كوتسيكا اليوناني.. ملك السيبرتو الذي ودعه المصريون بالدموع

كوتسيكا
كوتسيكا

على مدار التاريخ ترتبط مصر واليونان بتاريخ عميق يفوق مستوى العلاقات الرسمية، إلى حد الانصهار الشعبي بين أبناء الدولتين، وهو ما يعتبر " كوتسيكا" او كوزيكا أكبر مثال عليه، ملك السبرتو، وأغنى رجال الجالية اليونانية في مصر، المحب للخير ومساعدة المصريين واليونانيين معا.


لا يعرف تحديدا التاريخ الذي وصل فيه كوتسيكا إلى مصر، لكنه اختار القاهرة وليس الاسكندرية على عكس الكثيرين من أبناء اليونان، وتحديدا  بمنطقة نائية بالقرب من  طره، وفي ١٨٩٣قرر أن ينشئ هناك مصنع كحول اطلق عليه " سيبرتو"، ليكون  المصنع الوحيد الذى يوفر للبارات ومصانع الكولونيا الكحول. 

وساعد انتاجه الواسع من الكحوليات لصنع اسمه، واكتساب شهرته الواسعة، فضلا عن تبرعاته السخية لابناء مصر واليونان، حتى أنه تبرع بأول سيارة اسعاف لصالح لخدمة المرضى، وبنائه المستشفى اليوناني بالاسكندرية لتقديم خدمات علاجية فائقة الجودة بمقاييس العصر واعتبرها خدمة لابناء ووطنيه الذي حمل جنسيته من ناحية، والذي عاش فيه. 

وتوسّع كوتسيكا في انتاجه وزود مصنعه بخطوط انتاج جديدة من الجلوكوز والنشا في ١٩٥٤، إلا أن كل هذه الخطوط لم تستمر في جعبة اليوناني الخيري ملك السيبرتو سوى ٧ سنوات، بسبب قرارت التأميم في عام ١٩٦١ والتي بسببها  دمج المصنع مع عدة شركات وامتلكتهم جميعا الشركة المصرية لصناعة النشا والجلوكوز. 

وبعد عام واحد من قرارات التأميم كان المصريون والجالية اليونانية على موعد مع مشهد مهيب وحزين، ووداع كوتسيكا اليوناني بالدموع، الرجل الذي احبه المصريون وخدمهم هو وتبرع لهم بمستشفى وساهم نشأة الاسعاف المصري، وسميت المنطقة التي عاش فيها  باسمه، وكذلك اطلق اسمه على محطة مترو بالمنطقة. 


وعلى الرغم من عدم معرفة الكثيرون من رواد المنطقة سبب التسمية أو حتى طريقة نطقها الصحيح إلى أن يبقى تاريخ كوتسيكا في مصر شاهدا على مدى تقارب الشعبين وانصهارهما معا.

 

اقرأ أيضا

أبرز 10 معلومات عن خطوط الربط الكهربائي اليوناني