أخر الأخبار

مفتي الجمهورية: تجديد الخطاب الديني مسؤولية الجميع ولا نحتكره

 فضيلة الدكتور شوقي علام -مفتي الجمهورية
فضيلة الدكتور شوقي علام -مفتي الجمهورية

تحدث فضيلة الدكتور شوقي علام -مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، عن بعض الأمور بشأن التعامل مع التراث، أوجزها في طريقة التعامل مع تراث من المفاهيم المختلفة على مر العصور.

وأكد علام، أن هذا الفهم الذي تعامل من خلاله العقل المسلم وإنزاله إلى أرض الواقع على مر العصور لا يحمل تقديسًا ويمكن إعادة النظر فيه مرة بعد أخرى ويمكن المناقشة من خلاله.

وأشار فضيلة مفتي الجمهورية خلال لقائه في برنامج "نظرة" ،مع الإعلامي حمدي رزق، في رده على سؤال بشأن محاولة البعض تقديس التراث ورفض مراجعته، إلى أن من يقول هذا الكلام لا يدرك حقيقة التراث ومعاملة العلماء له على مر العصور، فهناك نقاشات وثورة علمية في كل ما ورد في التراث.

وأوضح فضيلته أن عبد الرحمن بن القاسم اختلف مع الإمام مالك في مسائل كثيرة جدًّا، مؤكدًا أن التراث الذي بين أيدينا وُضع تحت مظلة التهذيب والاختصار والشرح والتعليق، وأننا أمام حركة علمية كبيرة جدًّا على مر التاريخ تعاملت مع هذا الفهم والنص الشرعي، وما أنتجه العقل المسلم على مدى التاريخ في علوم الفقه والعقيدة.

وأشار فضيلة المفتي إلى أننا في دائرة فهمنا للأحكام المتعلقة بالعقيدة يوجد نقاش وأخذ ورد بين العلماء المعتبرين ما دامت دائرة الاختصاص ما زالت موجودة، ومن ثم لا حرج على النقاش العلمي المستمر، مشددًا على ضرورة التعامل مع التراث الذي ورثناه بذكاء؛ لأننا نفخر بنتاج العقل المسلم في كل المراحل التاريخية، لكن هناك من القضايا والمسائل ما يمكن أن لا تقرها في ظرفك الحالي والعصر الذي نعيش فيه.

وأضاف أنه ينبغي أن يبقى هذا النتاج حبيس هذا التاريخ، وينبغي أن لا ينسحب على زمننا لأنه كان نتاجًا لظروف زمنية محددة بسياقات تاريخية معينة، وأسباب كانت موجوده في هذا الزمان بني عليها هذا الحكم وأسبابه وشروطه لم تعد موجودة الآن.

وأردف فضيلة المفتي أنه علينا أن نفهم من خلال هذا النتاج العلمي والاستنباط كيف استنبط الأئمة والعلماء وما هي المنهجية التي اتبعوها وكيف تعاملوا مع الواقع؟ ومن ثم تقودنا هذه الكيفيات إلى الأداة وإلى حل صحيح في زمننا الحاضر ومعالجة مشكلات المجتمع معالجة دقيقة وحكيمة.

وفي ذات السياق، قال مفتي الجمهورية: إن تجديد الخطاب مسؤولية الجميع، والمؤسسات الدينية لا تحتكره ولا تتفرد بأمر التجديد، فالتعليم يتحمل جانبًا والإعلام يتحمل جانبًا… وهكذا؛ لأننا نريد تعليمًا يؤدي إلى عقل رشيد يتعامل مع قضايا المجتمع تعاملًا حكيمًا كلٌّ في اختصاصه.

اقرا ايضا : مفتي الجمهورية: «التجديد» قضية حياتية ضرورية.. ونريد فهما رشيدا للدين