80 نوعًا من الحيوانات البرية و66 من النباتات النادرة تُعالج الأمراض المستعصية

«البيئة» آخر من يعلم.. محمية «وادى الأسيوطى» تطلب الحماية وتصرخ من العطش

محمية وادى الأسيوطى
محمية وادى الأسيوطى

كنز من كنوز الطبيعة وأحد عجائب الدنيا الحديثة وهبها الله لأرض مصر الطيبة، تتناغم فيها الجبال والنباتات والألوان والحيوانات البرية والكثبان الرملية، تبلغ مساحتها 8 آلاف فدان تحوى أكثر من 80 نوعًا من الحيوانات البرية النادرة المهددة بالانقراض.

نباتاتها صيدلية طبيعية لعلاج الأمراض الفتاكة، بها سلالات نادرة من النحل الفرعونى.. بحق إنها قطعة من الجنة المصرية، إنها  محمية «وادى الأسيوطى» بمحافظة أسيوط.

اقرا أيضا|«ثقافة المنيا» تناقش التسامح في المجتمع المصري

«بوابة أخبار اليوم » تزور المحمية التى لا تحظى بالترويج السياحى اللازم كواحدة من أهم المعالم السياحية الدولية، وتعانى الإهمال والعطش وتعديات الأهالى على أراضيها.

أول المشاهد التى رصدتها كاميرا «بوابة أخبار اليوم» لفظ الجلالة «الله»، عز وجل، وقد كتبها النحل الفرعونى بشمع العسل فى الخلايا الطينية والخشبية لسلالة هى الأندر على مستوى العالم.

مدير المحمية، الدكتور إبراهيم نفادى، استقبلنا على أبواب المحمية الواقعة فى صحراء مصر الشرقية، كاشفاً عن أهم معالم المحمية وهو وادى «أيمو» وبه أغلب الأحياء البحرية ورحلات السفارى والزلاجات الخشبية على الكثبان الرملية والاستمتاع بالهواء النقى وكهوف الذئاب والجبل الرملى والنباتات البحرية النادرة التى يزيد عددها على 66 نوعاً، جميعها لها فوائد طيبة عظيمة يعمل على دراستها وإعادة اكتشافها طلاب كليات الصيدلة والعلوم.

يشير د.نفادى إلى أن أهم هذه النباتات يسمى زيلاسيملوزا أو أم الحمص، وهذه النبتة أجريت عليها العديد من التجارب والأبحاث فوجدوا أنه بغليه جيداً وشربه فهو يفتت حصوات الكلى.

وهى مجربة ولها أبحاث منشورة بنتائجائها، وهناك نبات آخر وهو نبات المارخ وهو أيضاً من النباتات البرية التى أجريت عليه العديد من الأبحاث والمادة الفعالة بها تعالج البرد والسعال والربو.

وهناك نبات آخر اسمه الكارتوبروسالا سبيلوثيا وهو ما يطلق عليه نبات العشار وتخرج منه مادة لبنية تعالج الجروح، وعلاج حب الشباب والالتهابات الجلدية، كما يستخدم في علاج شلل الأطراف ولسع العقرب وأشياء أخري كثيرة والديدان، كما أن جذوره تستحدم في علاج داء الفلاريا. 

يضيف مدير محمية وادى الأسيوطى: نحن نتمنى إقامة مشروع نباتات طبية متكامل، بدءًا من معامل الأبحاث حتي المصنع الذي يصنع الدواء، ولابد أولاً من  الإكثار من هذه النباتات والمحافظة عليها من الاندثار، وهذا يستلزم تمويلاً مالياً كبيراً، وإمكانيات مالية ضخمة وهذا غير  متاح حالياً في المحمية!

أكد د. نفادى وجود  سلالة نادرة جدًا من سلالة النحل المصري وهي موجودة منذ أيام الفراعنة وهذه السلالة من أقوى السلالات، حيث إنه تبين بالدراسة أن النحل الفرعوني هو أصل النحل الموجود في العالم حتي إن التليفزيون الألماني أتي ليصور هذه السلالة، ونحن نهتم بهذه السلالة، فقمنا بإكثار 20 خلية ووصلنا لـ 200، ونحن نطمح في المزيد بإذن الله، وهدفنا أن نكثر من السلالة ونحن نقوم بعمل نوعين من الخلايا الطينية والخشبية، وللعسل منتجات عديدة منها العسل والنحل وحبوب اللقاح والشمع وسم النحل وكل منتجات النحل مفيدة جدًا.

وقد قمنا بزراعة 1000 شجرة سدر حتي يتغذي عليها النحل كمرعي طبيعي، ونحن نتمني أن نقوم بعمل إكثار لهذه السلالة وتوزيعها علي الناس. 

وحول كيفية توافر المياه بهذه المحمية يقول د. نفادى: بالنسبة للأشجار المعمرة تحصل علي الماء بخاصية الاستشعار الذاتي، أما النباتات الحولية فتتم سقايتها بالماء خاصة أننا في أسيوط بيئة جافة لا ينزل إليها المطر إلا نادرًا، فنحن لدينا بئر جوفية عن طريق استخراج المياه منها يتم ري النباتات، وللأسف البئر حالياً معطلة وتقدمت بطلب إلى وزارة البيئة حتى نقوم بعمل بئر جديدة، وبالفعل قمنا بعمل دراسة، وحالياً نقوم بالري عن طريق أخذ ما يكفي بواسطة سيارة الري التي تأتي إلينا ووضعها في تنكات نستخدمها للري.

وبسؤاله عن الحيوانات التى تعيش بالمحمية أكد د. نفادى أن المحمية بها تنوع بيولوجي وتنوع حيواني وزواحف، كما يوجد 6 أنواع من الثدييات وعلي رأسها الغزال المصري، وهو نوع مهم جدًا ومهدد بخطر الانقراض، كما أن لدينا الثعلب الأحمر والضبع، ولدينا أيضاً نوع نادر من الذئاب والأرانب البرية ونوع من النمس وأنواع من القوارض، ولدينا 15 نوعاً من الزواحف منها الثعابين والسحالي وأبراص وحرادين، وهناك باحثون يقومون برصد الكائنات 3 أيام بالأسبوع، وقد قمنا للآن برصد 357 نوعاً.

ومن الزواحف الخطرة توجد الحية المقرنة أو الطريشة وهو اسمها الدارك، كما وجدنا الكبري، ولكن علي أطراف المحمية بالقرب من النيل، ولكن في عمق المحمية وجدنا الطريشة، وهما الاثنان سامان جدًا. 

وحول الغزلان يقول نفادى: رصد 13 غزالاً وقد شاهدتها بنفسي ثم أصبحت خمسة ثم اختفت، وأُغلب الظن أنها ذهبت إلى الوادي، حيث الهدوء، والغذاء، ونحن نقوم بجذب بعض الحيوانات بأن نضع أحواضًا من الماء. 

وأكد مدير المحمية أن المحمية هى الوحيدة المسجلة علة مستوى الصحراء المصرية والشرقية، تحتوي على كائنات مهددة بالانقراض، فقمت بتقديم اقتراح بعمل حديقة حيوان مفتوحة على مساحة 100 فدان وسوف نقوم بتربية الكائنات الموجودة في المحمية، فمثلا كان موجوداً الكبش الأروي واختفى، وكان آخر رصد له في جبل علبة، وكذلك الماعز الجبلي والأيائل، كذلك الغزلان مهددة بخطر الانقراض والحل تحويلها لحديقة حيوان مفتوحة. 

  وقال مدير المحمية: لا توجد رعاية بيطرية، ولكن إذا كانت هناك حالة تحتاج لعلاج نقوم باستدعاء الطبيب البيطري، والخطر الذي نواجهه أن هناك تعدياً علة أراضى المحمية من الأهالي، وبرغم عمل محاضر فإنهم يغتصبون الأرض ويزرعونها. 

ولفت إلى أن الحيوان الوحيد الذي اخترق المحمية هو نوع من الذئاب اسمه ابن أوا وهو غير مفترس للإنسان، والضبع الموجود، وعدده قليل لا ينزل إلى الوادي.