على أنها تنذر ثم تحذر ثم تهدد ثم تأبى إلا أن تيسر على المواطنين، وتحنو عليهم من باب الرحمة والرأفة والتخفيف عن كواهلهم. ودليله فى ذلك سياسة (التيسير المستدام) التى انتهجتها الحكومة فى تحصيل مستحقات الدولة من المتعدين على أراضيها، والمتورطين فى بعض مخالفات البناء. وكذلك إدارة الظهر لتحصيل الغرامة المنصوص عليها فى القانون من المتخلفين عن التصويت فى انتخابات مجلس الشيوخ برغم الإعلان عنها!!. أما الأمر الثانى الذى غاب عن الحكومة، فينطبق عليه قول الشاعر العباسى الشهير أبى تمام (وقسا ليزدجروا.. ومن يك حازما فليقس أحيانا على من يرحم) !!.
ولأن الفيروس العدو غادر ولا يرحم، ولأن الوباء اللعين لايزال مجهول الهوية والماهية على وجه الدقة والتحديد فإن الأمر جد خطير. والحذر التام ضرورة حتمية والإلتزام الكامل أمر وجوبى والحزم الشديد مع المخالفين ضريبة واجبة الأداء حتى يسلم الجميع».
دعاء: لا إله إلا أنت سبحانك، إنى كنت من الظالمين.