كتبت: شيماء مصطفى
من أشهر بقعة غطس في العالم منطقة "اللايت هاوس" بمدينة دهب، يقوم حاليا الغواص المصري صدام كيلاني، صاحب الرقم القياسي المصري لأطول غطسة تحت الماء، بأطول غطسة في تاريخ البشرية مدتها أكثر من 150 ساعة، حيث كانت آخر غطسة قام بها منذ 3 سنوات واستمرت لـ100 ساعة و20 دقيقة.
وانفردت "بوابة أخبار اليوم"، بالتواصل مع الغواص المصري –في حوار شامل من تحت الماء ينشر لاحقا- من خلال فريق العمل المصاحب له على مدار الساعة، والذين يقسمون أنفسهم على 3 مجموعات، لمتابعته ثانية بثانية.
بدأ "كيلاني" غطسته منذ 5 أيام ومستمر حتى الآن تحت الماء، يعيش حياة كاملة يأكل ويشرب وينام، ويصلي، ويمارس الرياضة، ويقوم برسم لوحة، وغيرها من الأنشطة.
"البدلة" التي يرتديها "كيلاني" مصممة خصيصاً له بحيث يكون غير مبلل تحت الماء، وبها نظام تدفئة تشبه "الدفاية"، وتكون مملوءة هواء لعزل البدلة عن الجسم وعدم شعوره بحرارة المياه.
وحول كيفية نوم "كيلاني"، قال مصطفى فودة أحد المشاركين في فريق العمل: "السرير مصنوع بالعكس أي بدلا من النوم فوقه ينام تحته، السرير سقفه عبارة عن حبال ينزل صدام تحته ويقوم بنفخ البدلة قليلاً ويفرد جسمه وينام، كان في أول أيام نزوله ينام كثيرًا، وهذا يعتبر ذكاء منه للحفاظ على طاقته في الأيام الأخرى".
وأضاف "فودة"، أن فريق العمل يقوم بالاطمئنان عليه بشكل مستمر، ويتم تغيير تنكات الهواء، ومساعدته في تغيير وضعه من النوم للمشي واللعب على دراجة حتى لا تتعرض عضلاته للتيبس، فضلا عن قيامه حاليا برسم لوحة 6 متر * مترين ونصف، ويوجد شطرنج 2*2 متر، ودومينو لتضييع وقته تحت الماء.
وأكد "فودة"، أن "صدام" لديه فريق طبي كامل يعمل معه للاطمئنان عليه ويقوم بالكشف عليه كل 4 ساعات تحت الماء، للتأكد من سلامته وصحته، بالإضافة إلى فريق تغذية يقومون بإنزال الوجبات الخاصة به بسعرات حرارية معينة للحفاظ على لياقته، تحتوى على العصائر والألبان والشوكولاته.
يشار إلى أن "صدام" حقق حتى الآن أكثر من 120 ساعة تحت الماء، وفي طريقه للاحتفاظ بالرقم القياسي العالمي لأطول غوص في التاريخ.
وأكد "فودة"، أن كافة الجهود التي تتم من أجل وصول الغطاس المصري لتحطيم الرقم القياسي كلها جهود ذاتية، ولا يتلقى أي دعم من أي جهة، ولكنهم مستمرون حتى تحقيق الحلم.
جاء "صدام" من الإسماعيلية إلى سيناء عام 2012، ومارس رياضة الغطس، وفي عام 2014 كان قد أكمل دورة المعلم، بدأ يحلم بمحاولة أطول غوص في التاريخ، وبالرغم من صعوبة تحقيق حلمه لعدم وجود فريق، ولا معدات مخصصة ولا رعاية مالية، إلا أنه واصل اختبارات المياه في حوض سباحة تحت إشراف مديره الفني سمير درويش، وبدعم من الدكتور عادل طاهر، بعد أن وصل إلى 18 ساعة في بيئة محصورة، أجرى أول اختبار له في المياه المفتوحة، مما أثار دهشته ودهشة الطبيب، مما أدى إلى غوص لمدة 30 ساعة، وأجرى غطستين أخريين، إحداهما وصلت إلى 53 ساعة والأخرى 76 ساعة، حتى وصل في 2017 إلى ساعة و20 دقيقة.
