بيع حذاء ملكة فرنسية بمزاد علني في باريس

حذاء حريري لماري أنطوانيت آخر ملكات فرنسا
حذاء حريري لماري أنطوانيت آخر ملكات فرنسا

نشر موقع «روسيا اليوم»، تقريرا عن حذاء حريري لـ«ماري أنطوانيت» آخر ملكات فرنسا، والتي أعدمت خلال الثورة الفرنسية، طرح في مزاد، الأحد 15 نوفمبر، بسعر يبدأ من 10 آلاف يورو، (11800 دولار).


وتجرى عملية البيع في قصر «فرساي» حيث حاصرت الحشود الغاضبة الملكة، والملك لويس الـ16 قبل أن يتم إعدامهما بالمقصلة عام 1793، ويحمل الحذاء اسمها على كعبه، مصنوع من جلد الماعز لونه أبيض.


وقال «جان بيير أوزينا» من دار المزادات التي تجري عملية البيع، إنه يعتقد أنها كانت ترتديه بانتظام خلال الحياة اليومية في القصر.


وتابع قائلًا: "هذا المزاد يأتي في وقت يواجه فيه الفرنسيون شكوكا حقيقية بشأن قيمهم، ويتشبث كثيرون منهم بتاريخ فرنسا" .


تُعتبر «ماري أنطوانيت»، من أبرز ملكات العالم وأكثرهنّ شهرة سواء بسبب سياستها المستبدّة المتسلّطة، أو بسبب عشقها للبذخ والترف والموضة، أو بسبب جملتها الشهيرة عندما نقلوا لها أنّ فقراء فرنسا يموتون جوعاً: "أطعموا الفقراء البريوش"، أو البسكويت في بعض الأخبار وهي مقولة لم تثبت نسبتها إليها تاريخيّاً .

وماري أنطوانيت هي آخر الملكات اللواتي حكمن فرنسا واللواتي عُرفن بالبذخ والترف والإسراف بينما الشعب يراقبهنّ بحسرة وغضب وغليان.

فجاءت الثورة الفرنسيّة لتقلب المعايير وتزيح طبقة النبلاء والأرستقراطيّين من دون رحمة أو شفقة بعد سنوات من الجوع والظلم والحرمان.

ونقلاً عن المؤرّخين، يظهر أنّه تمّ إعدام حوالى أربعين ألف شخص في فترة الرعب تلك التي قامت بعيد الثورة الفرنسيّة، وبينما قد يصدم هذا الرقم البعض إلاّ أنّ الثورات لا بدّ أن تقوم على الدماء فمنها تستقي قوّتها وجبروتها لتحلّ العدالة والحرّيّة والمساواة، أفلم يقل أحمد شوقي: "للحرّيّة الحمراء باب/ بكلّ يدٍ مضرّجة يدقّ".

 


السقوط واندلاع الثورة

و«ماري أنطوانيت» هي في الأصل ماريّا أنطونيا جوزيفا جوهانا من النمسا.

ولدت العام 1755 في النمسا وزُوِّجت إلى وليّ العهد الفرنسيّ وهي بعد في الرابعة عشرة من عمرها، في محاولة لإنهاء الحرب التي كانت قائمة آنذاك بين فرنسا والنمسا، وكان هذا الزواج كغيره من الزيجات الملكيّة إجراءً رائجاً ومتعارفاً عليه في عصر يتمّ فيه تزويج الأبناء الملكيّين فيما بينهم لعقد معاهدات سلام بين الدول والإمبراطوريّات.

 وبوفاة الملك لويس الخامس عشر العام 1774، جلس على العرش الفرنسيّ لويس السادس عشر زوج ماري أنطوانيت، لتصبح هي بذلك ملكة فرنسا وهي بعد في التاسعة عشرة من عمرها.

وبعد سنوات قليلة على العرش، بدأت تواجه الملك لويس السادس عشر مشاكل جمّة في الحكم، من أزمات اقتصاديّة واحتجاجات شعبيّة ومواجهات سياسيّة وزوال ثقة الناس به.

 وكان الملك، باعتراف المؤرّخين، ملكاً ضعيفاً غير مؤهّل للحكم، يؤثر القراءة والصيد والعزلة على التوغّل في دهاليز الحكم والقيام بشؤون بلاطه وشعبه بحنكة وتماسك، فراحت تدخّلات ماري أنطوانيت في الحكم تتزايد وتتضاعف بخاصّة مع تزايد موجات الغضب الشعبي.

 ومع تفاقم الأمور وازدياد الاحتقان في النفوس وتردّي الأوضاع الاقتصاديّة ساءت الأحوال وتأجّجت الأحداث وأقام الشعب الفرنسيّ حصاراً على العائلة الملكيّة مانعاً إيّاها من مغادرة باريس.

وقد أخذ الشعب الفرنسيّ على ملكته أكثر من مأخذ وعيّرها على إهمالها وغرورها فكانت هي بذلك السبب المباشر في الثورة التي حصلت فيما بعد.

 وقد اتُّهمت ماري أنطوانيت بالخيانة وبالتواصل مع العدو (وهو النمسا مسقط رأسها)، كما طُعنت بأخلاقها ومسارها وتربيتها لأولادها.

وقد تكون مسألة عقدها الألماسيّ الذي بلغت قيمته آنذاك 2،000،000 ليرة فرنسيّة أي ما يزيد على 14 مليون دولار في يومنا هذا، مسألة أساسيّة في انقلاب الشعب ضدّها على الرغم من براءتها من المسألة برمّتها.

ومع ازدياد الاضطرابات يوماً بعد يوم اندلعت الثورة الفرنسيّة صيف العام 1789، ثورة تُعتبر محرّكاً تاريخيًّا بارزاً وأحد أكثر الأحداث التاريخيّة تأثيراً في التطوّر السياسيّ والاقتصاديّ والاجتماعيّ البشري.

 فقد تمثّلت شعوب كثيرة بمبادئ هذه الثورة وبمسارها ولعقود طويلة كما ما زالت هذه الثورة حتّى يومنا هذا مضرب مثل بين الشعوب التي تناضل لنيل حرّيتها وحقوقها وعدالتها الاجتماعيّة والاقتصاديّة.