الحشرات «بديل» الطاقة الأحفورية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

من المعروف أن استخدام الأنواع التقليدية للطاقة «الأحفورية»، يؤدي إلى تلوث البيئة وإهدار مواردها، وفقًا لما أعلنه الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر عن ارتفاع كمية الانبعاثات من غاز ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن استهلاك المنتجات البترولية والغاز الطبيعي الطاقة التقليدية لتصل إلى 206.2 مليون طن عام 2015-2016، مقابل 201.3 مليون طن عام 2014-2015 بنسبة زيادة قدرها 2.4٪، ويعد ذلك مؤشرًا خطيرًا على استخدام مصادر الطاقة التقليدية.

وبدأ مؤخرا العلماء في البحث عن مصادر الطاقة المتجددة كبديل للطاقة الأحفورية ، وتنوعت البدائل ما بين الاعتماد على الشمس والرياح وغيرها من المصادر الطبيعية في توليد الطاقة.

ومن اللحظة الأولى يبدو لك أن الحديث عن أن الحشرات قد تكون بديلا للطاقة الأحفورية كنوع من أنواع المزاح!، ولكن طبقًا لبحث نُشر منذ أيام لعلماء بقسم علم الحشرات بكلية العلوم جامعة عين شمس في مجلة Insects العالمية ذات التصنيف العلمي، أثبتوا أن هناك مواد عضوية يتم استخراجها من الحشرات ليتم معالجتها بطرق علمية ليكون الناتج الإيثانول الحيوي والذي يستخدم كوقود حيوي نظيف وصديق للبيئة وذات عائد اقتصادي عالي جدا!.

كيف تكون الحشرات بديلًا؟

 يقول الدكتور محمود كمال، المدرس بقسم علم الحشرات جامعة عين شمس والباحث الرئيسي بالورقة العلمية: إن جسم الحشرات يغطيه من الخارج ما يسمي بمادة الكيتين والتي يتم استخراجها بطرق كيميائية معينة ثم معالجتها بمساعدة بعض الكائنات الحية الدقيقة لنحصل في النهاية على الإيثانول الحيوي، والذي يستخدم بدوره كوقود حيوي نظيف للبيئة.

ويؤكد دكتور محمود كمال، الباحث الرئيسي، أن هذه الورقة العلمية لم تكن لتخرج للنور لولا وجود أساتذة متميزين أشرفوا على هذه النقطة البحثية الفريدة من نوعها.

واستكمل قائلا إن "دور كلٍ من الأستاذة الدكتور أماني سليمان وكيل كلية العلوم جامعة عين شمس لشئون خدمة المجتمع و البيئة وأحد مؤلفين الورقة العلمية والأستاذة الدكتورة ماجدة حسن راضي الأستاذ بقسم علم الحشرات جامعة عين شمس كان له دور محوري ساعد علي تميز الفكرة البحثية وتميز نتائج البحث".

بحث مميز

يتابع: "لقد كان أيضًا هذا البحث نقطة مضيئة في ترابط العلوم والمدارس البحثية حيث كان دور الدكتورة نيڤين إبراهيم الأستاذ المساعد بقسم الميكروبيولوجي وأحد مؤلفي البحث دورًا متميزًا ساعد علي الخروج ببحث علمي وورقة علمية نشرت في مجلة عالمية ذات تصنيف عالمي متميز يساهم في رفع المكانة العلمية لجامعة عين شمس ورفع مكانة البحث العلمي بجمهورية مصر العربية حفظ الله مصر وعلمائها في كل زمان".

وأضح دكتور كمال إن هذه الطريقة هي عبارة عن خطوة واحدة فقط لاستخراج الكيتين من الحشرات ثم معالجته ببعض الكائنات الدقيقة لنحصل في النهاية علي الوقود الحيوي الايثانول الحيوي.

وبدوره، يضيف دكتور إسلام عدلي، المدرس بقسم علم الحشرات جامعة عين شمس وأحد مؤلفين الورقة العلمية ونقطة الاتصال مع المجلة العلمية، أن الطريقة التي توصلنا لها هي طريقة فريدة من نوعها وغير مكلفة وصديقة للبيئة مما يجعلنا نطرق آفاق المستقبل ونضع قواعد جديدة في العلوم التطبيقية التي ستضيف للمجتمع العلمي وللصناعة الحديثة الصديقة للبيئة.

اقرأ أيضا.. «سوسيس» بالصرصور وآيس كريم بالحشرات.. بدائل غذائية للحوم