«الدين بيقول إيه» | هل تجوز الصلاة في قطار يستغرق 24 ساعة؟

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

جاء استفسار إلى صفحة الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي لفضيلة مفتي الجمهورية، نصه: «ما حكم الصلاة في القطار المتحرك، مع العلم أنه أحيانًا كثيرةً تستغرق الرحلة مدة 24 ساعة متواصلة ؟».

وأجاب الدكتور «عاشور» أن الفقهاء اتفقوا على أن استقبال القبلة واستمرار ذلك أثناء الصلاة من التكبير حتى التسليم شرط من شروط صحَّتها خاصة إذا كانت فرضًا.

وذكر أنه يمكن قياس مشروعية الصلاة في القطار على مشروعيتها في السفينة؛ لأن النزول منهما في أوقات الصلاة متعذر.

واستدل على ذلك بما ورد في الأدلة الشرعيَّة بجواز الصلاة على متن السفينة، فعَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: كَيْفَ أُصَلِّي فِي السَّفِينَةِ؟ قَالَ : «صَلِّ فِيهَا قَائِمًا، إِلا أَنْ تَخَافَ الْغَرَقَ».

وسئل أنس بن مالك رضي الله عنه عن الصلاة في السفينة ، فقال عبد الله بن أبي عتبة مولى أنس وهو معنا جالس: «سافرت مع أبي سعيد الخدري وأبي الدرداء وجابر بن عبد الله رضي الله عنهم جميعًا، فَكَانَ إِمَامُنَا يُصَلِّي بِنَا فِي السَّفِينَةِ قَائِمًا، وَنَحْنُ نُصَلِّي خَلْفَهُ قِيَامًا، وَلَوْ شِئْنَا لَأَرْفَأنَا - أي : اقتربنا من المَرْسَى أو الميناء – وَخَرَجْنَا».

ولفت إلى أن جمهور الفقهاء اشترط القيامَ في صلاة الفريضة إلا إذا كان عذر كالخوف من الوقوع أو دوران الرأس مثلًا فيجوز صلاة الفرض حينئذ من قعود، لكن أجاز الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه صلاة الفرض في حالة السَّيْرِ على صفة القعود ولو بلا عذر.

وانتهى الدكتور مجدي عاشور، إلى أن أداء الصلاة في القطار المتحرك جائز، وتقع صحيحةً ولا إعادة فيها إذا ما روعيت فيها أركانها وشروطها، ويمكن للمصلِّي أن يختار مِن بين الأقوال الفقهية في ذلك ما يناسب حاله وقدرته؛ خاصة عند عدم القدرة على استقبال القبلة، فإنه يتحراها ويدور معها ما أمكن، وكذلك بالنسبة للأركان كالوقوف والركوع من قيام والسجود، فعليه بفعل هذه الأركان ، فإن لم يستطع فلا حرج عليه ويصلي كيف يستطيع، والقاعدة في مثل ذلك قوله تعالى: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا}.

اقرأ أيضا

مفتي الجمهورية يدين العملية الإرهابية بحي الرضوانية ببغداد