رؤية شخصية

مصر وأمريكا .. مرحلة جديدة

جميل چورچ
جميل چورچ

جميل چورچ

فى العشرين من شهر يناير القادم يدخل الرئيس الأمريكى الجديد البيت الأبيض فى ولاية مدتها اربع سنوات.. وخلال مرحلة الانتخابات حبس العالم انفاسه ولم لا؟ إن الولايات المتحدة هى صاحبة اقوى عملة فى العالم «أنه الدولار» الذى يمثل ٦٥٪ من الاحتياطات الاجنبية وعملة التجارة الخارجية الرئيسية، وأكبر منتج ومستهلك للنفط.. ومن هنا كان اختيار الرئيس الجديد موضع اهتمام الرأى العام العالمى وخاصة الدول التى تدخل فى شراكة مع بلاده.
وبعد شد وجذب ومناظرات ساخنة بين الرئيس الذى انتهت ولايته ترامب، والمرشح جون بايدن كان التعامل مع وباء كورونا واصابة عشرة ملايين امريكى بالمرض، وحدوث انكماش اقتصادى يتجاوز ٤.٣٪ هذا العام، وفقدان الملايين وظائفهم، وخروج أمريكا من اتفاقية المناخ، والعلاقات المتدهورة مع الصين وايران أهم اسلحة بايدن.. ولم يشفع لترامب دعمه القوى لاسرائيل وقراره نقل سفارتها للقدس.. وأخيراً حسم الأمريكيون المنافسة لصالح بايدن.. واسترجع البعض مرحلة الرئيس السابق أوباما ووزيرة خارجيته وسفيرته فى القاهرة ابان حكم الإخوان ولكن من يراجع ما حدث منذ عام ٢٠١٤ الى اليوم يتأكد تماماً ان مصر تغيرت فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى وثورة الشعب والجيش فى ٣٠ يونيو.
ومن يتابع تاريخ تطور العلاقات بين امريكا ومصر يجد انه يرجع الى عام ١٨٣٢ ومنذ ذلك الوقت والعلاقات تتأرجح صعوداً وهبوطاً بين التعاون تارة والصراع تارة اخرى الى ان بلغ الامر اسوأ مراحله بقطع العلاقات الدبلوماسية عام ١٩٦٧ بسبب الدعم الأمريكى لاسرائيل وفى القرن العشرين دخلت الدولتان فى حوار استراتيجى قائم على المصالح المشتركة والاسهام الفعال للبحث عن تسوية للقضية الفلسطينية.. وبعد ذلك دخلت المباحثات فى مرحلة التعاون والتوصل لاتفاقية للتجارة الحرة بين البلدين.. وجاء الرئيس الامريكى الأسبق جورج بوش وألفى ديون مصر العسكرية وفى عام ١٩٩٦ شهد العالم وألغى مؤتمر صانعى السلام.
وبعد ثورة الشعب فى ٣٠ يونيو بدأ بناء الدولة الجديدة، وتوطدت علاقة مصر بجميع دول العالم شرقاً وغرباً ومن بينها الولايات المتحدة وامتدت الى الصين وروسيا وأوروبا وافريقيا.. وتعددت مصادر الحصول على اقوى السلاح الجوى والبحرى واقيمت القواعد الحامية لحدود البلاد حتى لا يتسلل اليها الارهاب.. ونجحت مصر فى تجفيف مصادر تمويل الارهابيين وتعمير سيناء.. كما شهدت البلاد تطبيق الاصلاح الاقتصادى الذى اشاد به جميع المنظمات الاقتصادية العالمية، وعبرت البلاد ازمة وباء كورونا بسلام وبأقل الخسائر وقادرة الآن على مواجهة اى صدمات.
ولن ينسى العالم موقف الرئيس الامريكى المنتهية ولايته ترامب وتأكيده على حق مصر فى مياه النيل باعتبارها قضية أمن قومى يوفر لأكثر من ١٠٠ مليون نسمة الغذاء والماء، واضح ان السد الاثيوبى يمثل خطراً وتعنتاً فى حق دولة تتطلع الى توفير الغذاء بزيادة رقعتها الزراعية لمواجهة زيادة السكان واحتضان خمسة ملايين مهاجر.
ويبقى ان يعلم الساكن الجديد للبيت الأبيض بايدن ثقل مصر فى المنطقة العربية والافريقية وجهودها فى مكافحة الارهاب ودعواها للسلام والاستقرار وعدم التدخل فى شئون الدول لذلك ينظر لها العالم اليوم رمانة للميزان فى المنطقة.

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي