«الرادار الجديد».. هل يوقف «نزيف الأسفلت» على الطرق؟

الردار الجديد
الردار الجديد

تستيقظ مصر كل يوم على حادث بشع يهز الرأي العام بسبب السرعة الجنونية للسيارات، ما دفع الدولة لإيجاد حلول لهذه المشكلة.

ببساطة الردار الجديد منظومة حديثة نشرتها أجهزة المرور على الطرق للحد من حوادث السير المتكررة بشكل يومي في كافة أنحاء الجمهورية، بعد تطوير شبكة الطرق وعمل شبكة طرق عالمية.

وكان لابد من رقابة شبكة الطرق هذه بشكل مستمر ورصد المخالفين ومعاقبتهم بشكل سريع للحد من مخلفتهم والمحافظة على أرواحهم في المقام الأول، فالردار الجديد يمكن أن يلتقط صور واضحة لشتى أنواع المخالفات التي يمكن للسائق ارتكابها من سرعة زائدة، أو استخدام الهاتف المحمول أثناء القيادة.

عدد من خبراء المرور تحدث لـ«بوابة أخبار اليوم» عن منظومة الردار الجديد وما إذا كان له دور فعال في الحد من حواث السير، وإمكانية في رصد المخالفين.

مواجهة السرعات الجنونية 

اللواء أحمد هشام الخبير المروري، بدأ حديثه عن الردارات الجديدة بالتأكيد على أن الهدف الأساسي للمنظومة هو سرعة التحكم في الشارع وتحقيق الانضباط المروري على الطرق، ورصد المخالفين للحد من الحوادث؛ حيث جرى تركيب الردارات الجديدة على الطرق السريعة والصحراوية، للعمل على رصد مخالفات السرعات الجنونية أعلى هذه الطرق.

ولعل أبرز  الطرق التي تم نشر المنظومة الجديدة عليها، هي: «طريق السويس الصحراوى والإسماعيلية والدائرى و محور المشير وطرق أسيوط الغربي وطريق بلبيس الصحراوى وداخل القاهرة محور «NA» ومحور التسعين والمشير والطريق الدائري ومحور 26 يوليو ومحور المنيب والطريق الدائري حول القاهرة الكبرى».

والرادارت الجديدة، كما ذكر شام، تلعب دورا كبيرا في إلزام سائقى السيارات بالسرعات المقررة عليها، وعدم القيادة بسرعه جنونية والإلتزام بقواعد وآداب العامة للمرور، وربط حزام الأمان و القيادة بشكل آمن و منع التوقف على جوانب الطريق منعا للزحام المتكرر على الطرق وكذلك عدم تناول المشروبات والمأكولات أثناء القياده، وذلك حرصا على سلامتهم لمنع وقوع الحوادث المرورية.

يعمل الرادار الواحد على تصوير 8 حارات مرورية بالطريق، ويشمل الرادار كاميرات تعمل على التقاط المخالفة على مسافة 13 كيلومتر، وإرسالها الى غرف العمليات ثم إلى نيابة المرور، ليتم وضع المخالفة ليتم إلزام السائقين بالسرعات المحددة، على الطرق لمنع انقلاب السيارات أو الاصطدام بأى مشاة أثناء عبور الطريق.

وتابع هشام: «لا شك أن الردارات الجديده تلعب دورا كبيرا في الحد من الحوادث، وذلك بعد يقين السائق أنه عند ارتكاب المخالفة سوف تسجل عليه سريعا، خاصة أن هناك تشديدا في تسجيل المخالفات، ولا مجال للفرار منها، وهو ما يساعد بشكل كبير على الإقلال من الحوادث، التي يكون سببها السرعة الزائدة، وعدم الالتزام بالحارة المرورية».

شبكة طرق عالمية 

لم تكن هذه المنظومة المرورية تتحقق دون شبكة طرق حديثة تساعد بشكل كبير على التقليل بالحوادث المرورية والدليل على هذا أن إحصائية الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء تشير إلى أن السبب الرئيسي للحوادث كان العنصر البشري، حيث بلغت نسبته 76.8٪، يليه عيوب في المركبة «الحالة الفنية للسيارة» بنسبة 15.7 ٪، وأقلهم العنصر البيئي «حالة الطريق» بنسبة 2.7٪ من إجمالي أسباب الحوادث عام 2018.

كما انخفض عدد المتوفين من الحوادث إلى 3087 متوفيا عام 2018 مقابل 3747 متوفيا عام 2017 بنسبة انخفـــاض قدرها 17.6٪ كما انخفض عدد المصابين إلى 11803 مصابين عـــام 2018 مقابل 13998 مصابا عام 2017 بنسبة انخفاض قدرها 15.7 ٪.

وانخفض معـدل قسوة الحــوادث على مستوى المحافظات والطرق السريعة «متوفي لكل 100 مصاب» إلى 26.2 متوفي عام 2018 بينما كان 26.8 متوفي عام 2017 بينما ارتفع معدل الخطـورة إلى 1.8 متوفى أو مصابا / حادثة عام 2018 مقابل 1.6 عام 2017.

وأشار الجهاز إلى انخفاض معدل الحوادث «حادثة لكل يوم» إلى 23.2 حادثة عـام 2018 مقابل 30.4 حـادثة عـام 2017، بينما بلغ معدل الحوادث منسوبا لأطوال الطـرق على مستوى المحافظات والطرق السريعة 4.7 حادثة / 100 كم عام 2018 مقابل 6.3 حادثة /100 كم عام 2017.

هنا يقول الدكتور حسن مهدي، أستاذ الطرق والنقل بجامعة عين شمس، إن الالتزام لا يأتي من داخل الإنسان ولكن  بتطبيق القانون، فهناك نسبة كبيرة من الناس عند رفع القانون يقومون بمخالفته، وبالتالي تتجه الحكومة حاليا إلى الدفع بالردارات الثابتة والمتحركة داخل وخارج المدن، وإدخال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في ادارة منظومة النقل، والتي يمكن أن تطبق بشكل عام للحد من حوادث الطرق.

والنظام الرقمي كما أوضح «المهدي» سيساعد في مراقبة الطرق على كل المحاور والطرق خلال 24 ساعة، عن طريق «الردار الجديدة»، و أن هذا سيحدث تأثير كبيرا في خفض معدلات الحوادث على جميع المحاور ويؤدي الى انضباط حركة المرور في الشارع المصرى.

واختتم حديثه بالتأكيد على أن الردارات الحديثة ستقضي على المخالفات والسرعات الزائدة، بالإضافة للملصق الإلكتروني على المركبات.

أقرأ أيضا: إجراءات التقاضي عن بُعد.. بين توفير الوقت والجهد و«شبهة البطلان»

أقرأ أيضا: «ميري»: الإعلام المصري يؤدي دورا بالغ الأهمية.. وأجهض دعوات الهدم