القليوبية «سداح مداح».. لا رقابة في مواجهة الموجة الثانية لكورونا| صور

صور لعدم الالتزام بالإجراءات الاحترازية بمواجهة فيروس كورونا في القليوبية
صور لعدم الالتزام بالإجراءات الاحترازية بمواجهة فيروس كورونا في القليوبية

من شاء فليلتزم بالإجراءات الاحترازية بمواجهة فيروس كورونا في محافظة القليوبية، ومن لم يشأ فلن يجد رقيبًا عليه، فالمحافظ في وادٍ والمواطنين في وادٍ آخر، وكأنه يعيش في برج عالٍ بعيدا عن أرض الواقع.

 

منذ أيام قلائل، أعلن محافظ القليوبية اللواء عبد الحميد الهجان، عن خطة عاجلة لمواجهة الموجة الثانية من فيروس كورونا، ورفعت المحافظة درجة الاستعداد القصوى استعدادا لما ستسفر عنه الأيام المقبلة.

 

وخلال اجتماع عقده المحافظ مع الأجهزة التنفيذية كافة، وجه بتكثيف حملات التطهير والتعقيم والتوعية، وأمر مديري الإدارات الصحية بالمرور اليومي على المستشفيات لتقديم الخدمات الطبية والرعاية الصحية للمرضي ومنع تجمعات المواطنين داخل المستشفيات، مناشدا المواطنين باتباع الإرشادات الوقائية والصحية لمواجهة فيروس كورونا والحد من انتشاره.

 

اقرأ أيضا.. الحكومة: مصر ستحصل 20 مليون جرعة من علاج كورونا

 

«بوابة أخبار اليوم» جابت محافظة القليوبية من أدناها إلى أقصاها، وحطت قدمانا مراكز بنها وطوخ وشبرا الخيمة، فوجدنا واقعا مغايرا، فشتان ما بين التصريحات التي أطلقها محافظ القليوبية منذ عدة أيام بخصوص الاستعدادت للموجة الثانية من فيروس كورونا، والواقع على الأرض، ما قدر يهدر المجهود الجبار الذي تبذله الحكومة برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي لمواجهة الموجة الثانية من فيروس كورونا في الجمهورية، فخلال الفترة الماضية نجحت مصر في التصدي للموجة الأولى وأشادت منظمات دولية بما قامت به مصر، حتى أن الاقتصاد المصري صمد في وجه هذه الموجة العاتية وتبوأ مكانة بات يعرف قدرها القاصي والداني.

 

الكمامات «منسية» في المراكز المحلية

دخلنا مركز مدينة بنها –الذي يبعد عن مكتب محافظ القليوبية أمتارا قليلة- فوجدنا مواطنين يدخلون دون ارتداء الكمامات، فعندما تطأ قدماك هذا المركز لن يسألك أحد عن الكمامة، وهذا ليس مستغربا فالموظفون أغلبهم غير ملتزمين وبخاصة الأمن الإدراي، بحسب ما رصدت عدسة «بوابة أخبار اليوم».

عند صعودنا للمبنى، وجدنا موظفي الاستقبال غير ملتزمين بارتداء الكمامات، وكذلك الموظفون داخل مكاتبهم، أما المواطنون فمتجمعون أمام المكاتب أملا في إنهاء مصالحهم غير مبالين بالإجراءات الاحترازية شأنهم كشأن موظفي المجلس.

بعد أن فرغنا من جولتنا في بنها، توجهنا إلى مجلس مدينة طوخ، فرصدنا مواطنين ملتزمين وآخرين ليسوا كذلك، فالأمن الإداري حتما سيسألك عن الكمامة لكن في حال عدم ارتداءك فلن يعترض سبيلك ويسمح لك بالدخول، فتطبيق الإجراءات الاحترازية يكاد يكون منعدمًا.

 

مفارقة في شبرا

أما مركز مدينة شبرا الخيمة، فرأينا التزاما شبه تام من العاملين فضلا عن عدم السماح لغير المرتدين للكمامة بدخول المبنى، بالإضافة إلى وجود بوابة تعقيم تعمل باستمرار، وكذلك مبنى حي غرب شبرا، فغير مسموح بدخول من كان له شكوى أو استفسار فكان الجواب: «رئيس الحي الجديد مشدد، واللي عنده شكوى يذهب للمركز التكنولوجي».

 وبالفعل ذهبنا للمركز التكنولوجي، فالتقطنا صورا تكشف مفارقة وهي عدم الالتزام بارتداء الكمامات والإجراءات الاحترازية سواء من المواطنين أو العمال.

 

 

عامل: القفازات والكمامات ظهرت أثناء مرور المحافظ

دخلنا إلى دورات المياه في عدة مراكز محلية ومصالح حكومية في القليوبية، فوجدنا حمامات غير نظيفة، فلا التزام بالإجراءات الاحترازية، كما أنه لا مواد للتعقيم فضلا عن شح صابون غسيل اليدين.

 

«بوابة أخبار اليوم»، رصدت قيام أحد العمال بالمراكز المحلية بالقليوبية أثناء قيامه بتنظيف دورات المياه، فوجدنا العامل بلا قفازات أو قناع واقٍ، فسألناه فرد قائلا: «ما بيسلموناش أي شيء يحافظ على سلامتنا من فيروس كورونا، اللي حصل هو تسليم العمال خارج مركز المدينة قفازات أثناء مرور المحافظ في أول يوم من انتخابات مجلس النواب لكن إحنا جوا المركز ما استلمناش أي شيء».

 

عمال النظافة في مهب الريح.. و«الكمامات على حسابهم»

بـ«المقشة والمقطف» يقوم هذا العامل المسن بتنظيف الشوارع، لكن بدون ارتداء كمامة أو قفازات فقد أصبح في مهب الريح وعرضة للإصابة بفيروس كورونا.

يقول أحد عمال النظافة بمنطقة طوخ لـ«بوابة أخبار اليوم»: «لم أستلم الملابس البرتقالية منذ عام تقريبا، عندي طقمين من الملابس البرتقالية منهم طقم اتقطع ومعنديش غير طقم واحد ومعييش فلوس أفصل طقم على حسابي.. وبالنسبة للقفازات والكمامات ما سلموناش غير مرة واحدة من شهور طويلة وقدموا ورمتهم».

 

عامل نظافة: إحنا ملناش لازمة عشان كده مش مهتمين بينا

فيما قال عامل آخر بالمركز المحلي في شبرا: «ما سلموناش لا كمامة ولا جوانتي.. إحنا كنا بنشتري الحاجات دي على حسابنا أثناء ذروة كورونا.. إحنا تقريبا ملناش لازمة عشان كده مش مهتمين بينا».

وفي مدينة بنها تواجه عمال النظافة نفس المشكلة المتعلقة بعدم تسليمهم الأدوات والملابس اللازمة لمواجهة فيروس كورونا، حكى عامل نظافة عما يحدث قائلا: «الجوانتي والقفاز مش موجودين لأنهم جايين بكمية محددة وغير كافية أوقات كانوا بيسلمونا بس مش بيستمر ده معانا لأنهم بيتقطعوا بعد مرور أيام .. إنت شايف إحنا بنشقى إزاي فالمفترض في تقدير لأننا الجيش البرتقالي وإحنا قولنا للمديرين وردوا علينا بإن الكمية جت قليلة».

 

مراكز الدروس الخصوصية «عيني عينك».. والرقابة منعدمة

في عدة مدن بمحافظة القليوبية، تجد مراكز الدروس الخصوصية تعمل في وضح النهار بشوارع رئيسية ظاهرة للقاصي والداني، فتجد الطلاب يتدفقون على المراكز التي لا تزال تعمل حتى الآن دون أي رقيب أو حسيب.

 

تحدثنا مع إحدى طالبات المرحلة الثانوية فاسترسلت: «الصورة زي ما إنت شايف مليانة ناس.. أنا عارفة إن في كورونا بس أنا وزمايلي مش ملتزمين بالكمامة وكمان مدرس المادة، لكن أنا لو ما جتش الدورس هسقط».

 

براعم المستقبل «بدون كمامات»

التقطنا صورا للطلاب في إحدى مدارس محافظة القليوبية، والطلاب بلا كمامات، وعندما سألنا أحدهم عن السبب رد قائلا: «مبيسلموناش كمامات.. كمان والدي طلبت منه يشتري كمامة قالي إما تاخد مصوفك أو تاخد فلوس الكمامة».

 

لا إجراءات احترازية بالمطاعم والكافيهات

عندما تطأ قدماك الكثير من المطاعم والكافيهات في محافظة القليوبية بمناطق بنها وطوخ وشبرا، ستجد واقعا مريرا عنوانه: «لا التزام بالإجراءات الاحترازية».

فمسموح دخولك أي مطعم أو كافيه بدون ارتداء الكمامة، فيبدو أنها أصبحت في طي النسيان، ولم لا والقائمون على تلك الأماكن غير ملتزمين بالإجراءات المتعلقة لمواجهة فيروس كورونا.

الأطباق والملاعق والمشروبات ليست من الفويل أو البلاستيك، كما أنه لا توجد مسافات آمنة بين المقاعد، ولا توجد مواد تعقم أيادي مرتادي تلك المحال حتى أن الصابون اللازم لغسيل الأيدي يكاد أن يكون عملة نادرة في هذه الأماكن.

وأوضح أحد العاملين بكافيه: «إحنا نلتزم ليه ونتكلف ونجيب كوبيات من الفويل أو البلاستيك وغيرنا مش بيعمل كده.. مفيش حد بيدقق معانا ولا بيمر علينا».

وأشار أحد المواطنين إلى أنه يأتي لتناول الطعام بمطعم شهير في مدينة شبرا وهو يعلم أنه لا وجود لإجراءات الاحترازية، مضيفا: «الناس كلها بقت مش مهتمة.. يا عم سيبها على الله».

 

 

الأطقم الطبية ملتزمة بالكمامات.. و«المرضى كله على كيفه»

تجولنا في مستشفيات التأمين الصحي في شبرا، والمستشفى الجامعي ببنها، فوجدنا التزامًا بدرجة كبيرة من الأطقم الطبية كافة بارتداء الكمامات والجوانتيات وكذلك موظفي الأمن، لكن الكارثة هي أننا رصدنا بالصور عمال نظافة بلا أي إجراءات احترازية، كما أنه مسموح بدخول المرضى بدون ارتداء الكمامة، وباتت التجمعات باتت تؤرق الكثير من المواطنين الذي قد يصطفون في طوابير أمام عيادات المستشفيات، ما يدق ناقوس خطر ويتطلب رقابة وعقوبات رادعة.

اقرأ أيضا.. الصحة: ٦٠% من مستشفيات الصدر والحميات تم إمدادها بأجهزة تنفس صناعي

 

سيارات الأجرة «مفيش حد بيسأل عن الكمامة».. وأكمنة المرور «صامتة»

تجولنا لثلاث ساعات داخل عدة سيارات أجرة من بنها لطوخ ومن طوخ إلى شبرا، فرصدنا غياب ثقافة ارتداء الكمامات، ورغم أننا مررنا بعدة أكمنة مرورية إلا أنه عند استيقاف السائق في أحد الأكمنة طلب الشرطي الرخصة، لكنه لم يحرك ساكنا عندما رأى السيارة بأكملها لا ترتدي الكمامة عدا فردين  فقط، فهو مثلهم كان غير مرتدي الكمامة الواقية.

 

«الأسواق» خطر يحدق بمراكز المدن.. وبنها خالية

مدينة بنها أصبحت خالية من الأسواق، لكن مدينتي طوخ وشبرا الخيمة، أصبحتا تعجان بآلاف المواطنين الذين يقضون حوائجهم في الأسواق الشعبية غير مرتدين الكمامات ولا التزام بالإجراءات الاحترازية والتباعد الاجتماعي، حتى أصبح سوق طوخ يصل إلى مكتب رئيس المدينة على مرأى من الجميع.

 

ويبقى السؤال: هل ينتظر محافظ القليوبية كارثة تحل بمواطنيها كي يتحرك وينزل إلى أرض الشارع؟!!