«إيزيس الشرق».. كامل العدد

إيزيس الشرق
إيزيس الشرق

منى عبدالكريم

لم تكن تلك هى المرة الأولى التى تختار فيها المخرجة ومصممة الرقصات كريمة بدير شخصية نسائية مستمدة من التراث المصرى لتكون هى الموضوع الرئيسى لأحد عروضها المسرحية الراقصة، فقد سبق لها أن قدمت «دعاء الكروان»، و«ناعسة»، و«بهية» و«ريا وسكينة» وأخيرا «إيزيس» .. ذلك العرض الذى قدمته فرقة فرسان الشرق فى خمس ليالى عرض بمسرح الجمهورية وأوبرا الإسكندرية.


ولعل أكثر ما لفت انتباهى خلال حضورى هذا العرض بمسرح الجمهورية هو تدفق الجماهير لمشاهدة العرض، حيث امتلأ المسرح بالجمهور، مع اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية، التى لا تسمح سوى بحضور خمسين بالمائة، وقد أبهجنى جدا الحقيقة أن يصبح لعروض المسرح المصرى المعاصر جمهور كبير.
ويأتى تميز العروض التى تقدمها فرقة  فرسان الشرق بأن موضوعاتها مأخوذة من التراث المصرى سواء المصرى القديم أو التراث الشعبى، حيث تأسست الفرقة  بوزارة الثقافة عام 2009 بهدف استلهام التراث المصرى والعربى وإعادة صياغته فنيا من خلال تصميمات وتابلوهات حركية مبتكرة تحمل صبغة درامية شعبية وتاريخية، ذلك قبل أن تنضم الفرقة إلى منظومة فرق دار الأوبرا المصرية، حيث ظهرت أول أعمالها عام2010  باسم «الشارع الأعظم» بعدها توالت عروضها التى لاقت استحسان وإعجاب الجمهور.


وقد قدم عرض «إيزيس» معالجة فنية جديدة لقصة إيزيس وأوزويس المستمدة من التراث المصرى القديم، متناولا لقاء جب إله الأرض ونوت إلهة السماء، وميلاد إيزيس وأوزويس وست ونفتيس والصراع بين أوزوريس وأخيه ست، وتبرز القصة إخلاص إيزيس لأوزويس ومحاولتها جمع أشلائه بعد قتله على يد أخيه.


وحول اختيار شخصية إيزيس تقول كريمة بدير: من المعروف اهتمامى بقضايا المرأة، ولذا فأنا غالبا ما أختار شخصيات نسائية ملهمة من التراث المصرى، لتقديمها بصياغة جديدة، معتمدة بالأساس على الرقص وحركات الجسد كلغة أساسية، حيث أروى من خلال الحركات كل ما أريد قوله. وإيزيس بالنسبة لى أيقونة فهى رمز مهم من رموز الحضارة المصرية القديمة، كما أن قصتها ملهمة، فهى رمز للوفاء والإخلاص والقوة والحب وهى إلهة الخصوبة والخير والجمال، وقد حاولت تحقيق قصتها بتداعياتها من خلال رحلتها الكونية عبر الزمان والمكان لجمع أشلاء أوزريس، ودمجت هذه الرحلة بالتراث بمختلف تجلياته، حيث يتضمن العرض تيمات من الطقوس والعادات المصرية ومنها العديد أو النواح، والتحطيب، والثأر، والنداهة، وكذلك السبوع والفرح النوبى، وقد حاولت دمج كل تلك المشاهد وتقديمها بطريقة معاصرة.


وهنا يكمن دور الرقص المعاصر فى إعادة صياغة التراث، فحين يعرف الناس أن العرض اسمه إيزيس فإن أول ما يخطر بالبال أنه مستمد بالكامل من التراث المصرى القديم، لكن بالنسبة لى هو مجرد نقطة انطلاق لمختلف أوجه التراث المصرى، لأن المشهد التالى يأخذنا للصعيد حيث التحطيب.


تضيف بدير: فى طقس أشبه بالزار بصورة معاصرة، ينتهى العرض بعد صحوة أوزريس، واجتماع إيزيس به، حيث  حملت بحورس واختفت كى تلد بعيدا، وينتهى العرض فى انتظار مولد حورس الذى سيأتى ليخلص الناس من شر ست، حيث أردت أن أقول أن هناك أملا لانتصار الخير. وقد وصل كل ما أردت قوله للجمهور وهو ما أسعدنى جدا .
ويصاحب هذا العرض مجموعة من أشعار محمد زناتى كتبت خصيصا للعرض، وقامت بالأداء الصوتى لإيزيس الفنانة فاطمة محمد على، يقوم بالأداء كل من ياسمين سمير، ونادر جمال، ومحمد هلال، وعبد الرحمن دسوقى، وحبيبه إبراهيم، ودنيا محمد، وباسم مجدى، وفاطمه الشبراوى، وحسين رشاد. تصميم إضاءة: رضا إبراهيم والعرض ديكور وملابس أنيس إسماعيل، ومكيساج المزيكا والإعداد محمد مصطفى.