أبرزها «التراجع عن الكمامات».. إجراءات «مخففة» لاستعادة الطيران

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تأثرت حركة الطيران في مختلف أنحاء العالم بصورةٍ كبيرةٍ جراء جائحة كورونا، فلم يستعد الطيران العالمي عافيته منذ أزمة الوباء، التي ضربت العالم في شهر مارس المنصرم، فلم تبرح الطائرات خارج مطاراتها لعدة أشهر، وتعرضت شركات الطيران العالمية لانتكاسةٍ لم تكن في الحسبان.

ومع عودة الطيران تدريجيًا في صيف هذا العام، مع تخفيف القيود العامة لجائحة كورونا في عديد البلدان، لم تسترجع شركات الطيران رحلاتها بالصورة المثلى، فظلت الإجراءات الاحترازية من وباء كورونا مطبقة بصرامةٍ على متن الطائرات.

هذا الأمر سيبدأ تدريجيًا التحرر منه، بعد أن صادق مجلس منظمة الطيران المدني الدولي على تحديثات جديدة لإرشادات فرقة العمل المعنية باستعادة الطيران الخاصة بالنقل الجوي الدولي.

وقدمت المنظمة إرشادات جديدة توصيات للدول للنظر في تبنيها وفقًا لحالتها الطبية المحلية الحالية، وبشأن الأولويات المحددة بما في ذلك النظافة العامة والأقنعة وأغطية الوجه والفحص الصحي والإعلانات والمسافرين الجويين ذوي القدرة المحدودة على الحركة والصحة العقلية ورفاقهم وعمال الطيران والركاب.

وأعادت المنظمة الاعتراف بسيادة كل دولة وسلطتها على أولوياتها الوطنية للتعافي من الوباء، بما في ذلك ما يتعلق بتقييم واستخدام اختبارات الركاب للمساعدة في تخفيف تدابير الحجر الصحي وإعادة ربط الوجهات على مستوى العالم.

تخفيف بشروط

وشدد رئيس مجلس منظمة الطيران المدني الدولي سالفاتوري سكاكيتانو على حث البلدان على اتّباع هذه الإرشادات المحدثة لمواءمة تدابيرها، مع الحفاظ على حق كل دولة في تنفيذ تدابير تخفيف إضافية أو بديلة وفقًا لاحتياجاتها وظروفها المحددة.

وقال سكاكيتانو، إن سرعة تطور الوضع العالمي تتطلب توجيهات في الوقت المناسب وموجهة لدعم الدول بشكل فعال في جهودها لاحتواء الوباء مع متابعة استئناف واستعادة الطيران، وهذا يوضح الأهمية الحاسمة للتنسيق العالمي والإقليمي بشأن وضع تدابير مقبولة بشكل متبادل.

يذكر أن آخر تحديثات فريق العمل تركز بشكل أساسي على التطورات التكنولوجية والطبية المتطورة في مكافحة فيروس كورونا، وهي تتضمن التعليقات المستمرة التي تتلقاها الإيكاو من السلطات الوطنية والمنظمات الدولية بما في ذلك منظمة الصحة العالمية ومنظمات السياحة (منظمة الصحة العالمية، ومنظمة السياحة العالمية)، فضلاً عن المنظمات الإقليمية والصناعة.

وتؤكد وثيقة الغلاف رفيعة المستوى للمبادئ التوجيهية الجديدة على أن مجموعة من التدابير المنسقة بين الحكومات والصناعة، ستكون ضرورية لإعادة بناء ثقة الجمهور في السفر الجوي وتشير إلى أن هذا هو الحل الوحيد المستدام للتغلب على الوضع الاقتصادي والمالي الذي يواجهه القطاع حاليًا.

ومن جهتها، رحبت الأمين العام لمنظمة الطيران المدني الدولي الدكتورة فانج ليو، بوجهة النظر هذه، وأعربت عن أملها في أن تساعد نتائج التوجيهات العالمية الأخيرة من البلدان ووكالات الأمم المتحدة والمجموعات الصناعية والمنظمات الإقليمية التي تساهم في CART في إعادة المسافرين جوًا مرة أخرى.

وعلقت قائلة: «توفر الأمانة العامة لمنظمة الطيران المدني الدولي موارد رصد وتوجيه وتنسيق عالمية مهمة لمساعدة البلدان على تنفيذ توصيات CART، وقد شجعنا التقدم الأخير في إنشاء ممرات دولية جديدة للسفر والصحة بين وجهات محددة، وهذه تدرك بعض الخطوات الأولى المهمة والحكيمة نحو زيادة ثقة المسافرين والانتعاش القطاعي».

أقنعة وإرشادات النظافة العامة

ونذهب بالحديث إلى أبرز تحديثات الإرشادات الجديدة، وأولها الخاصة بأغطية الوجه والأقنعة الطبية للسماح للمسافرين بالسفر الذين لا يمكنهم تحمل غطاء الوجه أو الكمامة الطبية، مثل الأطفال الصغار أو الأفراد الذين يعانون من إعاقات جسدية أو أمراض تنفسية أو حالات طبية أخرى كما يتضمن قسمًا جديدًا عن النظافة العامة يجب اتّباعه في المطارات وعلى متن الطائرات، فيمكن التجاوز عنها في هذه الحالة.

وعند النظر في التوجيهات الواردة في الوثيقة الإرشادية المحدثة للإقلاع ودليل منظمة الطيران المدني الدولي بشأن الاختبار وتدابير إدارة المخاطر عبر الحدود، قال مجلس منظمة الطيران المدني «نشجع الدول بقوة على التعاون مع بعضها البعض فيما يتعلق بتنفيذ الرعاية الصحية الأولية».

يتشكل مركز الرعاية الصحية الأولية عندما تتفق دولتان أو أكثر على الاعتراف بتدابير تخفيف الصحة العامة التي نفذتها كل منها على مسار واحد أو أكثر بين دولها ولتمكين هذا الاعتراف المتبادل ، تُشجع الدول بقوة على تبادل المعلومات بشكل فعال مع الدول الأخرى والدخول في مناقشات ثنائية أو متعددة الأطراف مع بعضها البعض لتنفيذ الرعاية الصحية الأولية بطريقة منسقة، ولتسهيل تنفيذ الرعاية الصحية الأولية، ستكون حزمة تنفيذ الإيكاو بشأن إنشاء مركز الرعاية الصحية الأولية متاحة للدول في 16 نوفمبر 2020.

التدابير المتعلقة بسلامة الطيران

بينما تعمل الدول على استئناف السفر الجوي ، يتعين إعادة تنشيط وإعادة تدريب نسبة كبيرة من الأسطول العالمي وطاقم الطائرات وموظفي عمليات المطارات ومراقبي الحركة الجوية الذين ظلوا غير نشطين لفترات طويلة، بحسب التوصيات الجديدة.

ولضمان إعادة التشغيل الآمن، فإنه يجب على الدول اتخاذ الخطوات اللازمة للتخفيف من مخاطر السلامة المرتبطة بإعادة التنشيط.

يتم تذكير الدول التي قدمت اختلافات بشأن حالات الخروج المؤقت عن معايير منظمة الطيران المدني الدولي بموجب فيروس كورونا الاختلافات المتعلقة بالطوارئ (CCRD)، أو التي منحت التخفيف التنظيمي المتعلق بـ"كوفيد-19"، بأن هذه الاختلافات والتخفيف كان الغرض منها أن تكون مؤقتة بطبيعتها.

يمكن أن تؤدي الاختلافات والتخفيفات المطولة، مثل تلك المتعلقة بشهادات الموظفين والترخيص، إلى ارتفاع مخاطر السلامة التشغيلية لذلك، يجب على الدول أن تضع التدابير اللازمة لإدارة تلك المخاطر ويجب ألا تمد التخفيف (الوثائق الأساسية والممتدة على حد سواء) إلى ما بعد 31 مارس 2021، بحسب التحديثات الجديدة.

ويقول مجلس الطيران المدني: «تُشجع الدول على تسهيل الوصول إلى المرافق الطبية والتدريبية، بما في ذلك أجهزة التدريب على محاكاة الطيران المستخدمة لطاقم الرحلة للحفاظ على حداثة خبرتهم وكفاءتهم».

ويتابع قائلًا: «كما تُشجع الدول بشدة على إحالة مشغليها إلى موقع ويب إجراءات السلامة التشغيلية التابعة لمنظمة الطيران المدني الدولي، حيث تتوفر روابط لوثائق التوجيه التي طورتها منظمة الطيران المدني الدولي، و ACI، و IATA، و ICCAIA، وغيرها».

اقرأ أيضا

حوار| باحث مصري في أكسفورد: اعتماد لقاح «كورونا» نهاية الشهر الجاري